“أصبح إهدار المكتسبات -على قلتها- في بلادنا برعونة بالغة “رياضة وطنية”، أحد تلك المكتسبات هو أعمال هيئة الإنصاف والمصالحة التي كان الهدف من إنشائها، طي صفحة سنوات الرصاص وخلق مناخ جديد من الثقة بين الدولة والمجتمع”. هكذا وصف عادل بن حمزة، عضو اللجنة التنفيذية والناطق الرسمي السابق باسم حزب الإستقلال، قرار النيابة العامة بفاس متابعة عبد العالي حامي الدين بعد إحالته على التحقيق في جريمة قتل بنعيسى أيت الجيد.
وأضاف بنحمزة في مقال له بجريدة “أخبار اليوم”، “بعدما صدر في حقه حكم بالسجن، وبعدما صار الحكم نهائيا حائزا قوة الشيء المقضي به، وبعدما اعتبرت هيئة الإنصاف والمصالحة اعتقاله يدخل في إطار الاعتقال التعسفي الذي يدخل في اختصاصاتها البحث في وقائعه وإصدار مقررات بشأنه، وبعدما أصدرت الهيئة مقررا بالتعويض للمعني بالأمر، يأتي اليوم إحالته على غرفة الجنايات، ليجعل من ذلك كله مجرد عدم”.
وبخصوص النقاش السياسي المطروح حاليا، وعلاقته بالقضية، فحسب عادل بن حمزة، “الموضوع بكامله لا علاقة له بالقانون، ومن يحاول أن يجر الموضوع إلى النقاش القانوني لا يفعل سوى ليّ عنق نصوص القانون الجنائي، بشكل لا يستقيم مع المرجعيات الدولية التي لها في كل الأحوال الأسبقية على التشريعات الوطنية في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان وفي صدارة هذه الحقوق عدم محاكمة الشخص نفسه على الوقائع نفسها مرتين. النقاش الحقيقي، هو نقاش سياسي في العمق، وهنا بالضبط تتضح مخاطر مثل هذا الانزلاق، حيث تمثل إحالة حامي الدين، إهدارا فاضحا للعدالة الانتقالية التي يريد البعض أن يؤسس من خلالها “لعدالة” انتقامية”.
وكان عادل بنحمزة قد سبق له في حوار تلفزي على القناة الثانية، سنة 2013، جاء بعد انسحاب الاستقلال من الحكومة التي كان يقودها حزب العدالة والتنمية، أثناء الحديث بالبرنامج الذي جمعه بعبد العالي حامي الدين ممثلا للعدالة والتنمية، ومتدخلين آخرين، وأثناء الحديث عن العنف التي عرفته دائرة مولاي عقوب بضواحي فاس، في الانتخابات الجزئية آنذاك، وجه حديثه لعبد العالي حامي الدين عن العنف، داخل بلاطو برنامج “مباشرة معكم”، عندما قال “سي حامي الدين كيعرف العنف في الجامعة في فاس”، في إشارة إلى علاقة حامي الدين بملف بنعيسى أيت الجيد، قبل أن يقاطعه الصحافي جامع كولحسن مقدم البرنامج، كي يسمح لرشيد الطالبي العالمي، الذي كان في صدد توجيه تصويب حول كلمة “مواجهة” كان قد استخدمها حامي الدين في وصف الصراع الانتخابي حول الدائرة المذكورة.
بايتاس “كلاشا” المعارضة: أين حكومة 2012 من محاربة الفساد؟
وجه مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، ا…