استعاد حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومؤرخ المملكة، سابقا، ذكريات التحاقه بالمدرسة المولوية في يناير 1977 للدراسة إلى جانب ولي العهد أنذاك، الملك محمد السادس.

وقال أوريد الذي حل ضيفا على أحد برامج راديو “شذى إف إم” إن أول من أخبره باختياره للدراسة رفقة ولي العهد كان هو نائب التعليم بالرشيدية، محمد بندفعة. “كان عمري حينها 13 سنة وعندما طلبني المندوب أحسست بالرهبة والخوف، لكنه تكلم معي ببساطة قائلا: هل تريد أن تدرس مع ولي العهد”.

وأضاف أوريد بأنه أخبر والده بالأمر فقال له أمران: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، و”لكل نعمة حسود”. بعد مرور حوالي ستة أشهر على ذلك، اعتبر أوريد ووالده أن الأمر كان مجرد إشاعة، قبل أن تتم المناداة عليه من جديد، بشكل رسمي، ويلتحق بالقصر الملكي في يناير 1977.

كان أول من التقاه أوريد هو زميل دراسته كريم رمزي الذي كان مرفوقا بوالده الدكتور احمد رمزي، مضيفا: “كان الشيء الطريف هو أنه طلب منا أن نلبس بدلة وكرافاتة وأنا لم يسبق لبي أن لبست هذا اللباس، كما أنني لا أحسن عقد ربطة العنق”.

وحكى أوريد كيف أن أستاذ اللغة الفرنسية جاك لوسو تنبأ بأن يكون له مستقبل زاهر، باعتبار “أنني كنت تلميذا نجيبا”. كما تذكر أوريد كيف أنه كان متفوقا في المواد العلمية، لكنه وجد نفسه محط استغراب زملائه وضحكهم لضعفه، حينئذ، في اللغة الفرنسية، “كوني لم أكن أتكلم الفرنسية بشكل جيد كما ينطقها من تتلمذوا في المدارس الفرنسية، وهذا كان يثير الاستغراب والضحك”، مضيفا: “كانت لنا أستاذة للفرنسية هي مدام رونيوني رحمها الله، وكانت تعمل على تحسين لغتنا الفرنسية”.

وتذكر أوريد كيف أنه وزملاءه استطاعوا حفظ سبع معلقات من الشعر الجاهلي في ظرف ثلاثة أسابيع، مضيفا: “حينها كنا نعيش بعيدا عن أسرنا، وكان أحد زملائنا، وهو من مدينة الرباط، عندما نقرأ معلقة امرئ القيس التي مطلعها “قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ” يشرع في البكاء، فيأتي الحارس العام ويقول له: آش خليتي لهذو لي جايين من الرشيدية ومن مناطق نائية”.

وأكد أوريد أن المدرسة المولوية لم تكن فيها أجواء بذخ ولم تكن “luxe ، مضيفا: “كنا نفيق في السادسة صباحا ونصلي الفجر خلف المقرئ المجوّد الحاج عبد الرحمان بنموسى، ثم نبدأ في حفظ القرآن إلى غاية السابعة والنصف، وفي الثامنة صباح تبدأ الدروس”.

وعن علاقة تلامذة المدرسة المولوية بولي العهد (محمد السادس) قال أوريد إن ولي العهد كان صديقا وزميل دراسة وأميرا. “عندما كنا نقسم التلاميذ إلى فريقين للعب الكرة، مستعملين في ذلك أقدامنا، كان ولي العهد صديقا، وعندما نكون في الفصل الدراسي يكون زميلا، لكننا كنا نعرف أنه أمير وله مسؤوليات قد تدفعه أحيان للتغيب، مثلما حدث عندما مثّل والده مرة في جنازة أمير كويتي”.

وحول ميولات ولي العهد الدراسية، قال أوريد: “محمد السادس كان له ميل للأدب، وكان قارئا نهما، كما أن الأستاذ الحاج محمد بّاحنيني كان يقدم له هدايا وكتب نفيسة”، مضيفا أن ولي العهد كان له ذوق جمالي وفني، وأنه كان يحب الرسم والموسيقى.

 

 

التعليقات على أوريد يحكي تفاصيل دراسته مع الملك محمد السادس ويتحدث عن ذوقه ولعبه مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…