“لاعب القرن العشرين” في أوروبا.. إنه الأسطورة الهولندي يوهان كرويف الذي ترك بصمته الواضحة في تاريخ لعبة كرة القدم وبالرغم من أنه أقلع عن التدخين منذ سنين، إلا أن المرض الخبيث كان له بالمرصاد.
“الكرة أعطتني كل شيء والتبغ أخذه”
كان كرويف مدخنا “شرها” لسنوات طويلة، عند ممارسته للتدريب، لكن قبل ذلك أيضا كان يدخن عندما كان لاعبا، وعندما كان نجما عالميا ما جعله يدخن قبل المباريات وبعد المباريات،و كان يدخن أحيانا في الاستراحة (بين شوطي المباريات) بحيث حاول “هينيس فايسفايلر” المدرب الألماني الذي كان يدرب برشلونة عام 1975/1976 عندما كان كرويف في عز مجده كلاعب في الفريق الكاتالوني يثنيه عن التدخين إلا أنه لم ينجح في ذلك.
وأصبح كرويف مدربا ورغم ذلك لم يقلع عن التدخين إلا في بدايات تسعينات القرن العشرين، حيث بدأت صحته في التدهور بشكل واضح ما جعله يخضع لعمليتي قلب مفتوح لتركيب “مجازة قلبية” في عام 1991، وبعدها قال كرويف، الذي اختير عام 1999 لاعب القرن في أوروبا: “لن أدخن إطلاقا لأنه قيل لي إنني سأموت لو واصلت التدخين.” وقال أيضا جملة ستبقى للتاريخ : “الكرة أعطتني كل شيء والتبغ أخذه كله تقريبا.”
أقلع كرويف عن التدخين منذ نحو 24 عاما لكن يبدو أن أثره بقي رغم كل هذه السنوات الطويلة، فقد أكد متحدث باسم “مؤسسة يوهان كرويف” في أمستردام أنه مصاب بسرطان في الرئة، وأنه خضع في الآونة الأخيرة لفحوصات عديدة في المستشفى.
(“لاعب ومدرب فريد من نوعه”)
لقي كرويف إهتماما كبيرا حتى بعد توقفه عن التدريب بسنوات طويلة ما يعكس قيمة هذا اللاعب والمدرب الفريد من نوعه، فقد اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أسطورة خط الوسط الهولندي في التشكيلة المثالية لمنتخب العالم وكذلك منتخب قارة أوروبا في القرن العشرين، واشتهر النجم الكبير بلعب ما يسمى بالكرة الشاملة، التي تعتمد على المهارة إلى جانب القوة البدنية. وحصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولات الأوروبية ثلاث مرات.
وعرف كرويف في زمنه كأشهر مراوغ وصاحب أفضل تقنيات ومهارات كروية وتتشابه مهاراته مع النجم الفرنسي الأسطوري زين الدين زيدان، غير أن كرويف كان يتحرك في الملعب أكثر من زيدان.
كما ارتبط اسم يوهان كرويف بفريق أياكس أمستردام الهولندي، حيث بدأ مسيرته الاحترافية في صفوفه عام 1964، وفاز معه ببطولة هولندا تسع مرات وبالكأس المحلية 4 مرات وسجل له 215 هدفا في 307 مباريات.
وقاد كرويف أياكس إلى المجد الأوروبي حينما تربع على عرش الكرة الأوروبية بفوزه ثلاث سنوات متتالية بكأس أوروبا للأندية أبطال الدوري في 71، و72، و73، كما فاز أيضا بكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرة واحدة عام 1972 ثم انتقل إلى برشلونة مقابل مبلغ خيالي عام 1973، حيث بقي في صفوفه حتى 1978 وسجل له 48 هدفا في 140 مباراة وانتقل بعدها في عام 1979 إلى الدوري الأميركي ليعود بعد ذلك إلى أياكس عام 1981 ويبقى به حتى 83 إلى أن ينتقل إلى “فينورد روتيردام” حيث فاز معه في موسم واحد ببطولتي الدوري والكأس واختتم مسيرته به كلاعب عام 1984.
تمكن كرويف من قيادة منتخب هولندا إلى نهائي مونديال 1974 في ألمانيا قبل أن يخسر أمام الدولة المضيفة مع أنه قدم عروضا أفضل، وبعدها بعامين احتل مع منتخب بلاده المركز الثالث في كأس أمم أوروبا، سجل فيه كرويف 33 هدفا في 48 مباراة دولية حمل فيها شارة القائد 33 مرة.
لا تقل مسيرة كرويف كمدرب عن مسيرته كلاعب، كما أنه درب أياكس وبرشلونة أيضا وفاز مع الاول مرتين بكأس هولندا، ومرة بكأس كؤوس الأندية الأوروبية التي حصل عليها أيضا مع برشلونة سنة 1989.
في حين، وبالضبط في برشلونة، كون يوهان كرويف فريقا رائعا طور معه مفهوم الكرة الشاملة، ونجح في الفوز ببطولة اسبانيا خمسة مواسم متتالية، قاده إلى إحراز لقب كأس أبطال الأندية الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه عام 1992، وترك تدريب برشلونة عام 1996.
“مشوار طويل اعترف به الكبير والصغير، يوهان كرويف مثال حقيقي لكل الرياضيين بغظ النظرعن تدخينه لمدة سنوات كثيرة، لكن سيبقى في أذهان المتتبعين.. أسطورة كرة القدم بامتياز وصاحب الكرة الشاملة.”
وقد ذكرت تقارير إعلامية اليوم الخميس 2016-03-24 أن أسطورة كرة القدم الهولندية في السبعينات يوهان كرويف (68 عاما) توفي بعد صراع مع مرض سرطان الرئة.