أصدرت وزارة الفلاحة والصيد البحري مذكرة لليقظة الإقتصادية خاصة بالحبوب، حيث تظهر من خلالها بشكل علمي مسار تطور زراعتها، بالمقارنة مع مناطق أخرى من العالم، مع تحديد الأهداف المنتظرة في إطار مشروع المخطط الأخضر لسنة 2020، وكذلك الخطوات التي تبدلها الوزارة في هذا المجال نظرا لدوره الأساسي في الإقتصاد الوطني.
وحسب المذكرة، تعتبر زراعة الحبوب واحدة من الأعمدة الأساسية للإنتاج الفلاحي بالمغرب، وتلعب دورا سوسيو- اقتصادي أساسي في إطار استغلال الأراضي القابلة للزرع، وتكوين النتاج الداخلي الفلاحي الهام، والتشغيل بالوسط القروي، واستعمال طاقات التحويل الصناعي.
كما تقدم هذه المذكرة وضعية قطاع الحبوب المغربي مع نظرة مركزة على الإنتاج النهائي لسنة 2015 بالنسبة للحبوب الرئيسية الثلاث، والجزء الثاني من هذه المذكرة مخصص لمقارنة دولية مع نظرة على مناطق الحبوب ذات الظروف الزراعية والمناخية المشابهة للمغرب “منطقة بيرث بأستراليا، وولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية”.
وقد استفادت سلسلة الحبوب من عناية خاصة، في إطار مخطط المغرب الأخضر، بغية تحسين الإنتاج الوطني ومعدل تغطية الاحتياجات، وتتمثل الأهداف الأولى للمخطط في أفق 2020 بالنسبة للقطاع في بلوغ إنتاج متوسط من 70 مليون قنطار على مساحة 4.2 مليون هكتار و رقم معاملات من 20 مليار درهم، وأخذا بعين الاعتبار الإنجازات إلى هذا التاريخ، أعادت الوزارة النظر في الأهداف نحو الارتفاع لتصل إلى معدل إنتاج سنوي قدره 88 مليون قنطار على مساحة 5.1 مليون هكتار في 2020.
وتظهر المذكرة أن المساحة المتوسطة المزروعة بالحبوب تتراوح، في فترة 2000/2015، مابين 4.5 و5.3 مليون هكتار، وتمارس هذه الزراعات في مختلف المناطق الزراعية والمناخية للبلاد في تناوب مع زراعات سنوية كالقطاني والزراعيات الصناعية والزراعات العلفية.
وخلال الفترات مابين (2000/2007) و(2008/2015) سجلت مساحات القمح والصلب والشعير انخفاضا قدره على التوالي 189 هكتار و 66 ألف هكتار. بالمقابل، سجلت القمح الطري ارتفاعا قدره 222 ألف هكتار، وهكذا، فإن المساحة الوطنية المخصصة للحبوب الثلاث قد تغيرت بشكل طفيف لفائدة القمح اللين(+5 نقط).
ولم يعرف نمط قيادة هذه الزراعات تغيرا كبيرا، حيث ظلت الحبوب تزرع دائما بالمناطق البورية بحوالي90في في المائة، بالمقابل لوحظ منحى نحو الإنخفاض(11- في المائة) للمساحة المسقية للحبوب التي مرت من 469 ألف هكتار (معدل 2000/2007) إلى 416 ألف هكتار (معدل2008/2015) أي بإنخفاض قدره 53000 هكتار.
على مستوى الإنتاج:
مر معدل إنتاج الحبوب مابين (2000/2007) و (20008/2015) من 58.4 إلى 80 مليون قنطار بتطور قدره35 في المائة أي مايعادل إنتاج إضافي قدره 22 مليون قنطار، وذلك رغم تثبيت المساحة المزروعة، ويتوزع هذا الإنتاج الإضافي على النحو التالي: 12 مليون قنطار من القمح اللين،6 مليون من الشعير و4 مليون قنطار من القمح الصلب.
التوزيع الجغرافي للإنتاج مابين الفترتين 2000/2007 و 2008/2015 يبين بأن حصة الأقاليم المتخصصة في الحبوب قد تدعمت كما هو الحال بالنسبة لسطات و تاونات والخميسات، أو قد تثبت كما هو الحال بالنسبة لبني ملال والجديدة والقلعة وسيدي قاسم وسيدي بنوروفاس، فيما بين 2000 و 2007، مثلت الحصة الإجمالية لهذه الأقاليم 41 في المائة من الإنتاج فيما تجاوزت بعد 2008 حصتها 51 في المائة، وتؤكد هذه النتيجة تخصصا مجاليا ناجحا تم تصوره في إطار المخططات الفلاحية الجهوية المنبثقة عن مخطط المغرب الأخضر.
المردودية:
خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت مردودية الحبوب بالمغرب بشكل واضح مستفيدة من برامج التكثيف التي أطلقتها وزارة الفلاحة، وبالفعل، مرت مردودية القمح الصلب من 13 قنطار بالهكتار (معدل 2000/2007) إلى 17.7 قنطار بالهكتار (معدل 2008/2015)،و مردودية القمح اللين من 14.3 إلى 19.2 قنطار بالهكتار بينما مرت مردودية الشعير من 8.2إلى 12.7 قنطار بالهكتار.
هذه المنجزات على مستوى الإنتاجية هي نتيجة الإستعمال المعقلن للمدخلات الفلاحية كالأسمدة لكن و كذلك إرتفاع استعمال البذور المختارة، فبالفعل، منذ انطلاقة الاستراتيجية الوطني، مر حجم استعمال البذور ذات القدرة الوراثية المرتفعة من 649 مليون قنطار سنة2008 إلى أزيد من 1.4 مليون قنطار سنة 2015 أي بارتفاع يزيد 116 في المائة.
كما تقدم المذكرة صورة حول سوق زراعة الحبوب وتسويقها على المستوى العالمي،ملامسة عدة جوانب منها، الأثمنة والمردودية السنوية، حسب منظمة الأغدية والزراعة العالمية، وكذلك إحصائيات بخصوص دينامية سوق الحبوب بالمغرب.

التعليقات على هكذا تطورت زراعة الحبوب في المغرب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

أخنوش: نريد تحقيق العدالة المجالية عبر تطوير البنيات الأساسية التي أرساها الملك والصحوة الصناعية في المغرب تزعج البعض