أكدت أطر طبية بالمركز الاستشفائي الجامعي بن رشد بالدار البيضاء على ضرورة الاستعداد لمواجهة موجة البرد القارس التي تجتاح مختلف أرجاء المملكة، وذلك عبر الوقاية والالتزام بجملة من الممارسات اليومية الفضلى لتجنب الآثار والمضاعفات الجانبية التي قد تنجم عن الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وأبرزت في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، تمحورت حول كيفية مواجهة موجة البرد القارس التي تجتاح مختلف مناطق المملكة، أن المركز الاستشفائي الجامعي بن رشد، بمختلف أقسامه، جند كافة أطقمه الطبية وتجهيزاته لاحتواء الحالات التي كانت ضحية نزلات البرد، والتي تضاعف عددها بشكل ملحوظ خلال الاشهر الاخيرة مع انخفاض درجات الحرارة، حيث تتوافد يوميا على قسمي امراض الجهاز التنفسي، بكل من مستشفى 20 غشت وابن رشد ومصالح الانعاش، ما بين 10 إلى 20 حالة مرضية متفاوتة الخطورة.
ولاحتواء الوضع أشار البروفيسور مولاي هشام عفيف رئيس قسم امراض الجهاز التنفسي بمستشفى 20 غشت والمدير العام للمركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد الدار البيضاء، أنه تحسبا لأي طارئ محتمل فقد انخرط المركز في سلسلة من اللقاءات التواصلية إسهاما منه في تقريب خدماته الصحية، ولتوفير أحسن الظروف الاستشفائية المعتمدة في استقبال المرضى، وذلك عبر التنسيق والتعاون المكثف بين كافة المصالح والمستشفيات التابعة للوزارة على مستوى العاصمة الاقتصادية، مع ترشيد استعمال الأسرة المتوفرة مراعاة في ذلك للأولويات، حسب وضعية الحالات المرضية المعروضة.
وأكد في هذا الصدد ، أنه على غرار السنوات الفارطة فقد عقد الأساتذة العاملون بالمستعجلات وأقسام الأمراض التنفسية بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال ، وغيرهم من أطباء الأطفال بمختلف مستشفيات الدار البيضاء ، لقاءات قبل وخلال موجة البرد ، لبلورة استراتيجية للعناية بالوضعية الصحية للأجيال الصاعدة، حيث تشير احصائيات المركز الى أن الاطفال المصابين بالتهابات القصبة الهوائية ، الذين توافدوا على هذا المستشفى في أقل من عشرة أيام ، من شهر يناير الجاري، بلغ عددهم 47 حالة، مقابل 75 حالة طيلة شهر دجنبر الفارط .
وحسب البروفيسور عفيف ، فقد عقدت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد اجتماعات مع كل من المديرية الجهوية للصحة ، والأطقم الطبية المعنية بالمركز وبمستشفيات الدار البيضاء ، لتدراس كيفية التعامل مع هذه النزلة البردية ، كل من موقعه ، مشيرا في هذا السياق إلى أنه طيلة فصلي الخريف والشتاء ، تنتشر الفيروسات بحدة وتنتقل العدوى من شخص لآخر خاصة في فضاءات تغيب فيها أدنى الشروط الصحية من تهوية ونظافة ، فضلا عن سوء تعامل المصاب مع المرض في ظل غياب الشمس وارتفاع درجة البرودة التي تزيد من قدرة الفيروسات على المقاومة .
وقال إنه في الحالات العادية ، التي قد يستمر فيها العلاج لمدة اسبوعين ، يتم اللجوء الى استعمال الأدوية وبعض الفيتامينات حتى يسترد المريض عافيته بتراجع نسبة ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والحد من العياء وصداع الرأس وآلام المفاصل والسعال ، مضيفا انه نادرا ما يتم التفكير في استعمال المضادات الحيوية إلا في حالة العثور على تعفنات بكتيرية أو جرثومية التي قد يتسبب انتشارها خاصة لدى الأطفال الصغار والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة في مضاعفات جانبية قد تفضي إلى الموت.
وبالاستناد إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، يضيف البروفيسور عفيف ، فإن عدد الوفيات المسجلة عالميا يتراوح سنويا ما بين 250 ألف و 500 حالة وفاة من أصل 4 إلى 5 ملايين من المصابين بفيروسات موسمية خطيرة.
وتجنبا للوقوع فريسة هذه الفيروسات المتفاوتة الخطورة ، أشار البروفسور عفيف إلى أن الاطفال الأقل من خمس سنوات والشيوخ المتجاوزة اعمارهم 65 سنة الى جانب المصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل واصحاب السمنة المفرطة ، يحضون بعناية خاصة لكونهم أكثر عرضة لنزلات البرد ، مما يستلزم ، في إطار الإجراءات الاستباقية لحمايتهم ، استعمال اللقاح المبكر قبل انطلاق موسمي الخريف والشتاء وذلك لمحاربة الأنفلونزا الموسمية ، ولتقوية المناعة والحد من احتمال الوقوع ضحية الفيروس السهل التنقل من شخص لآخر.
ومن جانبها استعرضت البروفسور حسناء جابري أستاذة ، وطبيبة مساعدة بقسم امراض الجهاز التنفسي ب20 غشت الدار البيضاء ، سلسلة من النصائح التي توجه للمستفيدين من الفحوصات السريرية ، منهم من تستدعي وضعيتهم الصحية تلقي الاستشفاء المستعجل ، أو التدريجي المنظم وفق مواعيد طبية محددة.
وبخصوص المستفيدين من الاستشفاء المستعجل، أوضحت أن 90 في المائة منهم يعانون مسبقا من أمراض مزمنة، من قبيل الربو (الضيقة) أو الحساسية أو السكري أو انسداد أو اتساع شعب القصبات الهوائية، ولم يخضعوا للمراقبة المكثفة خلال فترة العلاج للحد من سلسلة من المضاعفات السلبية ، مما يساهم في تفاقم وضعيتهم الصحية خاصة عند تعرضهم لنزلة برد مصحوبة بفيروسات قادرة على إضعاف مناعتهم .
وشددت على أهمية اعتماد مبدأ ” الوقاية خير من العلاج “، حيث يتعين على الأفراد كيفما كانت طبيعتهم وسنهم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة من تغذية صحية ومتوازنة ولباس جيد يقي شدة البرد وتفادي التعرض للتيارات الهوائية الباردة، وتجنب الاختلاط بالمرضى للحد من العدوى، مع المداومة على استعمال الماء والصابون في غسل اليدين، بل يمكن في بعض الأحيان استعمال الواقي على الأنف والفم أو الخضوع لعملية التلقيح الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، تحسبا لأي طارئ أو إصابة بنزلة البرد خاصة في صفوف الأطفال والمسنين.
وتابعت أنه يتعين أيضا على المصابين بنزلات البرد، الحيلولة دون انتقال الرذاذ الصادر عن أفواههم في حالة العطس أو السعال، باستعمال مرفق اليد أو المناديل الورقية، مع حسن التخلص منها وعدم المكوث في الأماكن المغلقة التي تفتقر لأدنى شروط التهوية وأشعة الشمس.
وفي شهادات لعينة من المرضى ممن التحقوا مؤخرا بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء في حالة حرجة، أعربوا عن ارتياحهم لتحسن وضعهم الصحي بعدما كانوا يعانون ضيقا في التنفس وصعوبة في مزاولة مهامهم اليومية، مبرزين ان نزلة البرد كادت تزهق أرواحهم لولا التدخل الاستعجالي للأطقم الطبية، حيث تم تزويدهم بكافة وسائل العلاج الضرورية من أوكسيجين اصطناعي والأدوية وترويض طبي، مشيرين إلى أن إمكانية التعافي من مضاعفات نزلات البرد، تبقى مكفولة إذا ما تم الامتثال لنصائح الطبيب وتناول الدواء بشكل منتظم.
الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج
خرج أحمد الريسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا، عن صمته بخصوص النقاش الدائر حول المقت…