الأزمة.. “قربالة” في جريدة “المساء” بين مالكها العسلي ومديرها الدامون

تعيش جريدة “المساء” على صفيح ساخن بعد احتداد الخلاف بين مالكها المخرج السينمائي محمد العسلي ومدير نشرها الصحفي عبد الله الدامون. آخر فصول هذا الخلاف الحاد هو توصل الدامون بإنذار من إدارة الجريدة يطلب منه الالتحاق بمقرها المركزي بالدار البيضاء في أجل لا يتعدى 15 يوما، وإلا ستتخذ إدارة الجريدة إجراءا تأديبيا في حقه.

وعلم “الأول” من مصادر مطلعة أن الدامون حل أمس الخميس بمندوبية الشغل بالدار البيضاء، مآزرا بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية، لإبلاغ المندوبية بأن طلب إدارة “المساء” التحاقه بالمقر المركزي بالدار البيضاء ما هو سوى “عملية نصب والتفاف على الحقيقة وابتزاز له”، لكونها تعرف بأنه لن يغادر مدينة طنجة حيث يقيم ويدير مكتب الجريدة هناك، لكونه تعاقد مع الجريدة، في البداية، كمدير لمكتبها في طنجة وليس مديرا للنشر.

وتابعت المصادر أن الدامون “تولى إدارة نشر “المساء” تحت إلحاح شديد من العسلي حين كانت الجريدة مهددة بالتوقف في وقت حرج، خلآل وجود رشيد نيني مدير النشر السابق في السجن، وأنه لم يستفد من أي امتيازات من هذا المنصب، وسبق له أن تقدم أكثر من مرة بطلب إعفائه وتم رفض طلباته”. مضيفة أن “الدامون صدرت في حقه على مدى السنوات الست من تحمله هذه المسؤولية أحكام بالسجن موقوفة التنفيذ عبر عدد من محاكم البلاد، وأنه حاول مرارا، في المدة الأخيرة، الاتصال هاتفيا بالعسلي لإبلاغه اعتذاره عن مهمة مدير النشر لكن العسلي كان يرفض الإجابة عن مكالماته”.

من جهة أخرى علم “الأول” من مصادر من داخل “المساء” أن الدامون متوقف عن الكتابة منذ حوالي سنة، بعد خلافات حادة بينه وبين مالكها محمد العسلي، مضيفة بأن “الدامون استطاب هذا الوضع، وهو مسؤول عن الاندحار الذي عرفته الجريدة..”.

وأضافت المصادر أن العسلي حاول تعيين رجل ثقته عبد الرزاق بيدار، المتقاعد من إدارة الجمارك، مديرا للجريدة بدل الدامون، لكن السلطات المعنية رفضت ذلك بمبرر عدم توفره على الشواهد المطلوبة.

يذكر أن جريدة “المساء” عاشت تسريحات كبيرة للصحافيين والتقنيين والمستخدمين في شركة التوزيع التابعة لها، طيلة السنتين الأخيرتين، كما عرفت تراجعا مهولا على مستوى مبيعاتها، حيث فقدت صدارة الجرائد الأكثر انتشارا في المغرب لأول مرة منذ نشأتها. بل إن أصحابها لم يتقدموا بالمحاضر التي تتضمن أرقام المبيعات إلى هيأة مراقبة انتشار الصحف “OJD”، وهو الأمر الذي لم يسبق أن حصل في تاريخ الجريدة منذ تأسيسها قبل 11 سنة.