للمدن المغربية تواريخ وحكايات، وُثِّقت عبر الزمن من أناس شهدوها أو توارثوا تفاصيلها، ولكل مدينة قصص يرويها الكبار والصغار ولكن لا نعلم تفاصيلها أو حقيقتها.
“قصة حي” زاوية نحاول من خلالها تسليط الضوء على قصص متوارثة ميزت أحياء مدننا المغربية
إعداد: أمين مساعد
مساهمة: سعيد غيدَّى
تشتهر مدينة تادلة بالقصبة التي بناها السلطان مولاي اسماعيل لمرابطة الجيوش التي أوكل أمر قيادتها إلى نجله أحمد المعروف بالذهبي. كما لعبت المدينة المتاخمة لجبال الأطلس والمتواجدة بأكبر سهل في المغرب (سهل تادلة أزيلال) دورا هاما في حركة المقاومة بعد الاحتلال.
من أشهر أحياء تادلة حي “الكانتيرات” المتواجد وسط المدينة، والذي كان يقسم تادلة إلى مجالين، أيام الاستعمار الفرنسي: مجال خاص بالفرنسيين يعيشون فيه وفيه يمارسون أنشطتهم ويبسطون سلطهم، ومجال آخر خاص بأهالي تادلة.
إسم “الكانتيرات”، حسب ساكنة تادلة، هو تحوير لكلمة les continents أي القارات، وهناك من يرجعه إلى la cantine أي “المقصف” (البار)، كما يطلق عليه أهل تادلة كذلك اسم “الحي الفرنسي”، نسبة إلى العائلات الفرنسية التي شيدته وأقامت فيه إبان مرحلة الاستعمار.
يتميز حي “الكانتيرات” بهندسة معماره الفرنسية المتميزة، ولحد الساعة توجد به فيلات ومنازل تحافظ على نمط المعمار الأوروبي، بالإضافة إلى الحدائق التي كانت تتمركز وسط الحي، والتي لا تزال شاهدة أيضا على تاريخ الحي، رغم ما أصاب معالمها من تلف.
كانت العائلات الفرنسية المستقرة بحي “الكانتيرات”، تفرض على الوافدين من مناطق أخرى، إلى الحي، الادلاء بوثائق الهوية، كي يسمح لهم بالدخول إلى الحي.
ويحكي أهالي تادلة المشتغلين بذاكرة المدينة، أن آخر من بقي بحي “الكانتيرات” من الفرنسيين إلى حدود التسعينيات، كانت امرأة معروفة باسم “مادام”، تملك محلا تجاريا، وكانت تُعرف بصرامتها في احترام أوقات العمل، خصوصا وقت إغلاق المحل مساءاً. وكان إذا تردد أحدهم على محلها ووجده مغلقا، يردد: “سدات مادام”. وهكذا أصبحت هذه المقولة التي كانت خاصة بحي “الكانتيرات” بتادلة، دارجة على ألسنة المغاربة في كل المدن، دون أن يعرفوا لها أصلا.
من المعالم التي طُمست أيضا من حي “الكانتيرات”، بالإضافة إلى الحدائق التي ناضل أبناء مدينة قصبة تادلة للحفاظ عليها في السنوات الأخيرة، حانة كانت تسمى “ريجينا”، تحولت إلى قاعة صغيرة لألعاب البياردو والغولفازور.
عمدة مدينة الرباط تتفاعل مع فضيحة “تلقي الرشوة” في امتحانات الكفاءة المهنية
وجهت فتيحة المودني، رئيسة المجلس الجماعي للعاصمة، مراسلة إلى فاروق مهداوي، المستشار الجماع…