عقد حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت 24 فبراير بمدينة أكادير المحطة الختامية للمؤتمرات الجهوية، حيث شهد تقديم الخطوط العريضة لمقترحات الحزب للنهوض بالمجالات الاجتماعية.
وأكد عزيز أخنوش رئيس الحزب، أن التجمع الوطني للأحرار وضع صوب أعينه إعداد عرض سياسي يشرك جميع القواعد في إعداد هذا المشروع، وذلك رفعا لشعار مواصلة المسار.
وأضاف، أن إشراك المناضلين في هذا المشروع هدفه إعطاء معنى للسياسة القائمة على خدمة المواطنين لإعادة الثقة للمغاربة في العمل السياسي، مشددا على ضرورة ضمان مستقبل لأبنائهم وتحسين معيشتهم.
وفِي هذا الصدد أعلن أخنوش، أن لغة الحقيقة تقول أن الصحة والتعليم والتشغيل لم تعرف إصلاحات حقيقية بهدف تغيير واقعها الذي يعرف العديد من الإشكالات موضحا أن هذا الأمر دفع الحزب لإطلاق نقاش موسع لتقديم عرض سياسي يقوم على مسار الثقة، الذي توج بالمصادقة عليه من طرف المجلس الوطني يوم أمس.
وأكد رئيس الأحرار أنه لا يمكن أن “نقوم بالسياسة بدون مرجعية” معلنا أن مرجعية حزب التجمع الوطني للأحرار الديمقراطية الاجتماعية التي اختارتها فروع الحزب والقائمة على العدالة الاجتماعية، وللتمكين للمواطن لأن لا قيمة للسياسة دون منظومة للقيم.
وفِي هذا السياق يرى ضرورة تعزيز ثلاث قيم لا غنى عنها، لتنزيل العدالة الاجتماعية، أولها المساواة لأن هناك هوة كبيرة بين من أعطيت له الفرصة وغيره، والثانية تقوم على المسؤولية لأننا كلنا مسؤولون وهي ليست قيمة فردانية لأن المواطن لا يمكن أن يعيش بمعزل عن المجتمع، فيما القيمة الثالثة تتجسد في التماسك الاجتماعي، لأننا نريد مجتمع قائمة على التمكين للمواطنين من خلال المؤسسات، يشدد أخنوش.
وحول الأولويات التي يحملها عرض الحزب جدد أخنوش التأكيد على أنها مرتبطة بالصحة والشغل والتعليم، وذلك قصد المساهمة في النقاش حول التصور الجديد للنموذج التنموي الجديد الذي طالب به الملك محمد السادس.
في مجال الشغل قال أخنوش إن ما يتم بذله غير كافي، لذلك لابد من شغل لائق يمكن المغربي من العيش الكريم، معتبرا أن هذا أكبر مشكل في المغرب وخصوصا في صفوف المغاربة حاملي الشواهد، في حين وجود الملايين من الشباب الذين لا يتوفرون على الشباب.
وأضاف إن التحدي هو خلق مليوني منصب شغل في أفق 2025، داعيا إلى التركيز على مجال الخدمات باعتبارها خزان كبير لفرص الشغل، وكذلك الصناعات المتعددة من سيارات وطائرات.
والتزم حزب التجمع الوطني للأحرار بضمان تكوين مليون شاب وشابة بدون شهادة ولا كفاءة في حدود خمس سنوات، وتحفيز الاستثمار الخاص وإعادة الثقة للمستثمرين، ومواصلة ورش الإصلاح للمراكز الجهوية وتحفيز دعم الشركات الصغرى والمتوسط.
ويراهن حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال مقترحاته لقطاع الشغل على التركيز على قطاع الخدمات الذي يعد بمثابة خزان كبير لخلق فرص الشغل، مع القيام بثورة حقيقية في تكوين وتشجيع الشباب على إنشاء المقاولات الذاتية.
ومن أهم طموح الحزب القضاء على البطالة والذي لن يتم دون تشجيع الإستثمار الخاص وإعادة الثقة للمستثمرين في مناخ الأعمال ببلادنا، عبر تحقيق الأمن الضريبي والقانوني في بلادنا، ومواصلة مسار إصلاح مراكز الإستثمار الجهوية والرفع من تنافسية المقاولة من خلال تعزيز البنية التحتية واللوجيستية.
وفي مجال التعليم، دعا أخنوش إلى إعطاء الفرصة لجميع المغاربة لإدماجهم في الحياة العملية وفِي مقدمة ذلك محاربة الهدر المدرسي والترافع على ضمان حق المغاربة في التعليم الأولي وتعميم المدارس الجماعاتية في العالم القروي.
وقال إن التلميذ يجب أن يكون في مدرسة تتوفر على جميع مؤهلات الحياة المدرسية من خلال محاربة الاكتظاظ، استعمال المعلوميات، والاهتمام باللغات، الانجليزية و الفرنسية.
ولتجاوز أزمة الجامعة المغربية يقترح التجمع الوطني للأحرار القيام بإصلاح جامعي شامل يهم تدبير الجامعة والمضامين البيداغوجية وإعادة النظر في وظيفة التوجيه ببلادنا، مع المطالبة بإدماج فكر المقاولة في المناهج التعليمية بالجامعات المغربية، وتشجيع البحث العلمي.
يشدد العرض المقدم من طرف التجمع الوطني للأحرار بخصوص التعليم، على أهمية محاربة الهدر المدرسي إلى غاية 15 سنة، وضمان الولوج للتعليم لجميع الفئات كمدخل أساسي لإصلاح قطاع التعليم، مع إيلاء أهمية خاصة للتعليم الأولي لدعم الإنتقال بشكل سلسل للتمدرس السليم، وذلك من خلال الترافع من أجل استفادة الأطفال البالغين 3 سنوات من التعليم الأولي، بإشراك المقاولين الذاتيين والمجتمع المدني في هذا التعليم.
وفِي مجال الصحة جدد أخنوش التأكيد على ضروة مواجهة المشاكل التي تواجه المواطنين للاستفادة من خدمات صحية مهما كان انتمائه الجهوي، معتبرا أن إصلاح الصحة يتطلب تخصيص طبيب الأسرة لتوجيه مسار العلاج بهدف تمكين المواطن من أقرب مركز صحي.
ويهدف حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال مقترحه لضبط مسار العلاج إلى الترافع من أجل العمل بنظام “طبيب الأسرة” الذي سيكون مسؤولا عن توجيه الأسرة المغربية في مسار العلاج، وهو ما من شأنه أن يمكن المواطنين من الولوج لأقرب مركز صحي للحصول على العلاجات الأولية وبالتالي تخفيف الضغط عن المستشفيات.
كما يحضر تحسين وضعية الأطر الصحية العاملة في قطاع الصحة في صلب مقترحات الحزب من أجل تحسين الخدمات الصحية، وذلك عبر توفير ظروف عمل جيدة وتعويضات مناسبة للعاملين في المناطق النائية، وتمكين الأطباء من نظام أساسي يتلائم مع خصوصية العمل الذي يقومون به.
ويؤكد حزب التجمع الوطني للأحرار على أهمية خلق شبكات صحية جهوية متعددة التخصصات تتميز بالإستقلالية والتدبير الذاتي للموارد، حيث تتوفر هذه الشبكات الجهوية على غرف للعمليات جاهزة للإستعمال في أي وقت، وعلى طاقم طبي متخصص للمداومة، وعلى نظام صارم للحراسة والأمن والنظافة.
هذا وانطلق اللقاء بفلم مؤسساتي رصد أهم المحطات الجهوية الثلاثة عشر التي شهدها الحزب، والتي تضمنت أقوى لحظات هذه المحطات التنظيمية، حيث جدد خلال المتدخلون التأكيد على ضرورة تقديم الحزب لعرض سياسي حقيقي للمغاربة دون إغفال التذكير بهويته الحزب.
تساؤلات حول مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بعد فقدان أثره في الجزائر
بعد أن تناقلت عدة وسائل إعلامية فرنسية أنباء عن توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال…