ما زال عمود الكاتب الصحفي عمر الصاغي المنشور بمجلة “تيل كيل” نهاية أكتوبر المنصرم، بمناسبة ذكرى اختطاف واغتيال عريس شهداء اليسار المغربي، المهدي بن بركة، يسيل الكثير من الحبر ومن الجدل. ففي هذا المقال المكتوب بنفس ساخر انتهى الكاتب إلى القول والتلميح بأن قتل المهدي بنبركة وإفشال رفاقه في الوصول إلى الحكم، جنب المغرب من أن يصبح مثل كوريا الشمالية ومثل سوريا.

هذا المقال أغضب البشير بنبركة نجل المهدي، الذي رد عليه على صفحات نفس المجلة، كما جمع عددا مهما من الأحزاب والجمعيات والنشطاء اليساريين في فرنسا وأوروبا الذين وقعوا بيانا قالوا فيه إن “حرية التعبير لا يمكن أن تسمح بإهانة ذكرى رمز من رموز مقاومة الاستعمار والكفاح من أجل تحرير الشعب المغربي وترسيخ التضامن بين شعوب العالم، واحتقار ولاء الآلاف المواطنين المغاربة لمبادئ الحقيقة والعدالة، ودعمهم لأسرة المهدي بن بركة، وجميع أسر ضحايا الاختفاء القسري في فترة مظلمة يريد أمثال  عمر الصاغي أن يجعلونا ننساها في هذيانهم المرضي الذي جعَل الصاغي لا يتردد في الاستهانة بالقواعد الأولية للأخلاق وتجاهل كل معاني النزاهة الفكرية.

كما أغضب مقال عمر الصاغي أيضا الصحافي القيدوم عبده برادة، رئيس التحرير السابق لوكالة الأنباء الفرنسية، الذي كاتب المجلة يقول إنه تفاجأ بأن يصدر مثل هذا “الموقف المخزني” عن مجلة محترمة مثل “تيل كيل”.

مهدئ مشبال الصحافي في “تيل كيل” لم يفوت الفرصة للدفاع عن زميله عمر الصاغي، ومهاجمة اليساريين المنتقدين لمقاله عن بنبركة، معتبرا أن دعاة العقلانية من اليساريين لا يقبلون النقد، مضيفا في عموده إن “تيل كيل” أنجزت العديد من الملفات والمقالات عن بنبركة، كما أنها انتقدت مرارا الحسن الثاني دون أن تتلقى أي اتصال من أحد أبناء الملك الراحل أو من عائلته أو من المخزن يحتج أو يناقش فيه من نشر عن الحسن الثاني.

رد مشبال استفز القيدوم عبده برادة الذي راسل “تيل كيل” يقول: “أنا أدرك جيدا أن الجرائد تحب هذا النوع من الجدل، وأنه في الدفاع عن كاتب عموده (عمر الصاغي) تقصَّد مهدي مشبال أن يُشوه الانتقادات الموجهة إلى عمود عمر الصاغي عن المهدي بنبركة (على الأقل ما قلته أنا)”. واعتبر برادة أن مقال الصاغي يدخل في إطار “تشويه التاريخ المعاصر من قبل الوسائل الشمولية التي كانت المتاحة للمخزن لغسل أدمغة المغاربة”.

مضيفا: “أنا لم أكتب أبدا أن المهدي بنبركة بقرة مقدسة لا يمكن انتقادها. عمر الصاغي لديه الحق كأي شخص في أن ينتقد ما يريد بما في ذلك المهدي بنبركة طبعا، لكنه لم ينتقده فقط، بل أهان ذكراه وذكاءنا بقوله إن المغرب نجا، بموت المهدي، من أن يتحول إلى سوريا وكوريا الشمالية”.

 

التعليقات على “تيل كيل”.. عائلة الحسن الثاني أم رفاق بنبركة.. من الأكثر قبولا للنقد؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…