المصطفى روض
الإضراب العام بإقليم جرادة وما سبقه من تداعيات وتوترات واحتجاجات ناجمة عن موت مواطنين داخل المنجم، وجد صدى إعلاميا دوليا هاما لم يستثن منه الإعلام في أمريكا اللاتينية، حيث بالإضافة إلى الأخبار التي نشرتها مختلف وسائل الإعلام السمعي و المرئي نقلا عن قصاصات العديد من وكالات الأخبار العالمية، كان للإعلام المكتوب نصيبا هاما في نقل ما يجري من حراك اجتماعي جديد بإقليم جرادة.
صحيفة اليسار اليومي الرقمية اللاتينية، الواسعة الانتشار وسط يساريي أمريكا اللاتينية، كتبت في الموضوع يومه أمس معتبرة أن الإضراب العام المنفذ يوم الجمعة بمنجم جرادة بدا يعرف تصاعدا ملحوظا بالموازاة مع الشلل الذي أصاب كل الأنشطة الاقتصادية و التجارية بكامل الإقليم.
و أكدت، في شرحها المقتضب لحركة الإضراب العام، أن جميع تجار إقليم جرادة و العديد من المؤسسات العمومية، مثل المدارس، كانت مغلقة، استجابة للإضراب، مضيفة أن وسائل النقل الخاصة و العامة تأثرت، هي الأخرى، بحركته، مشيرة إلى أن الإضراب العام دعت إلى تنفيذه المركزيات النقابية ضمنها الإتحاد المغربي للشغل و الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بالإضافة إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر هيئة قانونية بالمغرب).
و نقلت تصريحا لعبد الإله الأعرج، ممثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قال فيه: “طلبنا الرئيسي هو أن يحل بالمنطقة وفد وزاري ليس لإجراء حوار معنا، و إنما للتفاوض مع شباب الإقليم بغاية إيجاد حلول عملية و بدائل اقتصادية”، مؤكدا على أن الإضراب العام نجح بنسبة 97 بالمائة سواء على مستوى مدينة جرادة أو على مستوى الإقليم برمته الذي توجد فيه خمسة عشرة بلدية و تتجاوز ساكنته 108 ألف نسمة، حسب صحيفة اليسار اليومي اللاتينية.
ونقلت الصحيفة المذكورة انطباعات و تصريحات ممثلي المركزيات النقابية التي، من أهمها، أن الإضراب العام هو دعم موازي للاحتجاجات التي أطلقت شرارتها الجماهير بجرادة أسبوع بعد موت مواطنين داخل منجم جرادة السري، ناشرة، في ذات الوقت، تصريحا لأحد التجار، يسمى علي، يقول فيه: “إن موت منجميين كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس. و أنا أشارك في هذا الإضراب العام لكي أتضامن مع كافة سكان المنطقة و إدانة تهميشها و المطالبة ببدائل اقتصادية آنية”.
و أبرزت صحيفة “اليسار اليومي” اللاتينية المطالب الأساسية لساكنة إقليم جرادة معتبرة أنها تتركز حول إيجاد حلول فورية لفواتير الماء و الكهرباء المرتفعة و التي يعانون منها منذ عدة شهور، بالإضافة إلى مطالب تخص البدائل الاقتصادية لإنعاش الإقليم و إخراجه من دائرة التهميش و الفقر.
و أفادت الصحيفة المذكورة، في تعريفها لهذه المنطقة الساخنة حاليا من المغرب أن مدينة جرادة هي بلدية تبلغ ساكنتها حوالي 70 ألف نسمة، و توجد على بعد 60 كلم من مدينة وجدة شمال شرق المغرب قرب الحدود الجزائرية، معتبرة أن جرادة كانت مركزا منجميا هاما للفحم خلال العشرينات إبان وجود الاستعمار الفرنسي. و بحكم الكلفة العالية، تضيف اليومية اليسارية اللاتينية، فإن كل مناجم جرادة تم إغلاقها من قبل الحكومة المغربية عام 1998 ما تسبب في ظهور العديد من الأنشطة المنجمية السرية دون أدنى تفكير في ضرورة إيجاد بديل كان على الحكومة أن تقدمه للمنطقة و تركتها تموت بالتدريج جراء تفاقم الأوضاع الاجتماعية و الغلاء المرتفع للخدمات و الحياة المعيشية ما أدى، مع مر الوقت، إلى بؤس العديد من القطاعات و تهميش الإقليم.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…