مثلما استطاع حراك الريف أن يخلق رجة ويفرض وضعا وواقعا سياسيا واجتماعيا جديدا، ليس في الريف وحده فقط بل في المغرب ككل، استطاع إيمان سكان الريف بالحراك وبعدالة مطالبهم أن ينتج سلوكات وتعابير مجتمعية جديدة، بل موضة جديدة مرتبطة بالحراك وبقائده ناصر الزفزافي.

فبعد خطاب ناصر الزفزافي، قبيل دخول شهر رمضان المنصرم حول أثمان السمك، انتشرت صورة في مواقع التواصل الاجتماعي كتب عليها أن السمك “المزفزف” بـ 7 دراهم، والسمك الذي ضد الحراك بـ 20 درهما، كما انتشر فيديو لبائع “سويهلة” بالبيضاء يبيع الواحدة بدرهم لكل من قال عاش الزفزافي.

كما أصبحت خطب الزفزافي وطريقته في الحديث والإقناع فلسفة لدى عموم الناس في الريف، وحتى في مدن أخرى، يسميها البعض بـ”الفلسفة الزفزافية”، وهي طريقة يمكن للناس البسطاء في الطرقات وفي المقاهي أن يقنعوك بها بالحراك ومطالبه وجدواه. كذلك أصبح لباس الزفزافي موضة، فصارت “الفوقية” التي ارتداها في العديد من الفيديوهات والصور “ستيل” لدى الشباب في الريف وباقي مناطق المغرب، بل أصبح كنجوم موسيقى “الروكندرول”، صوره في كل مكان مطبوعة على الكؤوس والأقمصة وفي كل مكان وظهرت تطبيقات للهواتف المحمولة تحمل إسم ناصر.

كما ازداد اهتمام المغاربة  بالثقافة الأمازيغية عموما والريفية خصوصا مع مرور أزيد من 9 أشهر على الحراك، كما بدأ الإقبال على المنتوجات التي تحمل صور الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلم الريف والعلم الأمازيغي وبعض المنتجات التي تحمل خصوصية الحراك، كصور الزفزافي أو سيليا، خصوصا بعد اعتقالهما، كما ازداد اهتمام المغاربة بالريفية كلغة، فالكل أصبح يتنافس لحفظ بعض الكلمات ويبحث عن معان بعض الجمل، وهنالك من يتباهى بقدرته على تركيب جملة بالريفية.

أغاني الحراك بدورها اصبحت تداع في الأفراح والمناسبات، فلا يمكن أن يمر عرس بالريف إلا وتكونأغاني وشعارات الحراك جزءا منه، بل أصبح الأطفال يرددون أناشيد الحراك وهم يلعبون في الأزقة، وحتى وهم يسبحون في البحر.

التعليقات على “حراك الريف”.. كيف أصبحت “الزفزافية” فلسفة ونمط عيش مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عمدة مدينة الرباط تتفاعل مع فضيحة “تلقي الرشوة” في امتحانات الكفاءة المهنية

وجهت فتيحة المودني، رئيسة المجلس الجماعي للعاصمة، مراسلة إلى فاروق مهداوي، المستشار الجماع…