يبدو أن الجزائر وجبهة البوليساريو قد فطنتا إلى قيمة الدور الفرنسي في ملف الصحراء، سواء من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي، أو من خلال الفيتو إن تطلب الأمر ذلك في مجلس الأمن الدولي. فكل حملات الجزائر الديبلوماسية عالميا، تتكسر على صخرة الإليزيه. إذ أن فرنسا لا يمكنها التفريط في المغرب كشريك اقتصادي وسياسي لذلك فقوته من قوتها.
من هنا كان على الجزائر أن تفكر في حل لاختراق المجتمع الفرنسي، فهو الطريق الأمثل للتأثير على صناع القرار، فكان اختيار دبلوماسي شاب لبق ذكي يتكلم أربع لغات: العربية والفرنسية والانجليزية والإسبانية. شاب تمرس في العمل الديبلوماسي لأكثر من 15 سنة، وكان وراء جلب اعتراف جنوب إفريقيا واعتراف نيجيريا، بعدما كانتا مواليتين للمغرب مؤيدتين له. إنه ابي بشرايا البشير، الذي ما إن وطأت قدماه باريس حتى أصبح شبه مقيم في قناة “فرانس 24″، كما أن القناة، عن قصد أو بدونه، تستضيف مدافعين ضعاف عن وجهة النظر المغربية، مما يساهم في ظهور ابي بشرايا البشير بشكل جيد وخطاب هادئ ومتماسك، خاصة عندما يلجأ بعض هؤلاء الضيوف الضعاف إلى سبه. تخوينه، فيما يبدو هو بمظهر المترفع عن الانجرار لقاموس التخوين والتجريح.
ابي بشرايا البشير، آلة لا تتوقف عن العمل فهو ينكب شخصيا على معالجة الملفات ولا يوكلها إلى أي أحد. ومنذ مجيئه إلى باريس عالج مئات ملفات اللجوء السياسي، وعبر ذلك بقي يتواصل مع المجتمع الفرنسي ومسؤوليه، كما أنه من خلال مرافعاته لتوفير المنح الدراسية للطلبة، بدأ في اخترق الجامعات الفرنسية والنخب الأكاديمية، كما أنه لا يتوقف عن لقاء كل من مِن شأنه المساهمة في التأثير على القرار الفرنسي.
الأخطر من هذا، فإن ابي بشرايا البشير، يحرص خلال لقاءاته مع بعض صناع القرار بفرنسا على محاولة إقناعهم بأن مصالح فرنسا لن تكون إلا مع دولة في الصحراء.
لذلك وجب الحذر فما وقع بين دول الخليج وقطر لا يبعث على الارتياح ورياح السياسة لا يهدأ لها مستقر.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…