شيء واحد يفسر تناقض وسكيزوفرينية التصريحات السياسية للحكومة « المتذبذبة » تجاه حراك الريف، الخوف من آليات النضال اللاعنفي، ليس لأن هذه الأخيرة ليس لها الثقة في أن هذه الاحتجاجات سلمية، أو تبني على معلومات استخباراتية تكشف أن سلمية هذا الاحتجاج مجرد تقية وسينقلب النضال اللاعنفي إلى عنف اتجاه الدولة والمؤسسات، بل أن هذا الشكل من النضال السلمي واللاعنفي في حد ذاته أصبح يخيف الشعوب السلطوية وذلك لقوته في إيصال صوته ومطالبه بطريقة يجمع عليها ويتبناها الكل (المجتمع الدولي، مؤسسات حقوق الإنسان، الأحزاب المستقلة…)، هذا ما يخيف السلطة السياسية اليوم في المغرب من حراك الريف.
وبدأ الخوف أساسا بعدما اعتمد مجموعة من النشطاء في الحراك وسائل (جين شارب) للتعبير عن غضبهم، وهي ذات الآليات التي أسقطت بها مجموعة من الديكتاتوريات إبان وقبل ما سمي بالثورات العربية، فخروج المحتجين بأواني المنزل والضرب عليها، إطفاء الأنوار في وقت محدد في كل المدينة، المقاطعة الاقتصادية لبعض المتاجر والشركات، والتمسك بسلمية الاحتجاج.. كل هذه الوسائل التي حددها صانع الثورات جين شارب في كتابه من الديكتاتورية إلى الديمقراطية الذي أصبح كتابا يتعتمد عليه أغلب الحركات الاحتجاجية في العالم وذلك بسبب فعاليات الخطوات والآليات في إخضاع السلطة السلطوية إلى مطالب المحتجين وتنفيذها إما بالاستجابة لها أو الانحناء بتقديم الحكومات لاستقالتها.
السلطات في المغرب هذا ما يخيفها بالذات وليس ما تصرح به عبر قنواتها الرسمية وغير الرسمية عن نية هؤلاء المحتجين في الانفصال وأن هناك مخطط لتقسيم الوطن، المشكل الأساس عند السلطات مع هذه الحركة الاحتجاجية التي أبدعت في طرق الاحتجاج السلمي هو محاولة حصرها حتى لا تنتقل إلى باقي المدن والقرى، ولم تجد في ذلك غير المقاربة الأمنية وقمع الأشكال الاحتجاجية واعتقال نشطائها.
الشيء الثاني الذي عجل بالحملة الأمنية وتحويل تدبير الاحتجاج من المفاوضات إلى المقاربة الأمنية، بروز شخص الزفزافي القيادي الذي يخطب في الناس بلغة « شعبوية » وباستخدام قاموس ينهل من الشرعية الدينية من خلال الإحالة إلى عمر بن الخطاب واستحضار مقولات العدل عند “أمير المؤمنين”، الشيء الذي لا و(لم) تقبله السلطة المركزية طيلة تدبيرها لمرحلة حكمها في المغرب فاستعمال هذا الخطاب ينازع مباشرة في شرعية الإمارة ويحاسبها ويسائلها، لذلك فكما خدم وجود شخص الحركة في التعبئة داخل مجتمع محلي يحمل هوية مغلقة متأثرة إلى شكل كبير بذاكرة القائد للمنطقة، شكل نقطة ضعف للحركة التي بدأت، على ما يبدو، تتأثر بتعويض القائد الموجه للحراك ومآلاته.
النيابة العامة تحيل سائقي “الطاكسيات” المعتقلين في الرباط على قاضي التحقيق
قرر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء اليوم السبت، إحالة أربعة سائقي سيارا…