هزيمة العدالة و التنمية في الانتخابات الجزئية بين “التحكم” و التصدع الداخلي للحزب

خلفت النتائج الكارثية للانتخابات الجزئية التي جرت أطوارها بالجديدة وفاز بها مرشح الاتحاد الدستوري على مرشح حزب العدالة و التنمية بفارق أصوات شاسع فاق 20 ألف صوتا، (خلفت) ردود أفعال متباينة في صفوف عدد من المتتبعين لشؤون الحزب و القريبين من “المطبخ” الداخلي للتنظيم.
وفي هذا الصدد قال محمد حراثي أحد قدماء قياديي نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بطريقة لا تخلو من النكتة ” انهزمنا في الانتخابات الجزئية، الأصابع تشير بوضوح أو خفية الى أن المسؤول هو سعد الدين العثماني لا غيره … أما الباقون فلا مسؤولية لهم، لو كان بنكيران (رغم ان لو تفتح باباً من أبواب الشيطان) لفاز الحزب بالانتخابات الجزئية.”. وأضاف حراثي” ما حدث هو انعكاس لعدم تجاوب الناس مع حكومة سعد…و من تم فالخسارة ينبغي تقييدها في سجل سعد، لأن المسؤول عن الفوز هو بنكيران… أما نحن جميعاً فلا مسؤولية لنا، نحن بفضل لله نتكيف مع عوامل خسران سعد فتكون الخسارة و نتكيف مع عوامل فوز بنكيران فيكون الفوز … هل اشتغلنا كل من موقعه في إذكاء عوامل الفوز، هل قمنا بالواجب هل عبئنا كما ينبغي .الجواب هو لا، لأن الذي يملك الحسم في الفوز في حالنا هو بنكيران اما نحن فلا نملك إلا حق التمتع بخسارة سعد” واستطرد حراثي بنبرة تهكمية ” أما اللوبي المتحالف ضد العدالة و التنمية و المال الحرام و المقدمين و الشيوخ و اللوجستيك بكل أنواعه لنقل الناخبين و إطلاق العنان للوعود … و كل الشروط الموضوعية التي أنتجت فساد الانتخابات و فساد حقل سياسي برمته فلا مسؤولية لها ، لأن كل شيء كان على ما يرام بما في ذلك مؤشر النزاهة الذي كان في أحسن احواله. اما كل ما ليس على مايرام فمسؤولية سعد..”
من جانبه لم يفوت حسن بويخف سكرتير تحرير جريدة التجديد في تدوينة على حسابه على الفيسبوك:” نتائج الانتخابات الجزئية في الجديدة تعطي دروسا سياسيا كبيرة، وتكشف عن كيفية اشتغال التحكم الانتخابي. وتقدم تلك النتائج شبكة معطيات متناغمة مدخلها الرئيسي معطيان أساسيان المعطى الأول، يتعلق بكون الأحزاب الإدارية التي لعبت دورا رئيسيا في جمع الأصوات تخلت عن الترشيح لصالح حزب الحصان الذي واجه حزب المصباح. الأمر الثاني يتعلق بنسبة المشاركة التي انهارت بشكل فضيع وطبعت كل النتائج بطابعها” وتابع بويخف “ليس من الصدف أن نجد أن تراجع نسبة المشاركة، في ظل تركيز جهة تحالف الأحزاب الإدارية على لاعب واحد، طبع بوثيرته كل النتائج، فبنفس النسبة تقريبا تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها حزب المصباح مقارنة مع انتخابات 7 أكتوبر، وبنفس النسبة تقريبا تراجعت نسبة الأصوات التي جمعها تحالف الأحزاب الادارية. وبما أنه تجنب تشتتها بين مرشحين متعددين، فقد صبت تلك النتيجة في صالح مرشحها الوحيد والذي هو الحصان”.
أما بلقاسم الراوي المدير السابق لمكتب البرلماني المقريء الإدريسي أبو زيد فقد كتب تدوينة عنونها ب “الوجه الآخر للتحكم” كشف من خلالها جزءا مما يعانيه حزب العدالة و التنمية داخليا قائلا” دائما نصر على أن مصدر التحكم من لدن حزب الدولة، او الدولة العميقة، أو أشخاص معينين لهذه المهمة…..لكن الواقع يجلي ما حجب عيوننا من أن التحكم الأكبر هو الموجود داخل الأحزاب والنقابات والجمعيات ووو.. فحينما تتفق جماعة من “البانضية” ممسكين لسلطة القرار الداخلي لهيئات ما على توجيه مسار مشروع ما، أو بتخطيط وتببيت مقيت ضد فرد أو افراد. أو استبداد شخص بالحكم، بدون رجوع لأحد في قرار، ولا رأي إلا ما يرى هو، فذلك التحكم بعينه. جميع الأحزاب المغربية بدون استثناء لا تخلوا من مثل هذه التركيبة البشرية، الا انها تختلف حدتها من حزب لآخر”.

التعليقات على “بيجيديون” غاضبون يحملون خسارة الجديدة للعثماني ويقولون “لو كان بنكيران” ما انهزمنا مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

لقجع وبوريطة يؤكدان “التزام” وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية

أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين في الخارج، وف…