إدريس الابنوري

آخر ما جادت به عبقرية ادريس لشكر في السياسة هي الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها بمقر الحزب، للحديث عن بلوكاج تشكيل الحكومة رغم أن حزبه وضعه رئيس الحكومة المعين خارج مفاوضات تشكيل الحكومة بعد أن تبين له أن قيادة الاتحاد ترغب في دخول الحكومة من نافذة عزيز أخنوش!
خلال هذه الندوة الصحفية بدت الحالة النفسية لإدريس لشكر جد سيئة حيث ظل الرجل يزبد ويرغد ويجلد في رئيس الحكومة طيلة الوقت الذي استغرقته ندوته محملاه إياه تبعات فشله في تشكيل الحكومة بعد مضي اكثر من خمسة أشهر على تعيينه من طرف الملك بسبب منهجيته الخاطئة في المفاوضات مع الأحزاب السياسية!!
تحميل مسؤولية البلوكاج لابن كيران وحده من قبل إدريس لشكر الذي لم يعد حزبه السياسي معنيا بمفاوضات تشكيل الحكومة بعد أن تم استبعاده من طرف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بسبب ألاعيب قيادة هذا الحزب التي وضعت كل بيضها في سلة أخنوش… موقف جعل من إدريس لشكر موضوع سخرية سياسية مؤلمة في مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما من طرف رفاق الأمس في الحزب الذين يعرفون الرجل حق المعرفة.
في حقيقة الأمر إدريس لشكر تصرف في الندوة مثل الديك المجروح إذ ظل طيلة مدة الندوة يترنح سياسيا كما لو انه رقما صعبا في مفاوضات تشكيل الحكومة، والحقيقة أن الرجل يقود حزبا لم يحصل في انتخابات 7 أكتوبر 2016 إلا على 20 مقعدا منها ست مقاعد من ريع اللائحة الوطنية.
إدريس لشكر الذي يحمل رئيس الحكومة حالة البلوكاج في اطار تنزيل أجندة ” داخ دوخ” التي ترمي الى تظليل الراي العام وتسطيح وعيه لتغطية الشمس بغربال سياسي، فاشل، وفشله هذا هو الذي دفعه إلى قبول لعب دور الكومبارس في مسرحية سياسية هزيلة لم تعد تغري الجمهور بالمتابعة!!!
ندوة إدريس لشكر تشكل أكبر إساءة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي قدم قادته ومناضلوه التضحيات الجسام من أجل الدمقرطة والحرية وحقوق الإنسان في هذه البلاد. لم يكن هذا الحزب تاريخيا يستجدي المواقع والمناصب كما يستجديها اليوم ادريس لشكر ورفاقه في قيادة الحزب ببؤس سياسي غير مسبوق و بأساليب ومناورات بالية لم تعد حيلها تنطلي على اي احد!!
إدريس لشكر الذي كان يتوجب عليه تقديم استقالته من الحزب والاعتذار اللاتحاديين والاتحاديات على النتائج الهزيلة التي حصدها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الانتخابات التشريعية ليوم 7 اكتوبر 2016 فضل الاستمرار في تحمل المسؤولية على رأس هذا الحزب بل أصبح يراهن على فتات التحكم لتعويض خسارته الانتخابية وتأمين الولاية الثانية على رأس الحزب.

خلاصة القول، إذا كان عبد الرحيم بوعبيد قد قطع مع المغامرة السياسية في الاتحاد الاشتراكي، واليوسفي جعل الحزب شريكا للقصر، واليازغي والراضي دبرا مرحلة ما بعد “الخروج عن المنهجية الديمقراطية” وحاولا ملأ الفراغ الذي خلفه الانسحاب المفاجئ لليوسفي، فإن ادريس لشكر حول “الاتحاد” إلى مادة للتنكيت والترويح على النفس في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

التعليقات على لشكر حول الاتحاد الاشتراكي إلى مادة للتنكيت والترويح عن النفس مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…