شكل تعزيز قنوات التواصل والتعاون البرلماني والاقتصادي، محور مباحثات جرت اليوم الجمعة بالرباط، بين رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، ورئيس برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية “الميركوسور”، روبن أنيبال باسيغالوبي، بحضور أعضاء مكتب هذا التكتل البرلماني الإقليمي الوازن.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن المباحثات بين الجانبين همّتت تبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة بأجرأة مذكرة التفاهم الموقعة بالرباط خلال شهر نونبر 2022 بين البرلمان المغربي وبرلمان “الميركوسور” وتمتين الروابط القائمة والفرص المتاحة بين الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأمريكية اللاتينية.
وأضاف البلاغ أن السيد ميارة أكد على ضرورة تسريع وتيرة العمل المشترك من أجل تنزيل مذكرة التفاهم على أرض الواقع من خلال وضع خارطة طريق واضحة المعالم، مقترحا في معرض ذلك، إنشاء منتدى برلماني اقتصادي بهدف توفير إطار ملائم للحوار البرلماني والمساعدة على اغتنام الفرص الاستثمارية القائمة وتقوية التواصل والشراكات بين رجال الأعمال من الجانبين، على أمل الوصول إلى إحداث منطقة حرة للتبادل التجاري بينهما.
وأبرز في هذا الإطار المراهنة الصادقة للمغرب على خيار التعاون جنوب – جنوب بهدف تمتين العلاقات بين الشعوب والارتقاء بالتعاون في شتى المجالات التي توفر فرصا حقيقية للتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري، مشددا على أن مجلس المستشارين “عازم على المضي قدما في هذا النهج الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي أعطت زيارته التاريخية لدول أمريكا اللاتينية والكراييب دفعة استثنائية للعلاقات بين الجانبين”.
وسجل السيد ميارة الحضور الفاعل للبرلمان المغربي، “باعتباره شريكا حقيقيا موثوقا”، في مختلف التكتلات البرلمانية على امتداد أمريكا اللاتينية والكراييب، مشددا على أنه بإمكان دول “الميركوسور” الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كونه البوابة التي لا محيد عنها نحو إفريقيا من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، “خاصة وأن المملكة المغربية هي المستثمر الأول في هذه القارة الواعدة”.
كما شدد على ضرورة استمرار الجانبين في تقوية علاقاتهما، بما يحقق مصلحة الجميع، في إطار المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك” الذي سيستضيف المغرب دورته المقبلة في غضون شهر أكتوبر من السنة الجارية.
وبصفته رئيسا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، أكد السيد ميارة أنه سيعمل طيلة ولايته التي تمتد لسنتين على تقوية العلاقات بين المنطقة المتوسطية ودول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، من خلال مبادرات ملموسة، من بينها الدعوة إلى المشاركة في النسخة الثانية من منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورو متوسطية المقررة هذا العام والتي ستناقش مواضيع تحظى باهتمام مشترك كالطاقات المتجددة ومناخ الأعمال.
من جهته، أكد السيد أنيبال باسيغالوبي الأهمية القصوى التي يوليها برلمان “الميركوسور” لتطوير العلاقات مع المغرب في إطار تكريس سياسته القائمة على تعزيز العلاقات مع الشعوب وتحقيق المصالح المشتركة في إطار مقاربة رابح- رابح من خلال تعزيز التواصل مع القوى السياسية والمجتمع المدني وتوطيد التعاون الاقتصادي وتيسير المبادلات التجارية.
وعبر عن مشاطرته لمقترح رئيس مجلس المستشارين المتعلق بإحداث منتدى اقتصادي برلماني بين الطرفين، مؤكدا أنه سيسعى، في إطار التنسيق المشترك، إلى تحديد تاريخ انعقاد أول دورة له في المغرب أو في إحدى دول المنطقة.
وقد أعرب باقي أعضاء مكتب برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية عن إعجابهم بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية والكراييب، منوهين بحكمة جلالة الملك محمد السادس “الذي راهن على هذا التوجه البنّاء وعلى تثبيت السلم والاستقرار وتعميق التنمية”.
وأكدوا أن المرحلة المتقدمة التي بلغتها العلاقات الثنائية تفرض الإسراع بوضع أجندة اقتصادية وخارطة طريق تسطر مجموعة من الأهداف الواضحة لتجسيد قوة العلاقات السياسية والبرلمانية في خطط اقتصادية تعود بالنفع على الجميع وتجعل الفضاء الذي يجمعهما أكثر ازدهارا ورخاء.