كريم التازي: ميلود الشعبي كان متناقضا يرفض بيع الخمر لكنه لا يلتزم بتعاقداته

لم يُفوّت رجل الأعمال الليبرالي- اليساري، كريم التازي، فرصة الكتابة عن الملياردير المتوفى مؤخرا، ميلود الشعبي، وقال التازي في مقال نشرته مجلة “جزن أفريك” في عددها الأخير: “عقب وفاة ميلود الشعبي، تهاطل كم هائل من الشهادات في حقه، غمرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يبرز المكانة التي كان يحتلها الرجل في الساحة الاقتصادية والسياسية”.مضيفا: “ومرة أخرى، كان القارئ على موعد مع مجموعة من الكليشيهات التي تحيط بسيرة الشعبي: الراعي الذي صار مليارديرا، رجل الأعمال المتمرد”…

وبالرغم من  التازي خصص الجزء الكبير من المقال للحديث عن مزايا الشعبي، إلا أنه لم يفوّت الفرصة للوقوف عن واحدة من مفارقات وتناقضات الراحل، “فالحاج ميلود الشعبي كان رجل مفارقات صعبة، يتعذر معها إخضاعه لقراءة تقليدية، فهو كان يرفض عن قناعة بيع الكحول في فنادقه وأسواقه الممتازة، لكنه أيضا لم يكن يجد حرجا في عدم الالتزام بتعاقداته خصوصا مع ممونيه (ses fournisseurs) عندما تفرض ذلك الظروف الصعبة وتسمح به علاقة القوة”.

واسترسل التازي قائلا: “لا تخطئوا فهمي، الشعبي كانت له منظومة قوية من الأخلاق الخاصة به، وكان يعبر عن كرمه ووطنيته وتشبته ببعض القيم الدينية. لكن سلوكه في عالم الأعمال، كان سلوك شخص فهم مبكرا أن القانون الوحيد الذي يسود في المغرب هو “قانون الغاب”، وأن لا مكان للأرواح الحساسة في بيئة مثل التي نعيش فيها. مضيفا أن ميلود الشعبي كان يرى نفسه أسدا”. وأما عن خلافات ميلود الشعبي مع النظام، فيقول التازي بأنها “خلافات وحش ضاري عازم على الدفاع عن أرضه التي أحس بأن النظام بدأ يغزوها من خلال أتباعه”.