قال مصطفى المعتصم، “لا يمكن أن يدعي المرء أنه ديمقراطي إذا كان لا يتمثل قيم الديمقراطية، وفي مقدمتها القبول بالاختلاف في الرأي وفي وجهة النظر. ليس هذا فقط بل المطلوب من المدعين انتمائهم للصف الديمقراطي أن يحسنوا تدبير الاختلاف في الرأي وفي النظر كي لا يتحول هذا الاختلاف من وسيلة لاغناء وعينا الجمعي الوطني إلى وسيلة و مطية للتناحر والشقاق والنزاع”.
وأضاف الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، في تدوينة مطولة على حسابه الشخصي على فيسبوك، “سبب هذه المقدمة هي ردود الأفعال التي أثارتها دعوة فعاليات مغربية، لوقف مقاطعة «حليب سنطرال» لمدة 20 أسبوعا، ابتداء من بعد غد السبت وإلى غاية 14 شتنبر المقبل، تجاوبا مع زيارة المدير العام للشركة، الذي أعلن عن نية مؤسسته تخفيض الأسعار”.
أعرف جل موجهي النداء وأعرف إخلاصهم وتفانيهم لهذا الوطن وتشبثهم بالقيم والمبادئ التي تؤسس لوطن الكرامة والعدالة والحرية وأعرف مدى التضحيات التي قدموها في سبيل ذلك، وبالتالي ساءني جدا ما وجدته من سباب في حقهم ومن تشكيك في اخلاصهم ونواياهم. ليس معنى هذا أني متفق مع مضمون النداء وإلا لكنت من الموقعين له وأقدر أنهم تسرعوا حينما طلبوا من المغاربة وقف المقاطعة وهو “فعل” مقابل “تعبير” عن النوايا ووعود بمراجعة أسعار نوع من حليب سانترال في زمن أصبح المغاربة لا يثقون في الكثير من الوعود”.
واسترسل المعتصم قائلا، “شخصيا أقدر أن المقاطعة هي بالإضافة إلى أنها مطلب بتخفيظ الأسعار، فهي أيضا موقف سياسي وتعبير عن وعي متنامي يتفاعل داخل مجتمعنا (وفي مجتمعات أخرى) تجاه عولمة تلعب فيها الشركات عبر قارية ومتعددة الجنسيات دورا يخدم بالأساس أوليغارشيات محلية وأخرى عابرة للحدود وهي أيضا (أي المقاطعة) تعبير عن رفض نموذج تنموي لم تجن منه الشعوب خصوصا الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلا المتاعب الاقتصادية والاجتماعية.
وليس المغاربة وحدهم من يذهبون هذا المذهب بل الكثير من شعوب العالم وحتى في فرنسا ذاتها. وهذا ما عبر عنه بوضوح الرئيس الفرنسي ماكرون حينما أشار في معرض حديثه عن المقاطعة التي تعرفها بعض الشركات الفرنسية في بلد شقيق ولعله كان يشير إلى شركة سانطرال إلى تفهمه قلق الشعوب من الهيمنة الرأسمالية والنيوليبرالية بل لم يتردد في المطالبة باطلاق تعاون جديد يستفيذ منه الجميع فرنسا وأصدقاء فرنسا”.
وختم المعتصم تدوينته بالقول، “فرجاءا احترموا هذا الشعب وثقوا في وعيه ونباهته وفي إمكانية تمييزه الغث من السمين. السباب واتهام النوايا حجة من لا حجة له ومن لاقدرة له على ضرب الرأي بالرأي والفكرة بالفكرة للوقوف عند أحسنها.
تحية للشرفاء الموقعين على النداء وأقول لهم عفوا أختلف معكم ومستعد لمقارعة ما ذهبتم إليه في نقاش عمومي وأقول للمدافعين عن المقاطعة تحية لكم ولصمودكم ولكن أقول لمن لجأ منكم للسب والاتهام عفوا أختلف معكم في منهجكم وتصرفكم هذا”.
التعليقات على المعتصم لموقعي نداء تعليق المقاطعة: رجاءا احترموا هذا الشعب وثقوا في وعيه ونباهته مغلقة