في مرافعة قانونية شكلا، وتحليلية مضمونا عدّد حكيم الوردي ممثل النيابة العامة في ملف محاكمة معتقلي “حراك الريف”، مجموعة من الملاحظات تتعلق بخطاب وممارسة الزفزافي ورفاقه، خلال سبعة أشهر من الإحتجاجات التي قادوها في منطقة الريف، واصفا إياها على أنها طبعها “وهم القداسة”، و”وهم السلمية”، و”وهم الشفافية”.

وقال الوردي مخاطبا المحكمة في جزء من المذكرة التي توصل “الأول” بنسخة منها “إلى جانب المعالجة القانونية الضرورية التي استوجبتها الطبيعة الجرمية للأفعال المنسوبة للمتهمين أعتقد أننا في حاجة إلى قراءة سوسيولوجية متخصصة لما وقع في الحسيمة من أحداث منذ أكتوبر 2016 إلى غاية ماي 2017، قراءة علمية، باردة، محايدة تسعف على تفكيك بنية الخطاب الاحتجاجي، بدراسة منطلقاته وأهدافه وحدود قدرته على قراءة الواقع قراءة واقعية قبل ادعاء إمكانية تغييره،

وللأسف لم يمنح المتهمون ولاسيما زعماء الحراك أنفسهم، يضيف الوردي، فرصة التأني لـ”قراءة مساره قراءة نقدية لتقويم أخطائه وربما للحد من كوارثه، لم يقوموا بهذه المهمة ليس فقط لكثافة وحجم الاحتجاجات والمسيرات واللقاءات واللايفات التي أنتجوها غي أقل من 7 أشهر، و لاحتى لضعف التجربة وغياب التأطير، ولكن وأساسا لعجز قادته على تقبل الرأي المخالف المعارض، وتفشي ثقافة التخوين، وتسفيه كل من حاول التنبيه إلى المنزلقات الخطيرة التي أدخل نفسه فيها”.

وأضاف حكيم الوردي “وتسعف القراءة الموضوعية لأجوبة المتهمين أمام المحكمة في الوقوف على الأقل على ثلاثة أوهام كبرى تُسيّج خطابهم المليء بالوجدانيات والشعارات الرومانسية التي لا يصدقها الواقع:

وهم القداسة: مجسدا في الترديد اللاهوتي لعبارة الحراك المبارك والمقدس، متغافلا عن كون القداسة صفة إلاهية لا يمكن أن تدنسها أخطاء البشر، ولا يمكن استيعابها إلا في سياق قمع أي محاولة لانتقاده، حيث سيعتبر النقد آنذاك كنوع من الهجوم على المقدس المخرج لصاحبه من الملة، ألم يقل الزفزافي في مواجهة المرتضى أعمارشن بأنه اجتمعت فيه الحالات التي يرفع فيها القلم عن المرء، فقط لأنه انتقد طريقة وأسلوب خطاب الزفزافي العنيفة”.

وهم السلمية: مجسدا في الترديد الأعمى لنشيد المسيرات السلمية الحضارية التي شهد بها العالم والحال أن الحراك خلف العشرات من المعطوبين والمشلولين ( 604 ضحية من رجال الأمن، 178 قوات مساعدة، 120 درك ملكي ) وأشعل الحرائق في الممتلكات العقارية والمنقولة ( حوالي ملياري سنتيم من الخسائر) ، فضلا عن الأضرار الاقتصادية البليغة الناجمة عن احتلال الشوارع لمدة طويلة. وعلى الاجمال لتبقى السلمية مجرد وهم أمام خطاب عنيف و اصدامات عنيفة مع القوات العمومية.

وهم الشفافية: متجسدا في ترديد مقولة وضوح الملف المطلبي، وعفوية الجماهير بدون تأطير الاستقلالية المالية: والحال أن الغموض وازدواجية الخطاب والممارسة هي التوصيف والسمة التي طبعت جميع تحركات المتهمين المؤطرين للاحتجاجات”.

فلا شفافية ولا ديمقراطية في اتخاذ القرار، موضحا الوردي، مثلا لجنة الإعلام هيمن عليها ناصر الزفزافي وكان لا يستشير أحدا في خرجاته ولا يتقبل النقد، ويعدم رمزيا مخالفيه، أو يتكلف أتباعه المخلصين بهذه المهمة فايسبوكيا، أما تدبير المالية فقد كان مشوبا بالغموض حد تراشق الاتهامات بالاختلاس، ولعل وقائع لجنة الواتساب السرية أو المكالمة الهاتفية الملتقطة بين أحمجيق والزفزافي لأكبر دليل على هذا الواقع.

التعليقات على النيابة العامة: الزفزافي ورفاقه سيّجو أنفسهم بـ”أوهام القداسة والشفافية والسلمية” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

سابقة تاريخية.. إسم حزب الاستقلال مكتوب بحرف “التيفيناغ” والبركة للمؤتمرين: “نعتز باللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية”

قال نزار البركة الأمين العام لحزب الاستقلال خلال كلمته الافتتاحية، اليوم الجمعة، بمناسبة ا…