قررت المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء تأجيل جلسة المحاكمة التي انعقدت صباح اليوم الاثنين 21 ماي، إلى تاريخ 25 يونيو القادم، في الشكاية المباشرة التي رفعتها وداد ملحاف ضد محمد أغبالو مدير نشر موقع “الأول”، اثر نشر الموقع لأخبار صحيحة حول ملحاف باعتبارها شخصية ناشطة في المجال العمومي، واثارت جدلا منذ التحاقها بحركة “20 فبراير” إلى اليوم.
وتضمنت شكاية وداد ملحاف، التي تتهم موقع “الأول” بارتكاب جنحة القذف في حقها، وطالبت بتعويض قدره 300 ألف درهم، بسبب نشره لخبر يقول، ” علم موقع “الأول” أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قامت باستدعاء وداد ملحاف الناشطة السابقة في حركة 20 فبراير، والتي اشتغلت كصحفية في جريدة “أخبار اليوم” سابقا، وذلك للاستماع إليها في ملف توفيق بوعشرين ناشر جريدة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24”.. وأفادت مصادر “الأول” أن سبب استدعاء وداد ملحاف.. يمكن أن يعود إلى الاشتباه في ظهورها في أحد الفيديوهات التي تحدثت عنها النيابة العامة في بلاغها..”. فأين يوجد القذف في هذا الخبر الذي أثبتت الأيام صحته.
وكانت وداد ملحاف قد روت تفاصيل ما وقع لها مع توفيق بوعشرين في حوار مطول مع جريدة “الأيام”، حيث قالت، “لم أكن أبدا من المبادرات بتقديم شكاية ضد توفيق بوعشرين.. تم الاتصال بي من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بعد اعتقال ناشر “أخبار اليوم”، (تم اعتقاله يوم الجمعة)، أما أنا فلم يتم استدعائي لمقر الفرقة الوطنية سوى يوم الثلاثاء، أعطيت أقوالي بشكل عادي وتم التعامل معي بشكل مهني، حكيت لهم واقعة الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له من طرف توفيق بوعشرين، وتحدثت عن جميع التفاصيل التي تضمنها محضر الاستماع، بداية بالطريقة التي اشتغلت بها في مؤسسة “أخبار اليوم”.
وأضافت، “تواصلت مع صديق كان يشتغل في “أخبار اليوم” واقترح إسمي للانضمام إلى هذه المؤسسة، في البداية كنت مجرد صحافية متعاونة، لأنني كنت أتابع دراستي في سلك الماستر في مدرسة الملك فهد للترجمة بمدينة طنجة، وفي نهاية السنة جلست مع السيد توفيق بوعشرين لكي أناقش معه تفاصيل عقد العمل، كان ذلك يوم 26 يناير 2015، يومها تعرضت للاعتداء الجنسي من طرف بوعشرين.
بعدما حاول بوعشرين التحرش بي كنت تحت هول الصدمة وكدت أفقد الوعي، حكيت كل شيئ بالتفصيل لعناصر الفرقة الوطنية، وكل الأقوال التي أدليت بها كانت مطابقة لشريط الفيديو الذي عرض علي، كان هناك شريطا فيديو، الأول مدته دقيقة ونصف، والثاني دقيقتان، وهذا كل ما يتعلق بقضية بوعشرين”. هذا ما روته بلسانه وداد ملحاف. فأين القذف في ما كتبه “الأول”.
وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا مجموعة من الرسائل التي تم تسريبها مؤخرا، جمعت بين بوعشرين ووداد ملحاف بخصوص حوار أجرته مع الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عندما كانت تشتغل في جريدة “أخبار اليوم”، حيث تتضمن الرسائل “نكتا” جنسية، أرسلتها وداد ملحاف إلى بوعشرين الذي نبهها في إحدى الرسائل بأن الحساب الذي تبعث له فيه الرسائل هو حساب مفتوح للعموم (أي يطلع عليه كل صحافيي الجريدة)، هذه الرسائل التي لم يؤكد أحد إلى حد الآن أنها خاطئة أو مفبركة.
كما كان توفيق بوعشرين قد أجاب في جلسة سابقة عن أجوبة المحكمة بخصوص علاقته بوداد ملحاف قائلا:” إنها التحقت بجريدة “أخبار اليوم”، ووقعت عقدا كانت تشتغل بموجبه في المؤسسة، والتاريخ الذي يوثق فيه الفيديو المفترض يقابل يوم عملها بالمؤسسة الإعلامية، إذن سيدي الرئيس كيف يمكن لواحدة تعرضت للإغتصاب أن تستمر في العمل في مؤسسة مُغتصبها، وأن تقبل توقيع العرض أصلاً”.
وأضاف بوعشرين، ” ملحاف تمتلك شركة خاصة وهي ليست بحاجة إلى أحد، ولم يستغلها أحد بسبب ظروفها المادية، متسائلاً “كيف لناشطة سابقة في 20 فبراير، خرجت إلى الشارع لمواجهة المخزن وكانت تنادي بالملكية البرلمانية، أن تستسلم لشخص حاول اغتصابها، طبعا هذا ضرب من الخيال”.
وكان الصحفي مصطفى حيران قد كتب، على حسابه الشخصي على فيسبوك، “بعد عدة لقاءات مع مصادر متعددة كان من بينها المعنية بالأمر، وأكشف عن هويتها هنا بما أن الأمر وصل إلى هذا المستوى من الأخذ والرد الجديين.
إنها “المناضلة” السابقة في حركة عشرين فبراير ثم بالتسلسل الصحافية والإطارة الإشهارية في شركة الضحى ثم الطالبة في المدرسة العليا للصحافة بباريس “وداد ملحاف”.
ولنستمع إلى روايتها تتخللها أسئلة مني لزوم التنسيق بين المعطيات التي أدلت لي بها:
“كان أول اتصال لي بمدير يومية أخبار اليوم غير مباشر حيث التحقت للعمل كمتعاونة بالقطعة (فري لانس) ثم تطور الأمر إلى فكرة الإلتحاق للعمل كعضوة ضمن هيئة تحرير نفس الجريدة، وحصلت على موعد مع مديرها توفيق بوعشرين بغرض إنجاز لقاء توظيف”.
متى كان ذلك؟
“مستهل سنة ألفين وأربعة عشر. استقبلني في مكتبه وتحدثنا في اقتراحاتي المهنية التي تبرر التحاقي بجريدة أخبار اليوم. وفيما كنا نتحدث قام المدير ودخل إلى المرحاض ثم عاد شخصا آخر. شرع في التحرش بي جسديا حتى أغمي علي من شدة الصدمة والخوف”.
هل هذه المشاهد واردة في الشريط الذي عُرض عليك؟
“نعم، وعلى أساسها سأقدم شهادتي في المحكمة”.
أنتِ لستِ من بين النساء الثمانية المشتكيات؟
“لا، أكتفي فقط بالشهادة في شأن الفقرة التي أظهرت واقعة التحرش بي”.
متى غادرتِ جريدة أخبار اليوم؟
“في أواخر سنة ألفين وخمسة عشر”.
ماذا كان السبب؟
“كان ذلك بسبب عودة المدير إلى التحرش بي بعدما طوينا واقعة التحرش بي في مكتبه حيث لم يف بوعده في عدم العودة إلى ذلك وتقديمه اعتذارا شديدا.. وهو ما جعلني أغادر المؤسسة للعمل في شركة الضحى”.
كيف حصلتِ على هذا المنصب؟
“كنتُ قد أجريتُ حوارا مع إلياس العماري وحين ذهبتُّ للقائه للحديث في شأن تغييرات ّأجراها مدير جريدة أخبار اليوم على نص الحوار قبل نشره لأقدم تفسيري للمُحاوِر وجدته في لقاء مع سعد الصفريوي (قريب أنس الصفريوي مدير شركة الضحى) فتطرقنا إلى الموضوع لنتحدث بعد ذلك في شأن إمكانية التحاقي للعمل في شركة الضحى سيما أن سعد تكلم في شأن منصب شاغر يناسب مؤهلاتي.. فكان أن تركت العمل في جريدة أخبار اليوم للعمل في شركة الضحى”.
ألم تبق لك صلة بجريدة أخبار اليوم وبمديرها بعد ذلك؟
“لا باستثناء اتصالات المسؤولة عن قسم الإشهار في الجريدة بي في أمر الحصول على إشهارات موسمية”.
هذه هي إفادات “المناضلة الفبراريرية” وداد ملحاف فماذا عن تركيبها لدى المصادر المعنية بها مباشرة؟
“المناضلة الفبرايرية” السابقة، حسب إفادات قريبين من الموضوع، عُرض عليها في خضم “هبّة” الربيع العربي وفي ركابها مظاهرات حركة عشرين فبراير بالمغرب، أن تلتحق بفكرة تأسيس “المجلس الوطني للشباب” وتحمّست جدا للفكرة سيما أن أصحابها لم يكونوا سوى أشخاصا قياديين من حزب الأصالة والمعاصرة، بيد أنه بعد “تبخُّر” المظاهرات الفبرايرية تم التخلي عن الفكرة. المعنية تقول بهذا الصدد إنها لم تتحمس للعرض بل اشترطت أن تكون الهيئة المُزمع تأسيسها “مجدية للوطن” حتى تلتحق بها.
تضيف المعطيات التي حصلنا عليها من نفس المصادر السابقة أن المعنية التحقت بفكرة تنظيمية أخرى هي “حركة ضمير” التي كان على رأسها الشاعر اليساري السابق والبامي لاحقا “صلاح الوديع” لكنها قدمت استقالتها بمبرر “غموض الإستقالة الفرضية للوديع من حزب البام التي أعلن عنها في برنامج تلفزيوني استضافه”.
لندع هذا الأمر جانبا ونفحص باقي إفادات المعنية.
بصدد حوارها مع القيادي البامي “إلياس العماري” فقد سعينا إلى الحصول على نص نسخته “الخام” قبل تنقيحه من طرف مدير جريدة أخبار اليوم قبل نشره.. ويبدو أن هذا الأخير لم يكن راضيا عن الصيغة “المُجاملة” للمُحَاوَرِ في نصه الأولي. وبالفعل فإن هذا ما تأكدنا منه عند الإطلاع على النص المذكور.
وبصدد سبب مغادرتها للعمل في جريدة “أخبار اليوم” فإن مصادرنا المعنية مباشرة بالموضوع أفادتنا أن السبب كان إقدام “المُناضلة الفبرايرية” السابقة على اتخاذ خطوة السفر إلى ألمانيا باسم إدارة الجريدة في وقت كانت هذه الأخيرة قد اختارت صحافية أخرى لتلبية تلك الدعوة. فكانت القطيعة.. قطيعة نهائية حقا؟
كما كان الصحافي علي لمرابط قد نشر تدوينة على حسابه الشخصي أشار فيها إلى العلاقات الغامضة والمتشعبة مع عدد من الشخصيات العمومية.
كما تتابع وداد ملحاف موقع “الأول” بسبب نشره خبرا صحيحا حول، ” صفقة غامضة.. مقربة من إلياس تستقيل من “الضحى” وتؤسس شركة مع شريكه”. وجاء في الخبر، “أكدت مصادر مطلعة من داخل مجموعة “الضحى” العقارية أن مقربة من إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، استقالت من المنصب الذي كان إلياس قد “عينها” فيه قبل حوالي سنة، وتعتزم تأسيس شركة للتواصل والإشهار رفقة رجل الأعمال كريم بناني، شريك إلياس في مجموعته الإعلامية “آخر ساعة”.
المصادر قالت إن المقربة من إلياس العماري مجرد واجهة في هذه الشركة التي ينتظر أن تستفيد من عقود مع العديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى في المغرب”. فأين هو القذف في هذا الخبر.
خاصة وأن وداد ملحاف نفت هذا الخبر ونشره “الأول” احتراما لأخلاقيات المهنة، واحتراما للرأي والرأي الآخر، رغم تأكده من صدقية الخبر الذي نشرناه، وجاء في النفي، ” نفت وداد ملحاف، المسؤولة عن التواصل في مجموعة “الضحى” العقارية سابقا، أن تكون لشركة التواصل والإشهار التي أسستها علاقة بإلياس العماري وشريكه كريم بناني.
وقالت ملحاف إن فكرة تأسيس شركة راودتها منذ مدة، وأن علاقتها بالضحى مازالت جيدة “غادي نشد لهم لاكوم من بعيد بالتنسيق مع مصلحة التسويق فالضحى”.
مؤكدة أن “مجموعة أنس الصفريوي ستكلف شركتها بالجانب التواصلي والاشهاري الخاص بـ”الضحى”. فأين هو التحامل والقذف.