استمرت يوم أمس الجمعة، الجلسة السرية الرابعة من محاكمة توفيق بوعشرين، حوالي سبع ساعات تخللتها فترات استراحة متفرقة، كانت سبع ساعات مليئة بالمفاجآت خصوصا وأنها شهدت مواجهة بين بوعشرين والمشتكيتين “المباشرتين” في الملف، وهما كل من نعيمة الحروري وخلود الجابري.

وكشفت مصادر “الأول”، أن المشتكيتين ظهرتا متأثرتين أمام المحكمة وهما تحكيان تفاصيل ما ادعيا أنهما تعرضتا إليه من قبل بوعشرين، حيث كشفت كل واحدة بالتفاصيل كيف مارس بوعشرين عليها الجنس دون رضاها. حسب قولهما.

نعيمة الحروري أولى المشتكيات قالت وهي ترتجف، “بحكم عملي مكلفة بالتواصل بإحدى القطاعات الحكومية، التقيت به، وطلب مني الحضور ذات يوم من شهر أكتوبر 2017، بمكتبه بعمارة الحبوس بالدار البيضاء، وبعد أن تأكد من خروج جميع المستخدمين والصحافيين، أغلق باب مكتبه بالمفتاح، وشرع في محاولة تقبيلي، صددته عني، وصرخت في وجهه مستنكرة ما يريد القيام به في حقي، وكأنه وحش كاسر انقض علي، وأزال غطاء رأسي، ولما شرعت في الصراخ، استهزأ مني بأن لا أحد سيسمعني”، وأضافت، “عنف وهيستيريا وهيجان، هكذا تحول، وهو يدفعني نحو الكنبة التي كانت بمكتبه، ليستمر في الاعتداء الجنسي علي وقد خارت قواي، مستبيحا جسدي، كاشفا عن وجهه الحقيقي الذي لا يقدمه للرأي العام، كونه صحافي يعطي الانطباع بأنه إنسان متزن ومحترم، هذا ماشي توفيق لي كنعرف ولي كعرفوا الناس.. كان شخص آخر…”، ثم أخذت تبكي، فتقدمت نحوها إحدى المحاميات تواسيها..

وتابعت لحروري بعد ذلك، تقول مصادرنا، “بكيت بشدة وأنا أتحسس أطرافي بعد اعتدائه الجنسي علي، ومن محاولاته تهدئتي بكونه معجب بي، انتقل إلى تهديدي بنشر صور مواقعته لي عبر منصات التواصل الاجتماعي، لقد أصبحت أشعر بالخوف الشديد منذ تلك الليلة المشؤومة، وبقيت حبيسة مخاوف بأنه سينشر صوري العارية، إلى أن قررت -متحملة لكل مسؤولياتي- أن أرفع ضده شكاية، طامعة في القضاء أن يأخذ لي حقي منه”.

بعد كلامها رد بوعشرين نافيا كل ذلك جملة وتفصيلا مؤكدا أن علاقته بها لا تتجاوز كونها مسؤولة للتواصل في إحدى القطاعات الحكومية، ولم تتجاوز هذه الحدود.

المشتكية الثانية هي خلود الجابري والتي يتذكرها الرأي العام الوطني كونها أولى المشتكيات التي خرجت بوجه مكشوف في وسائل الإعلام من خلال فيديو تحكي فيه ما تعرضت له من طرف بوعشرين على حد روايتها، أمام المحكمة لم تختلف تصريحاتها عن ما ورد في محاضر الاستماع إليها، سوى حمولة المشاعر التي لا تنقلها المحاضر بل تظهر لحظة التصريح المباشر أمام المحكمة، حيث بدت متأثرة، وبكت أيضا وصرخت في لحظات أثناء الاستماع إليها، تقول مصادرنا.

وكشفت خلود الجابري قائلة، “لم تشفع له دموعي ووضعيتي الاجتماعية كفتاة مقبلة على الحياة، وهو يحاول ضمي إليه بقوة وعنف، بل استغل عملي لديه، لاستدراجي إلى مكتبه للاستفراد بي، بعد خروج باقي الصحافيين والمستخدمين، لتلبية نزواته الجنسية، مهددا إياي بنشر تسجيلات مصورة لممارساته الجنسية معي”.

مضيفة، “لم أكن أمام مدير نشر الجريدة بل أمام وحش كاسر، حول مقر مكتبه الإعلامي إلى وكر للدعارة، وما جعلني مضطرة رغما عني للسكوت، هو أنه رب العمل، ويهددني باستمرار، إلى أن قررت مواجهته أمام مجلسكم الموقر، لتقتصو منه جزاء ما ارتكبه في حقي.”
لاتزال محاكمة “القرن” كما وصفها عبد الصمد الإدريسي، محامي بوعشرين، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، مستمرة وستكشف عن مفاجآت عديدة في المستقبل لا محالة، حيث كشفت مصادرنا على أنه من المتوقع خلال الجلسة المقبلة يوم الاثنين، الاستمرار في الاستماع للمشتكيات والمصرحات، وأنه سيتم حتما عرض مقاطع الفيديوهات التي تقول النيابة العامة أن “بوعشرين وثق من خلالها ممارساته الجنسية داخل مكتبه”.

التعليقات على تفاصيل الاستماع لمشتكيات بوعشرين.. الحروري والجابري تبكيان أمام القاضي وتقدمان روايتهما مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات

أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …