بشرى عبدالدايم
إن مفهوم التنمية السياسية يرتبط بتحقيق المشاركة في اطار سيادة القانون ، حيث تعني التنمية السياسية في هذا الإطار تأكيد حق المشاركة وتوسيع قاعدتها ، وتفعيل هذه المشاركة وما يرافقها من تحديث وتطوير للنظم والإجراءات والوسائل التي تكفل تحقيق هذه الأهداف..و بما أن الممارسة الحزبية تعتبر ترجمة فعلية لواقع التنمية السياسية بكل تجلياتها وعلاقتها ، و بها أيضا يتحدد مدى وعي الفاعل السياسي و الناخب-على السواء- و مدى استيعابه لأهمية العمل السياسي و المشاركة السياسية. و هنا لا بد من استحضار” واجب” المقارنة لتذليل السبل لوضع الأصبع على الجرح من أجل تغيير الواقع ، حيث نجد واقع الحال يستدعي إعادة النظر في آليات التأطير و التكوين السياسي فلا نخبة سياسية بدون فلسفة سياسية واضحة ، و منهجية شفافة تساؤلها أطر واعية وزعامات كريزماتية مواطناتية تؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
و الأكيد أن الممارسة السياسية اليوم عرفت مستويات متدنية من حيث أبجدياتها و انتهاك أخلاقيات العمل السياسي و خاصة الحزبي منه في غياب للمساءلة القانونية ، فما يلاحظ جليا استهتار النخبة السياسية بالمواطن و الحالات كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها .
فغياب القدوة و الرمز داخل الحزب السياسي من الأمور التي باتت تؤثر في المشهد السياسي، فالقيادة التحكمية التي لا تقوم بدورها الحقيقي في تأطير المناضلين و المناضلات و تروم منطق المحسوبية و الولاءات في تعزيز اللوائح الوطنية و التناوب على الكراسي بين المقربين و تكرس منهج الإقصاء للنخب الفاعلة ، فأضحى ” نضال” الأسر من داخل الأحزاب منطلقا لتحقيق المكاسب و للتناوب على كرسي الزعامة “الوهم”، و من نتائج ذلك الدفع بالكثيرين من الفاعلين السياسيين إلى تبني منطق العزلة السياسية و التفرج من بعيد ،أو اللجوء إلى رفع شعار التصحيح او النزوع إلى تأسيس حزب جديد… فالفكر التحكمي الذي تقاربه أغلبية القيادات الحزبية نتج عنه غياب تأطير سياسي للشباب و تردي الفعل السياسي القادر على تدبير التنمية السياسية ،و كلما تمعنا في الأمر إلا و أظهرت المعاينة خوف القيادات من فقد كرسي الزعامة “المقدس” ….أقول هذا لأنه متى سقطت الزعامات و الرموز في مهب رياح المصلحة الشخصية و اختزلت مسار أحزابها في منصب وزاري أو كرسي برلماني سقطت معها القدوة السياسية و الريادة، و استفحل رواد الإنتهازية و المصلحاتية في دواليب الحكم و المؤسسات التمثيلية و انتشر الفساد ..، فلا تنمية سياسية بزعامات كرتونية تبحث عن المقاعد و تستحمر الشعب و تسخر من ذكائه ، لأن التنمية السياسية لا تتأتى إلا بنشر ثقافتها وتعزيز ثقافة الحوار من داخل الأحزاب أولا ، لأنها خيار استراتيجي علمي وشامل ونهائي يهدف إلى تقدم المجتمع في جميع الأصعدة .
لذا التاريخ لا يرحم من يتحايل على الأمة كما أن ذاكرته قوية و لا يحترم المغفلين …
قرعة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات (المغرب 2024).. لبؤات الأطلس في المجموعة الأولى إلى جانب كل من الكونغو الديمقراطية والسنغال وزامبيا
أسفرت قرعة كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب 2024)، التي جرت اليوم الجمعة بمركب محمد السادس …