تتكاثر متاعب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وتتزايد على غرار كرة الثلج لتطغى على حملته في إطار الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح حزب «الجمهوريين» لانتخابات الرئاسة.
وينافس ساركوزي في هذه الانتخابات عدد من المرشحين أبرزهم رئيسا الحكومة السابقان آلان جوبيه وفرانسوا فيون، ما دفع الرئيس السابق إلى شن حملة هجومية تستند إلى مواقف صاخبة، أملاً بتحجيم منافسيه وتحقيق تقدم واضح عليهم منذ بداية الحملة.
لكن ما راكمه من أخطاء خلال ولايته الرئاسية، بدأ ينفجر بوجهه منذ مدة وبلغ أوجه خلال الأيام القليلة الماضية وحرف الانتباه عن حملته ودفع عديدين إلى التساؤل عن إمكانية مضيه في السعي إلى ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل.
أحدث فصول المسلسل كشفه موقع «ميديابارت» الإخباري الذي أكد أن الأجهزة الفرنسية المختصة مهتمة بالتدقيق بمحتوى مدونة عثر عليها في حوائج الوزير الليبي السابق شكري غانم الذي توفي غرقاً في نهر الدانوب ويتضمن ما يشير إلى ملايين تلقاها الرئيس السابق من النظام الليبي عام 2007.
والحديث عن هذه الأموال ليس جديداً بل لمح كثيرون إليها في السابق من زاوية العلاقة التي ربطت بين مقربين من ساركوزي ونظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، لكن الجديد اليوم ويفترض ان يكون موضع قلق هو المدونة ودقة محتواها.
وتزامن الكشف عن هذه المدونة مع صدور كتاب اعده المستشار الإعلامي السابق لساركوزي وهو باتريك بويسون الذي كان له حضور دائم الى جانبه طيلة السنوات الخمس لولايته وضمّنه فصولاً محرجة جداً حول اسلوبه الرئاسي.
ويرسم بويسون في كتابه صورة بالغة السوء لشخص ساركوزي الذي يبدو فاقداً للقناعات ويتصرف من منطلق مصلحته الفردية وخاضعاً لتأثير زوجته كارلا بروني ولا يكن اي احترام للعاملين معه بل يتحدث عنهم بتحقير وعبث، كما انه يراكم الوعود الانتخابية من دون اي رغبة في الوفاء بها.
ويقول بويسون ايضاً ان ساركوزي لم يكن يتوانى عن اي تصرف في مواجهته مع خصومه وأنه مسؤول عن اعمال العنف البالغة التي حصلت في قلب باريس خلال احدى تظاهرات الاحتجاج على عقد الوظيفة الأولى للنيل من رئيس الحكومة السابق دومينيك دوفيلبان الذي ربطه به عداء متبادل.
وسبق صدور الكتاب المدوي احالة المدير العام السابق لجهاز الأمن الداخلي برنار سكارسيني والرئيس السابق للشرطة القضائية في باريس كريستيان فليش وهما من المقربين منه على التحقيق بتهمة استغلال منصبيهما لأهداف شخصية.
ومعروف ان النيابة العامة الباريسية كانت طلبت إحالة ساركوزي على التحقيق في اطار قضية التلاعب بحسابات حملته الانتخابية لعام 2012.
هذه الأجواء الملبدة، لم تمنع ساركوزي من القول انه عرضة لحملة هدفها النيل منه وأنه لن يتراجع «امام التشهير والدناءة» في اشارة الى كتاب بويسون الذي ابعده عنه بعد ان تبين ان الأخير كان يسجل سراً احاديثه مع الرئيس السابق.
ويعتمد ساركوزي ازاء القضايا الجديدة والقديمة التي تطاوله اسلوب الهرب إلى الأمام وهو ما عبر عنه الوزير السابق جان فرانسوا كوبيه المرشح هو ايضاً لانتخابات «الجمهوريين» التمهيدية، بقوله ان ساركوزي يطمح بالرئاسة إلى الحصول على حصانة تجنبه السجن.
عن “الحياة”
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…