يشهد سوق بيع التمور بالجملة بمدينة مراكش انتعاشة كبيرة، منذ بداية شهر رمضان الكريم، حيث يعرف إقبالا متزايدا على هذه المادة، ليس فقط بالنظر إلى فوائدها الصحية، ولكن أيضا باعتبارها إحدى المكونات الأساسية والرئيسية على مائدة الإفطار المراكشية. ويمتاز المغرب بانتشار واحات النخيل، خاصة في المناطق الواقعة بالجنوب الشرقي والشرق والجنوب، والتي تثمر أنواعا مختلفة من التمور تجعل من المملكة واحدة من أهم البلدان العربية التي تشتهر بإنتاج التمور الجيدة، التي يوجه جزء منها للتصدير، بينما يتم تسويق كميات معتبرة من هذا الإنتاج على الصعيد المحلي، سواء داخل الأسواق اليومية، أو الأسبوعية أو تلك المتخصصة في البيع بالجملة. ونظرا للرواج الكبير الذي يعرفه، على مدار السنة، والذي يبلغ ذروته خلال الشهر الفضيل، في تسويق هذه المادة الحيوية، سواء المحلية أو المستوردة، أضحى سوق التمور بمراكش أحد أهم أسواق الجملة في توزيع مختلف أنواع التمور على الصعيد الوطني. وأكد رئيس جمعية الكرم لتجار التمور والفواكه الجافة بسوق الجملة بمراكش، عثمان باتا، أن التمور متوفرة بالكميات الكافية، حيث تتم تلبية حاجيات المواطنين خلال هذا الشهر المبارك، بمختلف أصناف التمور الجيدة وبأسعار في متناول الجميع. وقال السيد باتا، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تمر ” المجهول” المغربي متوفر بكميات كبيرة، كاشفا أن أثمنته تتراوح بين 80 و120 درهما، و”رغم أننا على أبواب ختام هذا الشهر، فإن هذا النوع من التمور مازال متوفرا”.

وأوضح أن وفرة التمور في سوق الجملة بمراكش خاصة وعلى الصعيد الوطني عامة تعود إلى المجهودات التي بذلت في إطار مخطط المغرب الأخطر الذي وفر كل الإمكانيات للرفع من كميات التمور وتحسين جودتها وجعلها من أهم التمور في المنطقة العربية.. كما أشار رئيس جمعية الكرم إلى أهمية سوق الجملة للتمور والفواكه اليابسة بمراكش، الذي يعد أول سوق وطنية بعد سوقي إنزكان، ومكناس، حيث يتوفر على فضاءات (مربعات) لتصفيف التمور جعلته يستقبل أنواعا مختلفة منها وبكميات كبيرة سواء الوطنية أو المستوردة، مبرزا أن السوق يستقبل يوميا خلال شهر رمضان ما بين 7 و10 شاحنات محملة بالتمور أي ما يقارب من 70 طنا يوميا من التمور. وشدد السيد باتا، في هذا الإطار، على أهمية تضافر جهود مختلف الأطراف المعنية، للرفع من أهمية هذه السوق، داعيا إلى ضرورة توفير مستودع للتبريد بالسوق من أجل تحسين ترويج هذه المادة. من جهته، أكد عبد الكريم مراد، من القسم الاقتصادي والاجتماعي بعمالة مراكش، الذي كان بصدد القيام بجولة ميدانية للجنة مراقبة أثمنة وجودة التمور، أن عملية تسويق التمور بسوق الجملة بمراكش تمر في أحسن الظروف، إذ يلاحظ أن المنتوج من مختلف أنواع التمور متوفر وبالشكل الكافي للمواطنين. وأضاف، في تصريح مماثل، أن اللجنة لم تسجل أي نقص في هذه المادة من خلال مراقبتها اليومية للأسواق داخل المدينة الحمراء، وان الأثمنة تبقى هي الأخرى مناسبة وفي متناول المستهلك. وبحسب مهتمين بتجارة التمور، فإن سوق الجملة للتمور بمراكش، عرف وفرة كبيرة من مختلف أنواع التمور الوطنية، أو المستوردة من البلدان الأكثر إنتاجا لهذه المادة، حيث تمكن سوق مراكش من تلبية حاجيات أسواق أقاليم جهة مراكش- آسفي، وكذا أسواق مدن أخرى بالمملكة. وفي هذا الصدد، يقول السيد لحسن غزالي بائع التمور بالجملة، إن التمور الوطنية ظلت متوفرة خلال هذا الشهر الفضيل، وهذا راجع إلى الاستراتيجية الوطنية التي وضعها المخطط المغرب الأخضر، الذي ساهم في الرفع من وتيرة إنتاج سلاسل التمور. وأشار إلى أن أثمنة التمور كانت مناسبة لجميع الشرائح، سواء المحلية أو المستوردة، وأن العرض تجاوب مع الطلب، وإن كان هناك نقص طفيف في نوع تمر “بوفقوس”، وأن عمليات التسويق مرت خلال هذا الشهر في أحسن الظروف . ويتوفر سوق الجملة للتمور والفواكه اليابسة بمراكش، على مرافق تمكنه من استقبال الأطنان من مختلف أنواع التمور، وفضاءات واسعة تساهم في تصفيف وتخزين هذه المادة، قبل التوجه بها إلى مستودعات التبريد التي تعد بدورها من الآليات الأساسية في الحفاظ على جودة التمور لعدة أشهر.

التعليقات على مراكش.. انتعاشة كبيرة في سوق التمور بالجملة خلال شهر رمضان مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

كلميم..توقيف 394 مرشحا للهجرة غير النظامية

أسفرت حملة تمشيط واسعة نفذتها مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي لقصابي، نواحي كلميم، بالت…