شهدت سلسلة الصبار، في إطار الفلاحة التضامنية نموا كبيرا منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008. باعتبارها سلسلة إنتاج منظمة من العالية إلى السافلة، حيث تم غرس مساحات كبيرة بالعديد من مناطق الإنتاج بجميع أنحاء المغرب.
وأضاف بلاغ صادر عن وزارة الفلاحة، أن ظهور حشرة ضارة لأول مرة بالمغرب؛ تدعى الحشرة القرمزية المدمرة التي هاجمت مساحات واسعة من الصبار، على كامل التراب الوطني، كان له التأثير السلبي على تطوير هذه السلسلة. وكان قد تم الإبلاغ عنها لأول مرة بدوار سانية برجيج بإقليم سيدي بنور، حيث دمرت الحشرة القرمزية مجموع الإنتاج من الصبار بهذه المنطقة، لتنتشر بسرعة كبيرة وغير متوقعة إلى مناطق الإنتاج الأخرى عبر أنحاء البلاد.
وأكد البلاغ، أنه مباشرة بعد تشخيص هذه الآفة، تفاعلت الوزارة الوصية بشكل فوري معها من أجل احتواءها والحد من انتشارها. إلا أنه، في ظل عدم وجود حلول معروفة لمنع انتشارها ووقف الدمار الذي سببته الآفة على المستويين الوطني والدولي، وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خطة طوارئ رئيسية لمكافحة آفة الحشرة القرمزية سنة 2016.
وبالموازاة مع إجراءات المعالجة الكيميائية واقتلاع ودفن نباتات الصبار المصابة بالكامل، ركز البرنامج الذي طورته الوزارة على البحث العلمي المستهدف، ولا سيما من أجل انتقاء الأصناف المقاومة وتطوير منتجات المعالجة.
وقد تم إسناد هذا البرنامج للمعهد الوطني للبحث الزراعي بشراكة مع المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي والمديريات الجهوية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.
وزاد البلاغ قائلا، أن الجهود المبذولة ركزت على ثلاثة مجالات رئيسية للمكافحة: المكافحة البيولوجية، والمبيدات الحيوية وانتقاء أصناف الصبار المقاومة للحشرة القرمزية، وتم وضع البنية التحتية الموازية على مساحة 4 هكتارات بمحطة الاستثمار الفلاحي للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة بالزمامرة.
وقد مكن برنامج الانتقاء من التوصل الى نتائج حاسمة من خلال تحديد ثمانية أصناف من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية من بين مجموعة أصناف تنتمي للمعهد الوطني للبحث الزراعي. وهذه الأصناف هي مرجانة وبلارة وكرامة وغالية وأنجاد والشراطية وأقرية وملك الزهر.
بعد التحقق من ثبات مقاومتها، تم تسجيل الأصناف الثمانية التي تم تحديدها من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في الكتالوج الرسمي للأنواع والأصناف النباتية بالمغرب. وانطلاقا من الأربعة هكتار المخصصة سلفا بالزمامرة، تم إنشاء بستان للأمهات على مساحة 20 هكتارا بمحطة خميس متوح التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة. وبالتالي، تم إنتاج عشرات الآلاف من شتلات الصبار تمت مضاعفتها في أكياس واستخدامها لإنشاء منصات (قطع أرضية) لاستنساخ الأصناف الثمانية. وسينطلق الغرس في فصل الربيع من سنة 2021 في إطار الفلاحة التضامنية.
ويتم اعتماد بساتين الأمهات من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ويتم استخدامها لإنتاج الشتلات من أجل دعم تطوير السلسلة من قبل الوزارة الوصية في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، وذلك بهدف استعادة حقول الصبار التي دمرتها الحشرة القرمزية ونشر هذه الزراعة بعدة مناطق من المملكة.
وتستمر جهود البحث العلمي الزراعي في اختيار أصناف أخرى مقاومة، وتطوير أساليب المراقبة الكيميائية لهذه الآفة. كما تم تطوير الإنتاج العلمي ونشره عبر الندوات والمنشورات العلمية والتقنية، وتنظيم التكوين العلمي والتقني للأطر والتقنيين. يؤكد بلاغ وزارة الفلاحة.
وللتذكير، من خلال الدعم المالي والمواكبة التقنية الهامة من طرف وزارة الفلاحة والانخراط الفعلي للفلاحين في سياسة غرس الصبار، بلغت المساحات المزروعة 170 ألف هكتار قبل نهاية مخطط المغرب الأخضر. ولضمان التثمين المنسجم، تم تشييد وتجهيز العديد من وحدات توضيب وتحويل الصبار من أجل تثمين منتجات الصبار والمنتجات المشتقة (استهلاك الفواكه الطازجة، التحويل الصناعي الغذائي، علف الماشية، مستحضرات التجميل والمنتجات العلاجية المختلفة). وقد أدى تطوير هذه السلسلة إلى الرفع من مداخيل الساكنة القروية بين 10.000 درهم و20.000 درهم للهكتار، ولا سيما في المناطق الهامشية حيث الفلاحة تتكيف وتقاوم التقلبات وتتطلب مدخلات فلاحية بنسب منخفضة.
الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”
مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…