شكلت الرؤية الإصلاحية التي تقدم بدائل جديدة لقراءة النصوص الدينية حول المرأة محور ندوة نشطتها مساء أمس الاثنين بجامعة بروكسيل الحرة، أسماء المرابط، التي لها العديد من الكتابات حول الإسلام والحقوق العالمية للمرأة، أوضحت أن “قضية المرأة في الإسلام لازالت تتجاذبها إسلاموفوبيا يروج لها دوليا إعلاميا والثقافة الأبوية التي تكرسها المجتمعات الإسلامية”، مشيرة إلى أن المرأة المسلمة ضحية نقاشات مجتمعية يستغلها الساسة، الذين غالبا ما يقررون في مستقبلها دونها، وبدون علمها.
وأشارت في هذه الندوة، التي نظمت تحت شعار “الإسلام والمرأة، طريق ثالث”، إلى أن هناك فجوة كبيرة بين ما تدعو إليه الرسالة الروحية للإسلام وبين غالبية القراءات التفسيرية، خاصة التشريع أو الفقه، الذي يبقى تمييزيا في غالبه، وتحول مع مرور الوقت والتقليد، (التقليد الأعمى للسلف)، لروايات مقدسة.
وقالت إن هناك طريق ثالث أمام المرأة المسلمة يتمثل في “قراءة إصلاحية، توفق بين الإيمان والتحرر والإسلام والقيم العالمية”، وتقترح بدائل جديدة للقراءة، ومقاربة أخرى لموضوع “المرأة والإسلام”، وبالتالي إعادة قراءة المصادر من خلال بعدها الأخلاقي العالمي والتحرري.
وأوضحت المرابط أن الأمر يتعلق بإبراز أربعة أبعاد أساسية لم تأخذها القراءة التقليدية بعين الاعتبار، وهي البعد الأخلاقي والإنساني والنظري المعياري، إلى جانب البعد الاجتماعية الظرفي، مشيرة إلى أنه يتعين اليوم، من خلال هذه القواعد الجديدة، إعادة تفسير موضوع المرأة. وقالت إنه ممكن بدء إصلاح الفكر الإسلامي وإعداد مقاربة جديدة، لاسيما حول قضية المرأة، وقدمت كنموذج خبرة المغرب في عدد من المجالات، كإصلاح مدونة الأسرة، والدستور الذي نص على المساواة بين الجنسين، وإصلاح الشأن الديني.