مصطفى الفن
يوجد مهاجر مغربي، منذ أكثر من شهر، رهن الاعتقال بسجن عكاشة بالدار البيضاء.
ويواجه هذا المهاجر تهمة “النصب والاحتيال” بعد شكاية “نادرة” رفعها ضده ابنه “المسخوط”.
وفعلا، فأي ابن هذا الذي يرسل والده إلى السجن ثم يعود “منشرح النفس” إلى بلاد المهجر كما لو أنه لا شيء وقع؟
نعم، مهما كانت المبررات التي بسطها الابن في شكايته فإن هذه القضية لا ينبغي أن تصل إلى الاعتقال والسجن.
فما هي هذه المبررات التي “أقنعت” هذا “المسخوط” بإرسال والده إلى سجن عكاشة رغم أن الوالد “مرضي” مع هذا الابن واشترى له شقة هنا بالدار البيضاء؟
يقول هذا “المسخوط” في شكايته إن والده اكرى هذه الشقة في غيابه لشخص آخر ب بألفين درهم.
ولأن “المسخوط” لم يلتق يوما ما بمن يذكره بأنه “هو وشقته لأبيه” فقد قال إن والده “سطا” على هذه السومة الكرائية المحددة في ألفين درهم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن “المسخوط” ذهب إلى مكتب وكيل الملك السي نجيم بنسامي ليبلغ عن والده: “أبي نصاب ومحتال وعليكم اعتقاله لأنه سرق لي ألفين درهم”.
وعوض أن يتذكر السي بنسامي أن التشريع في المغرب يستمد روحه من ضمير المجتمع الذي يقدس العلاقة بين الآباء والأبناء، بل إن القانون نفسه لا يجرم أن يسرق الأب ما يأكل من مال ابنه.
السي بنسامي نسي كل هذا وأمر باعتقال الأب فقط لأن هناك شكاية رفعها ابن مسخوط وفاقد للتوازن النفسي بفعل الاستهلاك المفرط للغبرة المخدرة.
وقد خلف اعتقال هذا الأب، الذي جاء بناء على شكاية تافهة، موجة استياء كبيرة وسط قضاة المحكمة الزجرية الذين لم يفهموا دواعي “قرار غامض” حول حياة مواطن إلى جحيم.
بقي فقط أن أقول. إن إرسال مواطن بسيط بمثل هذه التهمة هو مؤشر فعلي على أن جسم القضاء في بلادنا غير معافى وأن السجن أقرب إلى أي مواطن من حبل الوريد.
فيا أيها “المساخيط” أطلقوا سراح الرجل إذا كنتم فعلا تريدون أن تظل قيمة “رضا الوالدين” كقيمة مغربية أصيلة لها مفعول سحري في استقرارنا الأسري.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…