قال الصحافي الصيق معنينو في كتابه “أيام زمان” الجزء الرابع، “.. توفي الأمير مولاي عبد الله.. لم يكن مرض الأمير سرا، فقد كان الرأي العام على علم بما يواجهه من متاعب صحية، وإن كان لا يعرف تفاصيلها.. كان لخبر وفاته الوقع الأليم.. كلفت بتغطية وقائع جنازته في مسجد صومعة حسان، حضر إلى المغرب عدد من الرؤساء، للمشاركة في جنازته ووقف الحسن الثاني أمام نعشه للصلاة عليه.. لكنه انفجر باكيا.. كان بكاؤه مرعبا.. كنت في سيارة النقل المباشر وطلبت من المخرج أن يركز على الحسن الثاني وهو يبكي، طالت اللقطة رغم تحفظ المخرج في شأنها..

في مساء ذلك اليوم، دعاني المدير العام لمكتبه، وأخبرني، “.. بأن الوزير سأله عمن هو المسؤول عن تمرير لقطة الملك وهو يبكي.. اعترفت فورا وقلت هذه لقطة تعكس الجانب الإنساني للملك، وهو يبكي أخاه، كما يبكي أي مواطن أخاه عند فقدانه.. رد على المدير العام: “سأخبر الوزير بهذا الرد ولاشك أنه سيدعوك لمقابلته..”.

علمت فيما بعد أن بعض أعضاء المحيط الملكي استنكروا تلك اللقطة واعتبروها مسّا بشخص الملك وهيبته، .. غير ان اعضاء آخرين رأوا في ذلك المشهد لقطة إنسانية رائعة تعمل في اتجاه محو الإشاعات القائلة بأن خلافات عميقة كانت تبعد بين الأخوين..

ومرت الايام وانتظرت إجراء أو عقابا أو توبيخا، لكني علمت في ما بعد أن الحسن الثاني انحاز إلى جانب من اعتبروا البكاء شيئا طبيعيا في مناسبة أليمة.

التعليقات على معنينو: هكذا أذعت مشهد الملك وهو يبكي فكاد يعاقبني مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار

أطلق حزب الله 160 مقذوفا على إسرائيل، فيما حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي …