جالست سعد الدين العثماني في رمضان المنصرم. في أي سياق جاء هذا اللقاء بين كاتب علماني ورئيس حكومة إسلامي؟
هذا اللقاء الذي جمع عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين واحتضنه منزل عبد الكبير العلوي الإسماعيلي، المدير السابق لمنشورات “زمان”، استدعاني إليه صديقي المفكر محمد سبيلا، فلبيت الدعوة. وكانت فرصة لي لمناقشة سعد الدين العثماني في قضايا فكرية.
نقاشته أساسا في مضمون كتابه الجديد ” التصرفات النبوية السياسية”؟
هو تحدث عن كتاب له يميز فيه بين الدين والسياسة، لست أدري إن كان هو إصداره الأخير أم كتاب آخر.
ما الذي دار بينكما حول هذا الموضوع: التمييز بين الدين والسياسة؟
قلت له إن هذا الموضوع سبقك إليه أبو الحسن الماوردي في كتابه “أدب الدنيا والدين”، كما سبقك إليه القاضي الأندلسي المغربي أبو بكر الطرطوشي، في كتابه “سراج الملوك” حينما ميز بين الأحكام والسياسات، واعتبر أن الأحكام هي ما ينص عليه الشرع والسياسات هي ما رَست عليه جميع الأمم ومنها السابقة على الإسلام. والواقع، وهذا لم أقله للعثماني في هذا اللقاء، فإن هذه المشكلة وضع لها علي عبد الرزاق حلا نهائيا في كتابه “الإسلام وأصول الحكم”.
يعني أنكما –أنت كعلماني وهو كإسلامي- وجدتما أرضية للاتفاق على هذا الموضوع الخلافي بين الإسلاميين والعلمانيين؟
لا، لقد اضطررت إلى مقاطعة العثماني لأنبهه إلى أنه وقع في تناقض عندما طفق يشرح أطروحته التي يميز فيها بين الحياة السياسية والحياة الدينية للرسول، لكنه في فورة الحديث نطق عبارة الدولة الإسلامية، وهنا تدخلت منبها إياه إلى وجود تناقض بين كلامه الأول الذي كان يقول فيه: أنا أميز بين الدين والدولة، وكلامه اللاحق عن الدولة الإسلامية، التي هي مفهوم إسلامي.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…