عبد الله الستوكي
في يونيو 1981، ألقى الحسن الثاني خطابا أمام قمة منظمة الوحدة الإفريقية المنعقد في نيروبي، وأعلن قبوله تنظيم استفتاء في الصحراء لتقرير المصير، الأمر الذي رفضه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بقيادة عبد الرحيم بوعبيد، وهو ما أغضب الملك الذي أمر باعتقال زعيم الاتحاد الاشتراكي واثنين من أهم قياديي الحزب. هذا الأمر لاقى استنكارا حتى من طرف بعض الشخصيات من محيط الملك وأقرب المقربين إليه، وقد اعتبر الحسن الثاني أن معارضة مواقفه من لدن أي كان هي سبة في حقه.
ففي الليلة التي اعتقل فيها عبد الرحيم بوعبيد ومحمد الحبابي ومحمد اليازغي، كنت على مائدة العشاء مع الأميرة للا عائشة، شقيقة الحسن الثاني، فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول: “ما عندوش الحق يدخّل عبد الرحيم للحبس.. لأن سيدنا الله يرحمو (محمد الخامس) كان كيعتبر عبد الرحيم بحال ولدو”. ولم تذكر الأميرة في تعليقها اسم الحسن الثاني ولم تذكر لقب بوعبيد لكن كان مفهوما عمن تتحدث.
أذكر أننا كنا ستة أشخاص في هذا العشاء، وقد أثار انتباهي ردّ الفعل الأميرة للاعائشة، مع أنني كنت أعرف أن عددا من المحيطين بالحسن الثاني آنذاك، ومن بينهم أحمد عصمان والأمير مولاي عبد الله، استنكروا قرار اعتقال الزعيم الاتحادي ورفيقيه.
ومما بلغ إلى علمي، ما حُكي عن أن مولاي عبد الله حينما احتج على قرار شقيقه الملك، أجابه الحسن الثاني قائلا: “إلا ما دخلتيش سوق راسك ندخلك حتى انت معاه للحبس”.. ربما كانت هذه الرواية مبالغا فيها، لكن المؤكد هو أن الأمير مولاي عبد الله عارض قرار شقيقه باعتقال بوعبيد ومن معه وزجهم في سجن ميسور.
حلقة غد مع خالد مشبال:
ليلة استضفت متشردا فاتصل بي الحسن الثاني وأنا على الهواء مباشرة
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…