بعد التصريح الذي أدلى به عبد العزيز أفتاتي، البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، لموقع “الأول” وعبر فيه عن رفضه دسترة حرية المعتقد، تلقى الموقع ردا من المغربي المسيحي، محمد سعيد، من جملة ما جاء فيه: “قال عبد العزيز أفتاتي بخصوص دعوة المسيحيين للتنصيص على حرية المعتقد وإقامة شعائرهم علنا واحتفالهم بأعياد الميلاد (قال) “إن دعاوى هؤلاء المسيحين المغاربة هامشية بالقياس إلى ما يوجد داخل المجتمع، حيث لا جدوى من تضمينه دستوريا خصوصا وأن المجتمعَ المغربي مجتمعٌ منفتح”، واسترسل أفتاتي قائلاً: “إن القانون تؤطره قناعات وقيم وثقافة مجتمعية عامة معينة، بحيث لا يمكن للأمور الهامشية أن تؤطره، كما أنه من الخطأ أن نعالج كل شيء بالقانون، وعلى أصحاب دعوات التنصيص على حرية المعتقد في الدستور أن يستفيدوا من الانفتاح المجتمعي الحاصل والإنكباب على الحوار، عوض الإصرار على القانون الذي يصبح استفزازا لشرائح واسعة داخل المجتمع” – فما معنى هذا الكلام “دعوة المسيحيين دعوة هامشية”؟
وعلق محمد سعيد على تصريح أفتاتي بالقول: “التجلي الأوضح للهامشية عند أفتاتي وغيره هو عندما يضطر للإعتراف بك ككيان موجود تقظ مضجعه، لذلك يدعو دعوتك بـ”الهامشية”، إن فهم عبد العزيز أفتاتي لهاته الدعوة، هو فهم ذاتي تشكله حواسه غير القابلة للأخر، فهو يعبرعن قبيلته السياسية”.
مضيفا: “إن كلام عبد العزيز أفتاتي يبدوا جميلاً لقبيلته وطائفته من المعترضين على ترسيم حرية المعتقد بالدستور… عندي ملاحظتان على هذا الكلام الإنشائي الذي قاله هذا البرلماني المؤدلج”.
وأكد المسيحي المغربي: “خطاب الإقصاء هو الخطاب الذي كان ولا يزال يسعى إلى اعتبار المجتمع المغربي له قناعات عامة قسرا بواسطة إديولوجية الجنجويد الميتة، فأفتاتي وأمثاله ينكرون حرية المعتقد نهارا ويؤسسون لها ليلاً كما في وثيقتهم الداخلية في مؤتمرهم الأخير”.
وتابع محمد سعيد رده على أفتاتي بالقول: “إذا كان عبد العزيز أفتاتي يعتبر المجتمع المغربي فيه تعددية حقا ومتسامح – فلماذا لم أقرأ له يوما ما يدل على إيمانه بالتعددية كدعوة إلى تطبيق مقتضياتها من داخل الدستور الرسمي؟ حرية المعتقد يجب أن تحمى بالدستور والقانون والسياسات العمومية، لا بمجرد استغلال الشعارات للتهجم على المخالفين لما يراد أن يكون له الدين الواحد”.
فعبد العزيز أفتاتي وغيره من السياسين- يقول المسيحي المغربي- يعبرون بمثل هاته التصريحات عن “الفكر العاجز” الذي يعجز عن مواجهة ما يناقضه من أفكار بشكل مباشر و يلجأ بدل هذه المواجهة لاستعمال استراتيجيات التحصن الذاتي الإنهزامي… من استراتيجيات التحصن الذاتي الإنهزامي التي يستعملها الفكر العاجز أن يُعيب الأفكار والمقترحات التي يعجز عن مواجهتها بمجمل الكلام، كأن يقول كما قال أفتاتي عن دعوة المسيحيين بأنها “هامشية”، فلا يصح مثل هذا الإعتراض إلا إذا بين صاحبه على وجه التحديد ما يعيب هاته الدعوة الحقوقية التي سماها بـ”الهامشية”، أو ما كان سيكسبه كلام المخالف لو أن كلامه اتصل بالواقع حسب تعبيره”.
وهاجم الناشط المسيحي القيادي الإسلامي قائلا: “إن الفكر العاجز يبحث دائما عن ذريعة للهروب من أمام الفكر المخالف، إن المعترض عن ترسيم حرية المعتقد دستوريا، يمثل هذا الفكر العاجز، ويمكننا أن نسميه بالفكر الأعمى أيضاً – فما هو الفكر الأعمى؟ الفكر الأعمى هو الذي لا يرى إلا ما يراه الغوغائيون، فلا يستطيع إلا أن يعيد إنتاج كلامهم، وأفكارهم بكلمات مطرَزة منمقة، لذلك فالفكر الأعمى الذي يمثله عبد العزيز أفتاتي وغيره أقدر من غيره على حشد الجماهير وتجيشها… لكن الأعمى عندما يقود الأعمى يسقطان معا في حفرة”.
كما انتقل المسيحي محمد سعيد لانتقاد الفكر الإسلامي، حين قال: “فهذا الفكر هو سمة الإسلام السياسي عندنا، وهو فكر يفترض بأن لا نفع يرجى من الإنصات إلى المخالف، لأن هذا المخالف غير قادر على الإتيان بالجديد المفيد، لذلك فالإنسان الأعمى أو المنغلق يجمع في شخصيته بين التكبر (ما يحتمله موقفه من احتقار المخالف) والأنانية (بما يحتمله موقفه من تمركز على الذات) وكثرة الوهم (بما يحتمله موقفه من سوء تقدير لما يقدر المخالف أن يأتي به)… فموقف أفتاتي من المسيحيين المغاربة يمثل الفكر المنغلق، وهو موقف إنتحاري”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…