رضوان الحسني
قامت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني مؤخرا بتمديد الفترة المخصصة لإعادة التوجيه الخاصة بسلكي الجذوع المشتركة المهنية و مسالك الباكالوريا المهنية إلى غاية 22 من شهر أكتوبر الجاري. وبررت الوزارة هذه الخطوة بكون هذا الإجراء يدخل في إطار تفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2013 سيما عملية إرساء الباكالوريا المهنية بالتعليم الثانوي التأهيلي وتوسيع مسالكها لتشمل كما تقول الوزارة قطاعات مهنية متعددة على المستوى الوطني استجابة لطلبات الشركاء المعنيين وحرصا من الوزارة على تعزيز و تقوية المسارات المهنية. إلا أن هذه العملية تعرف ارتباكا واضحا في عملية التنزيل بالنظر إلى عدم اتضاح الرؤية لدى الآباء و التلاميذ حول الباكالوريا المهنية. وذلك بعد إحداث 6 مسارات مهنية جديدة بالسلك الإعدادي ومواصلة إرساء البكالوريا المهنية وتوسيع مسالكها لتصل إلى 22 مسارا مهنيا، علما أن 19 مسلكا تم إحداثه في نظام البكالوريا المهنية برسم السنتين الدراسيتين 2014-2015 و2015-2016، والتي تنتظم في أربعة أقطاب كبرى : قطب الهندسة الكهربائية والمعلوماتية وقطب الهندسة الميكانيكية وقطب الخدمات وقطب البناء والأشغال العمومية، ثم قطب الفلاحة.
تنويرا للرأي العام حول هذا الموضوع اتصل موقع “الأول” بالأستاذ عبد العزيز سنيهجي الخبير و الباحث التربوي المتخصص في مجالات التوجيه المدرسي و المهني، الذي أكد أن التمديد الذي أقدمت عليه الوزارة يتعلق في بُعده الأول بحصيلة التوجيه نحو جذوع ومسالك البكالوريا المهنية برسم الموسم الدراسي 2015-2016، والتي لم تكن بحسب رأيه حصيلة مقنعة مقارنة مع ما وفره مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من عروض مهنية ومقاعد بيداغوجية، التي لم تخضع لآليات التفاوض والتعاقد بين الأطراف الشريكة جهويا وإقليما، مما جعل العروض التكوينية المقدمة جد طموحة ومتقدمة مقارنة بما كان معمولا به في السنة الماضية. وأكد سنيهجي أنه تم تسجيل تأخر صدور الدورية المنظمة للتوجيه المهني رقم 16/23، والتي فتحت باب الاجتهاد أمام الأكاديميات في ظل فراغ تنظيمي وخلل مسطري، مما بدأ يفرض على الأكاديميات الجهوية الإسراع في وضع وبلورة خطط عمل جهوية تشاركية بامتداداتها الإقليمية والمحلية لتنزيل مقتضيات الدورية عبر جرعات ومراحل ومساطر خاصة .
ويرى سنيهجي أن لهذا التمديد بعد ثان يندرج في إطار الرفع من سقف العرض التكويني لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل دون مراعاة للإمكانات المادية والبشرية واللوجستيكية المتوفرة ميدانيا، ودون استحضار لخريطة المؤسسات المحتضنة لهذه المسالك المهنية ومدى قربها أو بعدها من مراكز التكوين لتسهيل تنقل التلاميذ. وقال سنيهجي إن إنجاح هذه التجربة رهين بالتدرج والتأني في التنزيل الميداني، لأننا بصدد القطع مع منطق يقوم على ثنائية في التوجيه “آداب / علوم” لصالح منطق آخر يستحضر إمكانات التوجيه وإعادة التوجيه إلى المسارات والمسالك المهنية كخيارات قائمة الذات إلى جانب باقي الخيارات، وأن هذه التوجهات المهنية الجديدة تقوم أساسا على تثمين وتعزيز التكوين بالمسارات والمسالك المهنية، وتصحيح الثملات التي علقت بالتكوين المهني لفترة طويلة. مما يفرض -حسب نفس المتحدث- إعمال مقاربة تزاوج بين الجوانب الكمية والجوانب الكيفية بحثا عن تكييف أمثل للعروض المهنية مع الطلب الاجتماعي على هذا النمط من التكوين، وتوفير كل المستلزمات وشروط نجاح التجربة.
اما البعد الثالث لهذه العملية فقد أكد الخبير التربوي أنه يستحضر في جزء منه سياق الدخول التربوي الذي تزامن مع عطلة عيد الأضحى وما نتج عن ذلك من تأخر التحاق التلاميذ بالدراسة وخاصة في الثانوي التأهيلي، حيث كان يفترض أن يتم تعزيز حصيلة التوجيه إلى الجذوع والمسالك المهنية عبر الفترة العادية لإعادة التوجيه الممتدة إلى نهاية شهر شتنبر2016 كما ورد في مقتضيات المقرر المنظم للسنة الدراسية، لكن هذه العملية لم تفض إلى ذلك التحسن المأمول في أعداد التلاميذ الملتحقين بهذه الجذوع والمسالك المهنية. وأمام هذا الواقع يقول عبد العزيز سنيهجي لم يبق أمام الوزارة إلا العمل على تمديد فترة الترشيح إلى غاية 22 أكتوبر 2016 أملا في تحسين حصيلة إعادة التوجيه للبكالوريا المهنية.
و حول الخلاصات التي يُمكن استنتاجها من هذه العملية فقد أكد سنيهجي أن المعطيات الميدانية، تفرض على الوزارة الوصية إن هي أرادت ربح رهان الأهداف الكمية والنوعية للخطة الاستراتيجية للارتقاء بالتكوين المهني في أفق 2021، وتحسين نسب التحاق التلاميذ بهذه المسالك ودعم توجيههم نحوها، عليها أن تقوم بتعبئة شاملة ويقظة حول هذه الخيارات المهنية الجديدة يشارك فيها مختلف الفاعلين التربويين والاجتماعين والمدنيين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، مع توفير شروط ومستلزمات النجاح لتجربة البكالوريا المهنية (النقل المدرسي، مراكز الإيواء، مأسسة الدعم التربوي في اللغة الفرنسية، المواكبة والتتبع، تقييم التجربة بشكل مستمر، توضيح وتدقيق الآفاق المهنية، مراجعة مكونات النموذج البيداغوجي ، ضبط خريطة المفاهيم المتداولة حول هذه التجربة، تدارك النقص الفظيع في أطر الاستشارة والتوجيه، مراجعة الإطار التشريعي والتنظيمي للمؤسسة التعليمية و لمجال التوجيه المدرسي والمهني، إعداد خرائط تربوية ومهنية مندمجة …).
قرعة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات (المغرب 2024).. لبؤات الأطلس في المجموعة الأولى إلى جانب كل من الكونغو الديمقراطية والسنغال وزامبيا
أسفرت قرعة كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب 2024)، التي جرت اليوم الجمعة بمركب محمد السادس …