بنكيران محظوظ بخصومه.. وغضب الملك على زعيم المعارضة المفترض وطائرته الخاصة يقدم هدية “قيمة” له.. التحديات القادمة تتجاوز تشكيل الحكومة.. والصحافة المغربية هي البرلمان الحقيقي
بعد نقله خبرا عن موقعنا “الأول”، بعنوان: “المغرب: الملك غاضب من زعيم الاصالة والمعاصرة بسبب طائرته” هذا رابطه:
http://www.raialyoum.com/?p=548135
عاد الصحفي والكاتب عبد الباري عنوان لكتابة افتتاحيته اليوم على موقعه “رأي اليوم” قال فيها:
إذا صحت الانباء التي تحدثت عن غضب العاهل المغربي محمد السادس من جراء تنقل امين عام حزب الاصالة والمعاصرة، السيد الياس العمري، الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وبات يطلق عليه “حزب الملك” بطائرة خاصة اثناء حملته الانتخابية ودون الحصول على تصريح رسمي، فان هذا الغضب يصب في مصلحة الملك، مثلما يصب في مصلحة السيد عبد الاله بنكيران، زعيم العدالة والتنمية الإسلامي.
نشرح اكثر ونقول، ان الغالبية العظمى من سكان المغرب هم تحت خط الفقر، وتعاني نسبة كبيرة منهم من البطالة وشظف العيش، وعندما يقرأون ان زعيم الحزب المذكور، أي الاصلة والمعاصرة، يتنقل بطائرة خاصة، وبغض النظر عن حصولها على ترخيص من عدمه، فإنهم ينحازون، او نسبة كبيرة منهم الى حزب السيد بنكيران، الذي تعرض طوال الاعوام الماضية الى حملات انتقاد شرسة من قبل كتاب مغاربة ركزت على سلبياته، ومن بينها فضائح جنسية تورط فيها بعض قياداته (بعضهم نشر مقالاته في هذه الصحيفة).
بنكيران الذي فاز حزبه في الانتخابات الأخيرة، ويعكف حاليا على اجراء مشاورات مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد تكليفه رسميا من قبل الملك، رجل بسيط اقرب الى رجل الشارع المحبط المعدم، ولذلك يعرف كيف يخاطبه، ومن شاهده وهو يقود سيارته بنفسه في احد اللقطات على شبكة “يوتيوب”، ويردد خلف السيدة ام كلثوم احدى اغنياتها، يدرك ما نقول.
صحيح ان السيد الياس العمري رجل اعمال ميسور، ينفق على حملته الانتخابية من جيبه الخاص، ويملك من المال ما يمكنه من التنقل بطائرة خاصة، ولكن هناك من يصفه بأنه ليس دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية، والمغرب ليس أمريكا.
ربما تكون هناك تحفظات لدى البعض على سير الديمقراطية المغربية، او حتى على الحكم المغربي وبعض سياساته، وخاصة تلك التطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، او المتعلقة بالمشاركة في حرب “عاصفة الحزم” في اليمن، وهي تحفظات مشروعة، وصحيحة، ولكن لا بد من الاعتراف بأن الانتخابات الأخيرة شهدت الحد الادنى من النزاهة والشفافية، وفاز فيها بالمرتبة الأولى من استحق الفوز ودعم الناخب المغربي، او قطاع عريض منه.
السيد بنكيران سيواجه تحديات كبيرة في الأسابيع والاشهر المقبلة، ليست محصورة فقط في تشكيل حكومة ائتلافية قوية، وانما وضع برامج واجندات، تحقق التنمية الاقتصادية، وتوفر الوظائف للعاطلين عن العمل، وترفع مستويات المعيشة للفقراء المعدمين، واختيار فريق العمل الكفوء القادر على ترجمة الوعود الانتخابية على ارض الواقع.
السلطة الرابعة في المغرب، أي الاعلام والصحافة، التي لعبت دورا رقابيا متقدما، وحاسبت الحكومة على كل صغيرة وكبيرة، تستحق التقدير والاحترام، ويجب ان تواصل مهمتها في النقد والتصويت والتعبير عن المواطن المغربي وهمومه وطموحاته.
“راي اليوم”
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…