تنتظر آلاف الأطنان من مساعدات الإغاثة المرسلة إلى غزة على متن الشاحنات الخميس أمام معبر رفح الحدودي أو في مدينة العريش بشمال سيناء في مصر، للسماح بدخولها إلى القطاع المحاصر غداة اتفاق بين الرئيسين المصري والأميركي.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر يتعرض قطاع غزة إلى قصف متواصل وحصار كامل من جانب اسرائيل بعد أن شنّت حركة حماس هجوما على الدولة العبرية أوقع أكثر من 1400 قتيل معظمهم من المدنيين.
وأدى القصف الاسرائيلي المتواصل إلى مقتل 3478 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين الفلسطينيين، حسب السلطات المحلية في القطاع الذي تحذّر منظمة الصحة العالمية من حدوث “كارثة” انسانية فيه.
وتحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس الخميس عن انتظار “حوالي 150 شاحنة أمام معبر رفح”، فيما تنتظر مئات الشاحنات في مدينة العريش.
ويحذّر سائقو الشاحنات من أن لديهم ضمن المساعدات مواد غذائية قد تعرض للتلف بسبب الانتظار لفترات طويلة، على ما أفاد شهود عيان.
وأعلنت القاهرة فجر الخميس أنّ الرئيسين المصري عبد الفتّاح السيسي والأميركي جو بايدن اتّفقا خلال مكالمة هاتفية على “إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام”، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
ولم يحدّد البيان المصري متى سيبدأ دخول المساعدات للقطاع، لكنّه أتى بعيد إعلان بايدن أنّ السيسي وافق على السماح بإدخال 20 شاحنة كدفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر رفح إلى القطاع المحاصر الذي يقطنه 2,4 مليون شخص.
وتوقع بايدن ألا تعبر هذه الشاحنات قبل الجمعة على الأرجح لأنّ الطريق حول المعبر يحتاج لتصليحات.
ومنذ بداية الحرب تم قصف الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، الممر الوحيد لقطاع غزة الى العالم الخارجي غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، أربع مرات الأمر الذي دفع الجانب المصري إلى اغلاقه مؤقتا واجلاء الموظفين.
والأربعاء أكد السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس أن مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي منذ بداية الحرب بين حركة حماس واسرائيل، مشيرا إلى أن “التطورات على الأرض والقصف الاسرائيلي” تسببا بذلك.
كما دخلت بعض المعدات المصرية إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، على ما أفاد شهود عيان الاربعاء، استعداد للقيام بعمليات تمهيد الطرق من أجل عبور الشاحنات، ولكن لم يبدأ العمل حتى الآن.
ووصل الخميس إلى القاهرة وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي والتقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث تطورات الأوضاع بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، ومن المقرر أن يصل لاحقا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.