انطلقت زوال اليوم الخميس بالرباط، فعاليات المؤتمر الثقافي “دخلت مرة الجنينة” الذي ينظمه الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، بتعاون مع مركز (كولت) للفن المعاصر والنشر، وبشراكة مع مؤسسة هبة.
ويعد هذا المؤتمر الذي يحتفي بالحديقة والفعل الثقافي في العالم العربي، الحلقة الثانية في سلسلة المؤتمرات التي ينظمها صندوق (آفاق) بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه، بعد المؤتمر الأول الذي أقيم في برلين في يناير 2023 تحت عنوان ثقافة الفضيحة.
وقالت المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، ريما المسمار، في كلمة خلال افتتاح هذا الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام، إن هذا المؤتمر يشكل استمرارية للقاءات دأب الصندوق على تنظيمها منذ سنة 2016، بهدف فتح النقاش والتفكير في الأسئلة الملحة ذات الصلة بالإنتاج الفني في العالم العربي.
وأوضحت المسمار أن الهدف يتمثل في إثارة النقاش حول الأعمال الفنية والإبداعية في المنطقة العربية، وتكريس دور الفعل الثقافي باعتباره أرضية خصبة للاحتجاج والنقد وساحة لمواجهة الاستقطابات الحادة في الإعلام والسياسية وضد خطابات الكراهية والعنصرية التي يحفل بها العالم اليوم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت المسمار إن اختيار مدينة الرباط لاحتضان هذا الحدث يأتي رغبة من الصندوق في تعزيز حضوره بالمغرب، وكذا لكون عاصمة المملكة معروفة بالحدائق و”الجنائن”، معربة عن الأمل في أن يشكل هذا المؤتمر “جسرا للتلاقي بين المغرب والمشرق وكل التنوعات الموجودة بالعالم العربي”.
من جهته، قال المدير العام لمؤسسة (هبة)، مروان فشان، إن مساهمة المؤسسة في تنظيم مؤتمر “دخلت مرة الجنينة” يأتي تكريسا للمهمة التي تضطلع بها منذ إحداثها سنة 2006، والمتمثلة في دعم الفنانين الشباب والترويج لإبداعاتهم.
واعتبر أن العمل المشترك مع الصندوق العربي للفنون والثقافة يعزز هذه المهمة باعتباره يوفر تكوينات ويتيح الحركية للمبدعين الشباب ويمكن من دعم إنتاجهم الفني ونشر إبداعاتهم على المستوى الدولي، موضحا أن المؤتمر يشكل فرصة للجمعيات والفاعلين الثقافيين للتفاعل مع مسوؤلي الصندوق والإفادة منه.
وأضاف فشان أن اختيار الرباط لاحتضان المؤتمر لم يأت اعتباطا ، فهي مدينة أصبحت اليوم بمثابة حديقة غناء مفتوحة وتحتضن فضاءاتها الخضراء العديد من الأنشطة، مشيرا إلى أن هذا الحدث يعرف مشاركة أزيد من عشرين فنانا وفنانة من دول مختلفة.
من جهتها، أبرزت ياسمينة ناجي، عن مركز (كولت) للفن المعاصر والنشر، أهمية المؤتمر باعتباره يجمع فنانين وأكاديميين وباحثين ونقاد وشعراء وموسيقيين في وقت واحد، معربة عن شكرها لجميع الشركاء الذي جعلوا هذا الأمر النادر الحدوث ممكنا.
وحسب المنظمين، فإن مقاربة الثقافة والفن العربيين من منظار (الحديقة) تتيح مواصلة القراءة النقدية لإنتاج المعرفة ولتشكل الجماعات في المنطقة وفي المهجر، في زمن يتسم بتجارب الفقد والانهيار المناخي. فالعودة إلى الحديقة هي محاولة لإعادة تفعيل الحواس واستنباط أشكال جديدة للمعرفة والتخيل في هذا المفصل التاريخي”.
وبحسب المصدر ذاته، تمثل “الحديقة” ثيمة مركزية واسعة الانتشار في الثقافة العربية، إذ نجدها في التخييلات الشعرية والأدبية والموسيقية والبصرية والمعمارية من العصور القديمة وحتى العصر الحديث، مبرزا أن الحدائق اضفت حياة على لغة وعلى عقيدة، من صور الواحات في الصحراء وصولا إلى تجسيد الفردوس، كما أعطت أسماءها لمدن عربية مثل “الرياض” و”عدن،” على سبيل المثال.
ويشارك في هذا الملتقى أكاديميون وشعراء وروائيون ومخرجون ومؤدون بهدف إعادة النظر في مفهوم الحديقة كما يتمظهر في فضاءات مختلفة من الإنتاج الفكري والثقافي في العصر الحاضر، وهو عصر الخروج من الأفكار والممارسات الاستعمارية والانهيار المناخي والانقسام السياسي الحاد.
ويتضمن برنامج التظاهرة العديد من الأنشطة بما في ذلك ندوات وأمسيات شعرية وعروض أفلام وعروض فنية.
لقجع وبوريطة يؤكدان “التزام” وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية
أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين في الخارج، وف…