تواصل الأسعار صعودها “الصاروخي”، تزامناً مع اليوم الثاني من شهر رمضان الذي يشهد إقبالاً كبيراً على مختلف المواد الغدائية، خصوصاً الخضر والفواكه وغيرها من ضروريات الشهر الكريم.
ويبدو أنّ هذه السنة، ستختفي مجموعة من المأكولات من مائدة أغلب الأسر المغربية خلال رمضان، بسبب الغلاء، فبالرغم من تطمينات الحكومة وتصريحات وزيرة المالية، نادية فتاح الثلاثاء الماضي أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، وتأكيدها على أنّ الأسعار ستنخفض في الأيام القليلة الماضية تتزامناً مع بداية رمضان، إلاّ أن المغاربة صُدموا بأسعارٍ “فاقت المتوقع”.
وعاين “الأول” في بعض الأسواق الشعبية بمدينتيّ الدار البيضاء والمحمدية، عزوفاً عن شراء الخضر بالشكل المعتاد خلال شهر رمضان، نظراً لإرتفاع أسعارها.
وحسب مجموعة تجار من أحد الأسواق الشعبية بحي سباتة، أكدوا أن هناك ضعف في الإقبال على شراء الخضر، بالنظر إلى ما اعتاد عليه المغاربة خلال شهر رمضان، بل إنّ منهم من أصبح يشتري (كيلو مخلط) عبارة عن كيلوغرام مكون من مختلف الخضر، والبعض الأخر خفّض من كمية ما يقتنيه عادةً، أيّ عوض أن يشتري كيلوغراماً أو أكثر، يكتفي بربع كيلوا من الطماطم أو البصل أو البطاطس، وهي خضر أساسية في المائدة المغربية من دون الحديث عن اللحوم بمختلف أنواعها، لأنها أصبحت بالنسبة لـ”المقهورين” من الكماليات.
وغير بعيد عن مدينة الدار البيضاء، في سوق “الجوطية” بالمحمدية، الأسعار وصلت للقمة، حيث بلغ البصل 18 درهم، والطماطم 12 درهم، البطاطس 15 درهم، الفلفل 17 درهم، وهناك نوع أخر من الفلفل بلغ 20 درهم، والحد الأدنى بالنسبة لثمن البيض 1.50 درهم للبيضة، أماّ الفواكه فتلك حكاية أخرى.
“أغلب “الخضارة” عوّضوا خضرهم بالفواكه، نظراً لغلاء أسعارها.. وباش ما نتحاكوش مع الزبناء.. ناس مقصحة بزاف”، هكذا قال أحد تجار الخضر الذي تحول إلا تاجر فواكه لـ”الأول”، “على الأقل الفواكه كانت ديما غالية”، يضيف؛ وزاد آخر: ” واحد السيد سولني على الليمون قلت ليه 8 دراهم هو يجاوبني خليه عندك وخا يهضر معايا ما نشريهش”. الكلّ مستاء من الأسعار سواء البائع أو الزبون.
ويمكن أن تلاحظ أن النساء يمسكن بقففهنّ الفارغة، وهن يتنقلن بين “كراريس” الخضر، قبل ساعات قليلة من أذان المغرب، يحاولن أن يجدن شيءً يملأن به تلك القفف من دون جدوى؛ صحيح أنّ هناك بين الزبائن من ضغط على نفسه واشترى ما يخصه، مثل أحدهم الذي قال إنه يشتغل في شركة خاصة تعمل في مجال المعلوميات، هكذا قدم نفسه، تحدث لـ “الأول” قائلاً: “ليس لدي خيار، أعرف أنني لن أستطيع أن أتحمل ما تبقى من أيام في الشهر لكن ماذا سأفعل لا يمكنني أن لا أشتري المواد الأساسية لأولادي.. حسبي الله ونعم الوكيل”.
بالموازاة مع هذا المشهد الذي تكرّر في مختلف المدن. بل الأكيد أنه كان أكثر “عتمة” و”سوداوية” في بعد المداشر والقرى النائية، خرج الوزير والناطق الرسمي بإسم الحكومة، مصطفى بايتاس، وبدا “عاجزاً عن تبرير ما يحصل”، بحيث لم يعطي أملاً للملايين من المغاربة الذين ينتظرون من الحكومة التي أغرقتهم بالوعود حول “الدولة الاجتماعية”، بأن تطمئنهم على الأقل من مصير يبدو مجهولاً خصوصاً مع تفاقم “الأزمة”.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …