بعد خوضه لصراع محتدم مع التداعيات الوخيمة للأزمة الصحية العالمية، استعاد قطاع السياحة عافيته في سنة 2022، لاسيما بفضل إعادة فتح الحدود وتخفيف القيود على السفر.
وهكذا، تميزت سنة 2022 بالعديد من المبادرات التي اتخذها مختلف الفاعلين في السياحة الوطنية بغية تمكين القطاع الحيوي من استعادة بريقه لما قبل الأزمة، من خلال إزالة الحواجز للولوج إلى التراب الوطني واستئناف الحركة البحرية بين المغرب وإسبانيا.
هذه الإجراءات، التي حظيت بإشادة مهنيي القطاع، مكنت الوجهة المغربية من استعادة المكانة التي تستحقها ضمن الساحة السياحية الدولية، وجذب وفود سياحية مهمة.
وقد ساهمت عملية “مرحبا”، التي تعد التفاتة ملكية بالغة الأهمية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والتي انطلقت في شهر يونيو الماضي، إلى حد كبير في تميز أداء الموسم الصيفي الذي تزامن مع عيد الأضحى.
بالإضافة إلى ذلك، أسهم قرار إطلاق التأشيرات الإلكترونية صوب المغرب، الذي يندرج في إطار الترويج للوجهة المغربية وتنويع العرض السياحي، في الرفع من الثقل الذي رزح على كاهل مهنيي السياحة.
كما اضطلعت الحملة التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة “المغرب، أرض الأنوار” بدور هام في تثمين العلامة التجارية المغربية حول العالم.
وفي المحصلة الرقمية، بلغت الإيرادات السياحية 62,2 مليار درهم عند متم شتنبر 2022، بزيادة نسبتها 149,9 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقا لمديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية.
وسجلت هذه الإيرادات معدل استرجاع، مقارنة بمستواها السابق للأزمة، نسبته 103,5 في المئة.
وبرسم الفصل الثالث 2022، بلغت هذه الإيرادات مستوى قياسيا قدره 34,8 مليار درهم، مسجلة معدل استرجاع قدره 130,6 في المئة.
وسجل عدد السياح الوافدين إلى الوجهة المغربية رقما قياسيا إذ بلغ 7,7 مليون سائح، في حين بلغ عدد ليالي المبيت، المسجل في مؤسسات الإيواء المصنفة، 13,3 ملايين ليلة مبيت، وهو ما يمثل على التوالي 76 و69 في المئة من مستواها لما قبل الأزمة.
وخلال الفصل الثالث 2022، تم استرداد 91 في المئة من مستوى ما قبل الأزمة على مستوى الوافدين وليالي المبيت، بعد 88 و71 في المئة على التوالي خلال الفصل الثاني لـ2022.
بدورها، سجلت حركة النقل الجوي بدورها انتعاشا هاما، إذ تشير الأرقام الأخيرة للمكتب الوطني للمطارات إلى استقبال 16.546.802 مليون مسافر في مجمل مطارات البلاد خلال الشهور العشرة الأولى من هذه السنة، أي بمعدل استرجاع قدره 79 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019.
أظهر القطاع السياحي الوطني صمودا كبيرا وتمكن من التعافي بأفضل صورة خلال هذه السنة 2022، وذلك بفضل سلسلة من المبادرات التي نفذتها السلطات المختصة بالشراكة مع المهنيين، مما مكن النشاط السياحي من استرداد مستوياته لما قبل الجائحة.