بلغت الاستفزازات والتصعيد ضد المغرب من طرف حكام الجارة الشرقية الجزائر ذروته في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعد خروج الرئاسة الجزائرية نفسها باتهامات للمغرب باستهداف شاحنتين جزائريتين أثناء تنقلهما بين نواكشوط (موريتانيا) وورقلة، الحادثة التي قضى على إثرها 3 قتلى، وهو الأمر الذي نفاه الجيش الموريتاني.
الجزائر وعلى لسان رئاستها قالت إنها ستردّ، مشيرةً إلى أن الواقعة التي تتّهم من خلالها المغرب، ” لن تمضي دون عقاب”، مشيرةً في بيانها إلى أن “مجموعة من العناصر تشير إلى ضلوع المغرب”، وهو الأمر الذي نفاه مصدر مسؤول مغربي لوكالة الأنباء الفرنسية، حيث أكد على أنه “إذا كانت الجزائر تريد الحرب، فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”، مديناً “الاتهامات المجانية” ضد المملكة.
وأضاف: “إذا كانت الجزائر ترغب في جر المنطقة إلى الحرب من خلال استفزازات وتهديدات، فإن المغرب لن ينساق وراءها.. المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”.
الجزائر واصلت منذ مدة سلسلة من الاتهامات ضد المغرب، والجميع يتذكر كلام المسؤولين والإعلام في الجزائر بخصوص الحرائق التي اندلعت في الجزائر، ثمّ الحديث على دعم المغرب لـ”مؤامرة” ضدّ وحدة الجزائر عن طريق دعم عناصر من داخل التراب الجزائري، والجميع تابع “تحقيقاً” نشره التلفزيون الجزائري، والذي لم يردّ عليه المغرب.
وبينما المغرب أكد في العديد من المحطات، وعبر الخطب الملكية، أخرها خلال الخطاب الملكي لعيد العرش لسنة 2021، على رغبته في مدّ يده للتعاون وتجاوز الخلافات مع الجزائر، وتبني سياسة اليد الممدودة، يواجه في كل مرة بهذه الاتهامات ومحاولة جرّه إلى حرب قد تعصف بالمنطقة وباستقرارها.
وستكون حسب العديد من المتتبعين، تكلفة الحرب جدّ باهظة، فالمنطقة تعيش على وقع تهديدات من الجماعات الارهابية، من جهة، ومطامع للعديد من القوى العالمية، التي تريد الاستمرار في بسط نفوذها وحضورها على حساب مصالح الشعوب، وهو ما يجعل فكرة الحرب “انتحارية”، والمستفيد منها هو من لم يحقّق تطوراً ولا مكاسب اجتماعية واقتصادية يخاف عليها، و”راكم فقط الفشل تلو الفشل”.
من جهته أوضح المحلل السياسي، حسن بلوان، لـ”الأول” أنه بـ”الرغم من كل هذه الاستفزازات فمن الاكيد أن المغرب سيحافظ على هدوئه ولن ينجرّ وراء هذه الاستفزازات التي تقودها الجزائر، لأن المغرب يتبنى سياسة مبدئية قوامها الهدوء التام من أعلى سلطة، والردّ يكون في الميدان وليس بالمهاترات الإعلامية”.
وتابع ذات المتحدث، “من جهة أخرى المغرب يستعد أيضاً لجميع الاحتمالات في المستقبل، إنه يستعد من خلال تقوية منظومة مؤسساته الدستورية وتقوية جبهته الداخلية وبنيته التحتية والعسكرية أيضاً هذه الأخيرة أصبحت تتثير غضب الجزائر مؤخراً”.
وأكد المحلل السياسي، والخبير في العلاقات الدولية، الجزائر تعيش أزمة داخلية يعرفها الجميع وتبحث دائماً عن عدوّ مفترض لاتهامه وجعله شماعة تعلق عليه فشلها في تدبير الملفات الاجتماعية والسياسية الداخلية، وقد ظهر جلياً ذلك من خلال العديد من الأحداث بدايةً باتهام المغرب بالوقوف وراء الحرائق التي اندلعت في منطقة القبائل، وبعدها تفجير لغم فوق الأراضي الجزائرية ووفاة أحد المواطنين، بعدها ما تحدث عنه من الإعلام الجزائري الرسمي عن تفكيك خلية كانت تنوي القيام بمؤامرة والتي لها علاقة بالمغرب، وغيرها من المحاولات التي لم تنجح”.
وأضاف: ” ومن المستبعد جداً أن تكون هناك دوافع من جهات خارجية وراء حملة التصعيد والاستفزاز الجزائرية ضدّ المغرب وكلها دوافع ناتجة عن فشل وأزمة داخلية وخوف من التطور الذي يشهده المغرب، خصوصاً عسكرياً وحصوله على الطائرات المسيرة والتي تمّ استعمالها ضد البوليساريو، ومن جهة أخرى المغرب ينهج سياسة انفتاح على كل القوى العالمية، على قاعدة رابح رابح، بما فيها روسيا والصينـ ناهيك عن حلفائه الغربيين الذين تربطه بهم علاقة قوية اقتصادياً وسياسياً”.
وأكد ذات المتحدث على أن ” العقيدة المرضية التي تتحكم في حكام الجزائر، وهي العداء تجاه المغرب، بالإضافة إلى الاختراقات الأخيرة للمغرب دولياً بالنسبة لقضية الصحراء، جعلتهم يتجهون نحو التصعيد، لكن المغرب في المقابل يظهر هدوءً كبيراً في إطار سياسته المبدئية دائماً”.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …