لم تتوقع قيادة حزب العدالة والتنمية النتائج التي تحصل عليها الحزب خلال الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء، الخاصة بمجلس المستشارين، حيث أنهم كانوا يتوقعون نتائج أقل من التي تحصل عليها حزبهم (3 مقاعد)، بعد السقوط المدوي خلال الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة، ومنهم من طالب بعدم قبول المقاعد معتبراً أنها “مقاعد حرام سياسيا”، و”مشبوهة ومريبة”.

وفي ذات السياق قال نجيب بوليف، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن “اليد الخفية التي تدخلت في نتائج انتخابات العدالة والتنمية لـ8 شتنبر تعيد الكرة يوم 5 اكتوبر!؟!؟.. هزلت…”.

وعلى نفس المنوال توالت ردود أفعال قيادات البيجيدي وأعضاء الحزب، حيث قال عبد الصمد الادريسي، عضو الأمانة العامة للحزب في تدوينة له، “فعلا هي انتخابات من القرن الماضي.. وتبقى نتائجها غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية..
لا يمكن لمن سلب في 8 شتنبر أن يعطي في 5 أكتوبر.. إنهم يدفعون في اتجاه مزيد من قتل السياسة وفقدان الثقة في السياسيين..
وجب رفض هذا العبث ورفض العطية في السياسة وعدم قبول المقاعد الحرام سياسيا..”.

أيضاً، علق حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب ال”البيجيدي” على نتائج حزبه الانتخابية قائلاً: ” الأصوات والمقاعد التي يتم تداولها لصالح حزبنا في انتخابات مجلس المستشارين (فئة ممثلي اعضاء مجالس الجماعات الترابية) ليست لنا.. وعلى قيادة الحزب أن ترفضها وتتبرأ منها، أو تنسحب فورا من السياسة!”.

أما القيادية في الحزب والبرلمانية السابقة أمينة ماء العينين، فقد كتبت تدوينة مطولة، نشرتها  على “فايسبوك”، وقالت فيها: ” بالنسبة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب: تم الإعلان وفق نتائج أولية عن فوز النقابة بمقعدين مستحقين بعد عمل كبير ومجهود جبار قام به المناضلات والمناضلون، ولو أن عدد مندوبينا صوت كاملا لكانت النقابة قد حصلت على عدد أكبر من المقاعد دون احتساب المستقلين الذين كان جزء منهم يصوت لصالح النقابة في الانتخابات الماضية.. هنيئا للأخ العزيز خالد السطي والأخت لبنى العلوي مع أخلص المتمنيات بالتوفيق من الله”.

وتابعت ماء العينين، “بالنسبة لحزب العدالة والتنمية: الحصول على ثلاث مقاعد في ثلاث جهات بعدد من الأصوات يفوق ما حصلنا عليه في نكسة 8 شتنبر بعشر مرات حتى أننا – ويا للعجب- تصدرنا النتائج في جهتين متبوعين بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي “اكتسح” مجالس الجماعات والجهات أمر غير مفهوم، فكيف يعقل ذلك؟.. من وَجَّه منتخبي باقي الأحزاب للتصويت على مرشحي الحزب ونحن نعلم جيدا ما يجري في انتخابات المستشارين والثمن الذي يبلغه الصوت الواحد في سوق “الناخبين الكبار” المقيتة؟”.

وأضافت القيادية في حزب العدالة والتنمية، “نحن حزب إما أن نفوز بجهدنا وعرقنا وثقة الناس فينا أو نقبل بالهزيمة بشرف، ونتوجه إلى تصحيح أخطائنا ونستمر في النضال الديمقراطي لصالح بلدنا.. نحن حزب آمن بالإرادة العامة ومشروعية التمثيل الديمقراطي وقيمة الالتزام الحزبي، فطالما أحلنا على الهيئات الانضباط داخل حزبنا منتخبين أخلوا بالتزامهم مع الحزب وصوتوا لأحزاب أخرى في انتخابات مجلس المستشارين والمجالس الإقليمية، فكيف نقبل على أنفسنا ما نستنكره على غيرنا؟”.

وقالت ماء العينين في تدوينتها، “نحن حزب آمن أبناؤه بالمعنى في السياسة، وناضلوا لأجله وأدى الكثير منهم الثمن غاليا دفاعا عن معاني الالتزام السياسي والنضالي، فكيف نقبل اليوم ما يشبه “حسنة انتخابية” لا تسمح لنا كرامتنا السياسية بالقبول بها مهما كان وضع حزبنا صعبا؟.. لم تعلن قيادة الحزب المستقيلة عن أي نوع من التحالفات أو التوافقات السياسية التي يمكن أن تفسر النتائج، خاصة وأن الأمين العام للحزب رفض الاستجابة لدعوة مجاملة من رئيس الحكومة المعين، فمن أين “نبَتَ” هذا الحب المفاجئ الذي أهدانا ثلاث مقاعد “مستحيلة” في سوق سوداء تَشَرَّف حزب العدالة والتنمية تاريخيا بعدم وضع رجله فيها حفاظا على مبدئيته السياسة وتميزه الحزبي”.

وأضافت، “لقد سجل الأستاذ محمد حفيظ يوما موقفا تاريخيا برفضه مقعدا برلمانيا آمن أنه لا يستحقه، ونحن للحقيقة والإنصاف لا نستحق ثلاث مقاعد “مشبوهة ومريبة” في مجلس المستشارين، مهما حاولنا تبريرها فلن نتمكن من “غسلها” لأن الفوز بها لا يحترم قيمنا السياسية والنضالية.. نحن حزب ننهزم بشرف أو نفوز باستحقاق، وقد قبلنا بهزيمتنا رغم كل ما سجلناه في انتخابات 8 شتنبر من خروجات وفظاعات، وسنعمل على مراجعة أخطائنا وقراءة رسالة المغاربة إلينا، لأننا مؤمنون أن وطننا يحتاج إلى حزب نظيف…حزب وطني حقيقي”.

التعليقات على قيادات “البيجيدي” تتبرأ من مقاعد حزبها في مجلس المستشارين.. الإدريسي: “حرام” وماء العينين: “مشبوهة ومريبة” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الكلاب الضالة تجتاح شوارع المحمدية ومطالب عاجلة بتفعيل قوانين الأمن العام لحماية صحة وسلامة المواطنين

عبر الحسين اليماني، النقابي والمهتم بالشأن المحلي بمدينة المحمدية، عن استيائه الشديد من ال…