اعتبر الدكتور الطيب حمضي، أن الوضعية الوبائية في المملكة “مقلقة جدا”، مؤكدا أن الحل في خفض الحالات الحرجة يكمن في التلقيح والتقيد بالإجراءات الاحترازية، وليس بالإجراءات التشديدية وحدها.
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في مقال له، أن المغرب سجل في الأيام الأخيرة أرقاما كبيرة من حيث عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19، وصلت يوم الأربعاء 28 يوليوز الجاري إلى 9428 حالة.
وقال إنه “لحسن الحظ تسجل بلادنا أرقاما قياسية أخرى وأهمها تلقيح أزيد من نصف مليون مواطن في اليوم الواحد، وتلقيح ما يقرب مليون ونصف مواطن في ثلاثة أيام. وكذلك رقم قياسي في عدد التحاليل المنجزة في 24 ساعة”.
وأكد أنه يجب توقع أرقام جديدة أكبر من حيث الإصابات والحالات الحرجة والوفيات والضغط على المستشفيات والأطر الطبية، “بسبب سلوك التراخي بل اللامسؤولية أحيانا وبسبب المتحورات الجديدة الأكثر سرعة في الانتشار”.
وأوضح الدكتور حمضي أن الملقحين اليوم بشكل كامل يشكلون 28 في المائة من الساكنة العامة بالمملكة، كما أن أكثر من 36 في المائة من الساكنة تلقت جرعة واحدة على الأقل، مشيرا إلى أنه بفضل التركيبة الشابة للمجتمع المغربي فإن هده النسب سمحت بالوصول اليوم إلى استهداف الفئات العمرية الشابة 25 سنة فما فوق.
وسجل أنه بفضل انخراط المواطنين في عملية التلقيح ووصول اللقاحات بشكل منتظم وحسن تدبير الحملة الوطنية، استطاع المغرب حماية الفئات الأكثر هشاشة بشكل كبير.
واعتبر أن التغطية المهمة بالتطعيم للفئات الهشة ستساهم في خفض عدد الحالات التي تتطلب الاستشفاء والحالات الحرجة، وبالتالي تقليل الضغط على المنظومة الصحية والتقليل من الوفيات.
وأكد الباحث أنه للحفاظ على عدد قليل في الحالات الحرجة والوفيات دون تهديد المنظومة الصحية بالانهيار، فإن المملكة تتوفر على خيارين: نقص الحالات الجديدة، أي التحكم في انتشار الفيروس بالإجراءات الاحترازية الفردية والجماعية، والرفع من نسبة التلقيح داخل المجتمع، مسجلا أنه كلما ارتفعت نسبة الملقحين كل ما انخفضت نسب الحالات الخطرة والوفيات وتكسرت سلاسل نقل العدوى.
وختم الباحث مقاله بالقول إنه “اليوم بإمكاننا تجنب تهديد المنظومة الصحية بسبب الانتكاس الوبائي بفضل التلقيح والاحترازات البسيطة، دون اللجوء إلى تدابير تشديدية تهدد مصادر الرزق وحركية المجتمع وحريته والدورة الاقتصادية والحياة المدرسية. وسيكون من غير المنطقي الاعتماد على الإجراءات التشديدية التي قد تصل إلى الإغلاقات للتحكم في الوضع الوبائي، عوض استعمال آلية التلقيح والإجراءات الاحترازية البسيطة”.