سمير غطاس الذي تعرف عليه اليساريون المغاربة والعرب في واحدة من أشهر الأغاني التي كتبها احمد فؤاد نجم وغنّاها الشيخ إمام “صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر”، هو الآن نائب في برلمان السيسي، وواحد من الأبواق التي تهلل لدكتاتور مصر، كما أنه لا يتورع في التفوه بأشياء غريبة من قبيل المطالبة بجلد وزير التعليم المصري.
فقد هاجم سمير غطاس، أمس الاثنين، وزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني، مطالبا بإقالته وجلده لأنه “لا يصلح أن يكون وزيرًا فى دولة الموز”، مضيفا أن “الهلالي وزير فاشل لا يحمل أى رؤية أو منظومة.. وأوصلنا إلى مؤخرة العالم فى جودة التعليم واحتلينا رقم 134 بين دول العالم ووراءنا فقط دولة الصومال”.
يذكر أن سمير غطاس البرلماني عن دائرة مدينة نصر، هو الذي كتب عنه نجم وغنى الشيخ: ” وبلغ يا ســـــــمير غطاس يا ضيف المعتقل سنوي.. بصوتك دا اللى كله نحاس صباح الخير على الثانوي..وأهلا بيكو فى القلعه وباللي فى الطريق جايين.. ما دامت مصر ولادة.. وفيها الطلق والعادة.. حتفضل شمسها طالعة برغم القلعة والزنازين”.
وكان سمير غطاس (مسيحي) قد أثار جدلا كبيرا بعد عودته إلى الظهور باسم مستعار هو محمد حمزة، لكن جرائد مصرية وعربية بحثت في سيرته، قبل أن يكشف هو بدوره عن هويته الحقيقية، فأين كان سمير غطاس كل هذا الوقت ولمذا اختفى وراء اسم آخر؟
سمير غطاس أو محمد حمزة كان معروفا لدى المصريين بأنه أحد كتاب حركة فتح واعتقد البعض أنه فلسطيني الجنسية، حيث انضم للحركة قبل ذلك وكما قال مصدر بحركة فتح مقيم في مصر لـ”العربية. نت” إنه كان قريب الصلة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقيادات الحركة وعلى رأسهم الرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن ومحمد دحلان وخليل الوزير أبو جهاد.
صحف مصرية لاحقت النائب الغامض ونقبت كثيرا في ملفاته ودفاتره القديمة وخرجت بتصريحات سابقة له قال فيها إنه استخدم محمد حمزة كاسم حركي منذ فترة نشاطه مع حركة فتح وأن لديه 5 جوازات سفر بأسماء وجنسيات مختلفة وما زاد الأمر غموضا وحيرة أن الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة “الأهرام” قال حسبما نشرت صحيفة “اليوم السابع” إن كل من انتخب سمير غطاس أول مرشح يفوز بالقاهرة عن دائرة مدينة نصر، كان يعتقد أنه مسيحي، لكن هناك من يشكك ويعتقد أنه مسلم، وبالتالي فإن ناخبي مدينة نصر صوتوا لشخص ليس لديهم يقين من اسمه أو ديانته وحتى جنسيته وإذا كان فلسطيني الأصل أم مصري الجنسية.
الغموض الدائر حول هوية وحقيقة غطاس أو حمزة لم يجد من يفك طلاسمه حتى خرج القيادي في الحركات العمالية في مصر كمال خليل ليحسم الجدل ويكشف حقيقة غطاس.
خليل قال إنه رغم خلافه السياسي مع غطاس مؤكدا أن هذا هو اسمه الحقيقي إلا أن زمالته معه في الجامعة والمعتقلات تدفعه لأن يكشف الحقيقة، مضيفا أن غطاس اسمه سمير يوسف غطاس، ولد لأسرة مسيحية مصرية في القاهرة تخرج في كلية طب الأسنان جامعة القاهرة وانتخب عام 1972 للجنة الوطنية العليا للطلاب.
وقال خليل على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن غطاس شارك في اعتصام الطلاب بقاعة جمال عبد الناصر بجامعة القاهرة واعتقل ضمن ألف طالب من الاعتصام في 24 يناير عام 1972 مشيرا إلى أنه أمضى معه ثلاثين يوما في سجن الاستئناف ضمن ثلاثين طالبا، متهمين بقيادة الاعتصام بينهم احمد بهاء شعبان واحمد عبد الله رزة وزين العابدين فؤاد وكان من خارج الطلاب نبيل الهلالي واحمد فؤاد نجم، وكان من بين هيئات التدريس الدكتور نادر فرجاني.
وأضاف أن سمير غطاس اعتقل ضمن مئات الطلاب المعتقلين عام 1973 مرة أخرى وجاء اسمه ضمن قصيدة لأحمد فؤاد نجم في عام 1975 وبعد عام 1977 وانتفاضة يناير سافر خارج مصر والتحق بحركة فتح وساهم في نشاط المقاومة الفلسطينية، وكان معروفا لكثير من قادة منظمة التحرير الفلسطينية وعادوا جميعا في عام 1984 واعتقل كل منهم لعدة شهور، ولذلك وحتى يهرب من أعين الأمن كان يتحرك باسم حركي هو محمد حمزة وله عدة كتابات بهذا الاسم مؤكدا أن هذا الأمر كان عرفا وتقيدا اتبعه جيل السبعينيات.
المعلومات الأخرى المتوافرة عن غطاس أنه انضم إلى الثورة الفلسطينية عقب زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في السبعينيات حيث سافر إلى بيروت وانضم إلى صفوف حركة فتح ثم حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وهو باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي، ولديه العديد من المقالات المنشورة بالصحف الفلسطينية والمصرية وعمل مديرا لمركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، التابع لقسم الأمن الوقائي في بداية تأسيس السلطة الفلسطينية، وكان من المقربين من محمد دحلان كما عمل مستشارا لخليل الوزير ابو جهاد.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…