فيما تواصلت الدعوات من حقوقيين وصحفيين ونشطاء بإيقاف إضرابهما المفتوح عن الطعام الذي وصل اليوم السادس، أعلن الصحافيان المعتقلان سليمان الريسوني وعمر الراضي أنهما مصران على الاستمرار في خوضهما لـ”معركة الأمعاء الفارغة”، بالرغم من المناشدات الصادرة من كافة “القوى الحية” في البلاد للتراجع عن هذه الخطوة.
وجاء في رسالة نقلتها أسرتا الصحفيين، “يؤسفنا كعائلتين للصحافيين والمعتقلين السياسيين في سجن عكاشة في الدار البيضاء، سليمان الريسوني وعمر الراضي، أن نسجل استمرار انقطاع التواصل المباشر معهما منذ عدة أيام، وحيث إن الطريقة الوحيدة للتواصل معهما هي عبر هيئة دفاعهم، فقد قام كل من الأستاذ ميلود قنديل و الأستاذة سعاد البراهمة بزيارتهما والتخابر مع عمر الراضي اليوم- فيما يستمر سليمان الريسوني في مقاطعة هذه الزيارات-، وعليه فإن المعتقلين يودان وعبر عائلتيهما لفت انتباه الرأي العام الوطني و الدولي إلى أن قرار دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام الذي أخراه عدة مرات بضغط من عائلتيهما ومن دفاعهما،جاء كرد فعل على استمرار اعتقالهما بشكل تعسفي وظالم بعدما رفضت المحكمة الاستجابة للملتمسات العديدة التي تقدم بها دفاعهما من أجل تمتيعهما بالسراح المؤقت والتي قوبلت جميعها برفض غير مبرر”.
وتابعت الرسالة، “ومع تقديرهما وتفهمهما للمناشدات الصادرة من كافة القوى الحية في البلاد للتراجع عن هذه الخطوة، فإنهما يصران على الاستمرار في خوضهما لمعركة الأمعاء الفارغة التي اضطرا إليها، ويؤكدان أن مطلبهما الرئيسي الذي لا محيد عنه يبقى متابعتهما في حالة سراح، لكونهما يتوفران على جميع ضمانات وشروط الحضور للمحاكمة”.
وأكد الصحفيان، “مرة أخرى أن قرارهما الدخولَ في إضراب عن الطعام ليس موجهاً ضد إدارة المؤسسة السجنية وإنما ضد استمرار اعتقالهما تعسفيا كل هذه المدة ويعتبران ذلك انتقاما ممنهجا وتعذيبا ممارسا في حقهما”.
وأضافت الرسالة، “يشددان على أنهما، و طيلة مدة اعتقالهما لم يصدر عنهما أي سلوك يدفع الإدارة السجنية إلى التشدد الأخير الذي صدر عنها، وقد التزما دائما بالمرونة وضبط النفس على الرغم من كون اعتقالهما تعسفيا، علاوة على أنه يتم في ظروف سيئة كالعزلة التامة مثلاً وقِصر مدة الفسحة و المكالمات الهاتفية”.
وعبّر الصحافيان عن احتجاجهما على استمرار عزلهما ومنعهما من التواصل فيما بينهما أثناء الفسحة التي يجب أن تكون أطول من المدة المسموح لهما بها حالياً، زيادة على عدم فتح زنزانتيهما أثناء النهار وعدم تمكينهما من مدة كافية للاتصال عبر الهاتف كما هو الحال بالنسبة إلى بباقي السجناء”.
وكشف الصحفيان في رسالتهما الموجهة إلى الرأي العام، أن “امتناع سليمان الريسوني عن شرب الماء إضافة إلى إضرابه المفتوح عن الطعام، جاء نتيجة تغير معاملة إدارة السجن أخيراً بتفتيش زنزانته بشكل مُهين والعبث بأمتعته، ويضع استرجاع أمتعته شرطا لإيقاف إضرابه عن شرب الماء”.
كما استنكر عمر الراضي “قرار منع الاتصال بعائلته الذي اتخذته الإدارة السجنية في حقه، وإذ يتشبت بحقه في الحديث بحرية مع عائلته، فإنه يدعو إدارة السجن إلى التراجع عن هذا الإجراء دون قيد أو شرط”.