عقد حزب التجمع الوطني للأحرار ندوة صحفية أمس الأربعاء 17 مارس بمقر الحزب المركزي بالرباط، استعرض خلالها أبرز خلاصات برنامج ” 100 يوم 100 مدينة ” وذلك بحضور عزيز أخنوش رئيس الحزب ومحمد بوسعيد المنسق الوطني للبرنامج، بالإضافة لأعضاء المكتب السياسي رشيد الطالبي العلمي وحسن بنعمر ومصطفى بايتاس، وعبد الرحيم الشطبي منسق الحزب في جهة بني ملال- خنيفرة.
وكشف التجمع الوطني للأحرار عن أهم مخرجات اللقاءات التي قام بها الحزب، حيث أفرزت اللقاءات عددا من الخلاصات، اعتبرها الحزب تعاقدا سياسيا وأخلاقيا تجاه المواطنين.
وأظهرت الخلاصات التي تم تقديمها في الندوة الصحفية، أن سكان المدن المتوسطة غير راضين على وضع مدنهم ويتطلعون إلى غد أفضل، موضحة أن 90 في المائة من الساكنة المشاركة في القافلة ككل، يعتقدون أن أوضاع مدنها قد تكون أسوأ مما هي عليه اليوم خلال السنوات العشر القادمة، في المقابل يبدو أغلب سكان المدن المتوسطة (7 من بين كل 10 أشخاص) أكثر تفاؤلا عند سؤالهم عن رؤيتهم لمستقبل المغرب خلال السنوات العشر المقبلة.
وأكد المصدر أن سكان المدن المتوسطة يحتاجون إلى الإصغاء إليهم، حيث اشتكى 93 في المائة من المشاركين عدم الإنصات إليهم من قبل المسؤولين السياسيين، فيما 97 في المائة ليس لهم معرفة بوسائل الحصول على معلومات حول تدبير مدنهم.
ويشكل الاقتصاد أولوية، لكنه ليس حلا لكل المعيقات، حسب ذات المصدر، فقد عبرت 53 في المائة من ساكنة المدن المتوسطة أن خلق فرص شغل تعد أولوية، إلا أن بعض المدن « تتغلب » على آثار البطالة بفضل رابط اجتماعي قوي، لأن الثقة في المستقبل لا ترتبط حصريا بالوضع المادي.
كما يرتبط الشعور الإيجابي للمواطن بقدرته على الإنخراط في الحياة الاجتماعية، حيث اعتبر المشاركون أن ثبات ورسوخ العلاقات الاجتماعية وفرص الانخراط في حياة المدينة، والشعور القوي بالهوية من العوامل المحددة للتفاؤل.
أما فيما يخص الشباب، فيحتاجون إلى فضاءات للقاء والتعبير عن أنفسهم والتعلم والمشاركة، وقد كانت من المطالب الملحة للشباب تحسين المرافق الحيوية وصيانة أماكن التجمع والتعبير الثقافي والفني والرياضي.
كما كشفت الخلاصات أن خلق بنيات تحتية جديدة ليس في صلب الاهتمامات، فالبنيات التحتية إحدى المجالات التي بذلت فيها جهود كبيرة، وفقا للساكنة، وبالتالي فخلق بنيات جديدة ليس في صلب الاهتمامات. مع ذلك لازالت بعض المدن تعاني نواقص محليا، كما هو الحال بالنسبة للصرف الصحي، الذي لا يزال موضوعا مهما لمدينة واحدة من بين كل خمس مدن وتظل مياه الشرب والكهرباء مشكلة محددة في بعض المناطق التي تمت زيارتها، وعامة، عندما يتعلق الأمر بالبنيات التحتية، ترتكز المطالب على قطاع التعليم لمحاربة الاكتظاظ والهدر المدرسي.
وشدد خلاصات القافلة على أن “ضمان حسن اشتغال البنيات التحتية القائمة هو في صلب الاهتمامات”، موضحة أن المرافق العمومية غير كافية في بعض الأحيان أو غير مناسبة، وفي أحيان أخرى قليلة الاستخدام، خاصة في قطاع الصحة، وتتعلق إشكالات الصحة بسير عمل المستشفيات وترتبط بشكل أساسي: بنقص الأطباء بنسبة 40 في المائة، والمعدات بنسبة 36 في المائة، وطرق تعامل الأطر مع المرضى بنسبة 30 في المائة، بالإضافة لمشاكل الرشوة والفساد الإداري 18 في المائة.
وأوضحت الخلاصات أن ساكنة المدن المتوسطة، لا تنتظر تغير أحوالها جدريا، لكنها تتطلع للمشاركة في تحديد أولوياتها، فقد عبر غالبية المشاركين في اللقاءات عن درجة من الوعي السياسي والوضوح بشأن الصعوبات المرتبطة بجدولة وتنفيذ السياسات المحلية، في الآن ذاته، تطالب الساكنة بإشراكها في النقاش حول البرنامج التنموي للمدينة، وتفضل الساكنة التواصل المباشر قصد إشراكها في اتخاذ القرارات التي تهم مستقبلها ومستقبل مدنها.
وتمتلك المدن مميزات لابد من استغلالها على نحو أفضل، حيث عبر المواطنون عن وعي بتاريخ وقيمة الرأس المال اللامادي لمدنهم، وتظهر مجالات السياحة والحرف والاقتصاد المحلي والتضامني في مقدمة القطاعات الواعدة بالنسبة للمدن المتوسطة.
كما أكد المواطنون المشاركين على أن أولويات ساكنة المدن المتوسطة، لا تاخذ دائما بعين الاعتبار في برامج التنمية الترابية، فهناك أحيانا تباين بين التطلعات التي عبرت عنها ساكنة المدن المتوسطة وبين الأولويات المبرمجة في برامج التنمية على مستوى المجالس الجهوية والإقليمية.
وكان عزيز أخنوش قد أكد في كلمته خلال الندوة الصحفية على أن البرنامج أتى استجابة للتوجيهات الملكية من أجل إفراز نخب وكفاءات جهوية جديدة، مؤهلة لتدبير الشأن المحلي وتجاوز الاختلالات التي تعرفها العديد من المدن الصغرى والمتوسطة.
وأشار رئيس التجمع الوطني للأحرار، إلى أن هذا البرنامج الطموح مكن من التواصل مع أكثر من 35.000 مواطن ومواطنة، كما مكن من تحديد وتصنيف المدن اعتمادا على مجموعة من المؤشرات كنسبة البطالة والفقر والكثافة السكانية.
وشدد أخنوش على أن أهم مكسب للأحرار من خلال البرنامج هو معرفتهم العميقة بمشاكل هذه المدن، التي ستمكنهم في المستقبل من تيسير مهمة المنتخبين الأحرار على مستوى الإنجاز والفعالية.
وأوضح رئيس التجمع الوطني للأحرار بأن مرشحي الحزب وبفضل “مسار المدن” ستكون لهم القدرة على الاشتغال الميداني وخلق الفارق محليا، وبفضل إلمامهم بآليات الاشتغال والشراكة التي تتيحها أكاديمية الأحرار.
وقدم المنسق الوطني للبرنامج محمد بوسعيد أرقاما ومعطيات حول سير البرنامج وأبرز خلاصاته، خلال كلمة له خلال الندوة.
وأكد بوسعيد أن الدعوة لحضور لقاءات 100 يوم 100 مدينة، كانت مفتوحة وجمعت متعاطفي حزب التجمع الوطني للأحرار وكذلك مناضلين من أحزاب أخرى، ومواطنين غير منتمين سياسيا، مشيرا إلى أن معدل الحضور في لقاءات 100 يوم 100 مدينة كان يناهز 350 مواطن عن كل لقاء.
وفي مارس 2020 وبعد 58 مرحلة، توقف البرنامج مع ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 وتم استئنافه في شهر ماي عبر تقنية المحادثة المصورة، حيث مكنت هذه التقنية من الحفاظ على روح وأهداف البرنامج: الإنصات للساكنة والتحاور حول مشاكلها.
وشكل قطاع الصحة بالنسبة ل 80% من المشاركين موضوعا محوریا في جمیع لقاءات البرنامج قبل وبعد جائحة كورونا، وحسب 75% من المشاركين فإن تأثیر البطالة على المستوى الاجتماعي هو أكثر حدة من تأثیره على المستوى الاقتصادي، كما أن عددا كبیرا من المشاركين لا یؤمنون بمبدأ تكافؤ الفرص في غیاب تعلیم عمومي بجودة عالیة.
ومكن تجميع مقترحات المشاركين من رسم 5 فئات للمدن المتوسطة التي شملها برنامج 100 يوم 100 مدينة، وهي مدن تواجه صعوبات اقتصادية، ومدن هشة، ومدن نائية، ومدن ذات طابع فلاحي، ومدن نشيطة، ومدن كبرى.
كما أتاح هذا البرنامج، يؤكد ذات المصدر، عبر مبادرة الإشراك والإنصات واسعة النطاق، تحدید ما یجمع ساكنة المدن المتوسطة من تحدیات عدیدة، بغض النظر عن الاختلافات بینھا، والتي يمكن تلخيصها في التطلع لغد أفضل وإصغاء أكبر للساكنة، واستغلال المميزات التي تتوفر عليها هذه المدن بالإضافة لتمكينها من المشاركة في تحديد أولوياتها.
وستشهد المراحل المقبلة تقديم خلاصات ” 100 يوم 100 مدينة ” على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية الرسمية للحزب، بالإضافة لتقديم كتاب “مسار المدن” بشكل تدريجي.
وعبر حزب التجمع الوطني للأحرار عن “اعتزازه بتميز برنامج 100 يوم 100 مدينة بنجاعة منهجيته ووضوح رؤيته”،مضيفا، “فإنه يفتخر بهذا النجاح الذي يعود إلى كل هياكل الحزب وبالخصوص قواعده النشيطة، بما فيها شبيبة الحزب التي تعبأت قبل وأثناء وبعد اللقاءات، وتجندت لإنجاح هذه التجربة غير المسبوقة”.
قرعة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات (المغرب 2024).. لبؤات الأطلس في المجموعة الأولى إلى جانب كل من الكونغو الديمقراطية والسنغال وزامبيا
أسفرت قرعة كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب 2024)، التي جرت اليوم الجمعة بمركب محمد السادس …