الحرب الكلامية وتراشق الاتهامات بين وزير الاتصال الجزائري حميد كرين وعدد من الصحافيين والسياسيين في الجارة الشرقية للمغرب، وصلت حد اتهام حميد كرين (حميد ڤرين تكتب هكذا في الجزائر) بالعمالة للمخزن، في إشارة إلى السنوات التي قضاها هذا الأخير بالمغرب.
فجريدة “الخبر” التي تتهم كرين بالسعي إلى قتلها من خلال “تحريض المستشهرين ضدها بمبرر أنها تنتقد الرئيس بوتفليقة”، لم تجد أحسن ما ترد به، سوى القول لأزيد من مرة، وفي أكثر من مقال، بأن حميد كرين كان عميلا للنظام المغربي.
في هذا الصدد كتبت “الخبر” تقول: “الوزير (حميد كرين) هرب إلى المغرب سنة 1994 عندما احمر النحاس هنا، وتم تعيينه رئيسا للتحرير في صحيفة “الحياة الاقتصادية” المغربية، وهو مجرد صحفي رياضي، في نفس الوقت الذي قتل فيه الإرهاب عمر أورتيلان، رئيس تحرير “الخبر”، التي يسعى اليوم وزير الإشهار إلى خنقها، وسعيد مقبل، رئيس تحرير “لوماتان”، وغيرهما من الذين شيدوا بأقلامهم هذه الصحف التي أصبحت قلاعا للحرية ويريد الصحفي العائد الآن برتبة وزير غلقها”.
وأضافت الخبر: “لماذا عيّنه المغاربة في وظيفة حساسة كهذه التي ذكرناها سابقا، في وقت تغلق فيه الحدود مع الجزائر وتفرض التأشيرات، في قرار للحسن الثاني أبكى حينها الكثير من الجزائريين الذين اتهمهم الملك بالإرهاب بعد تفجير مراكش، ما دفع بالرئيس ليامين زروال إلى غلق الحدود البرية مع المملكة؟ǃ
والسبب لأن الوزير الإشهاري قال في لقاء مع مجموعة من الصحافيين المغاربيين في بلد أوروبي: “لا أرى أي فائدة من تمسك الجزائر باستقلال الصحراء الغربية، لأن ذلك يجعلها تخسر بلدا شقيقا وجادا هو أنفع للجزائر من الصحراء”.
الجريدة التي تصرّ على إقحام المغرب في صراعها مع وزير الاتصال، كانت قد نشرت شهادة لصحفي جزائري يقيم بالخارج، سبق أن التقى حميد كرين ليناقش معه مشروعا إعلاميا كان ينوي إطلاقه في الجزائر. المثير في هذه الشهادة التي أرادت منها “الخبر” أن تُظهر أن وزير الاتصال يضيق على أصحاب المبادرات الإعلامية، سقطت في نقيض الرواية التي تُروجها “الخبر” عن كرين “العميل” للمغرب و”المناهض” للبوليساريو؛ فقد قال الصحافي الذي جالس كرين إن هذا الأخير عندما استقبله في مكتبه لمناقشة مشروعه وضع أمامه ثلاثة شروط، هي: “عدم التعرض للرئيس بوتفليقة، وعدم التعرض لقيادة الجيش، ودعم جبهة البوليساريو”.
فهل الوزير كرين عميل للمغرب أم داعم للبوليساريو دون قيد أو شرط، إلى درجة أنه ساوى بين التعرض لرئيس الجمهورية ودعم البوليساريو؟!
الحملة اليومية التي تشنها “الخبر” ضد وزير الاتصال الجزائري، لا يهمها فيها ما إذا كانت تقذفه فيها بالشيء ونقيضه، فاليوم عادت الجريدة تقول على لسان ناشط أمازيغي يسمى رشيد علواش غير معروف (قدمته بصفته مندوب سابق في حركة العروش) قوله، على هامش نشاط في تيزي وزّو، بأن “حرية التعبير التي دفع من أجلها عشرات الصحافيين حياتهم ثمنا، لن تقتل من قبل وزير كان بالأمس القريب خادم المخزن، وقد فر خوفا من الإرهاب في الوقت الذي فضل المرحوم عمر أورتيلان وزملاؤه الصحافيون مواجهة الإرهابيين”، في إشارة إلى تواجد حميد كرين بالمغرب.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…