رحاب: أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا

حنان رحاب

وحدنا نصغـي لمـا فـي الـروح مـن عبـث ومـن جـدوى

وأمريكا على الأسوار تهدي كـل طفـل لعبـة للمـوت عنقوديـة

ياهيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعـون .. والطاعـون أمريكا

(محمود درويش)

أمريك أمريكا عدوة الشعوب.. شعار طالما رددته الحناجر الغاضبة في المسيرات الحاشدة ذات أزمنة لم تنته.. كل الشعوب المقهورة التواقة إلى التحرر والساعية إلى الاستقلال الفعلي والطامحة إلى بسط سيادتها على أرضها وثوراتها، من فيتنام إلى العراق ومن كوبا إلى جنوب افريقيا، نالت حظها من الجبروت الأمريكي الذي لم يؤمن أبدا بكثير من القيم الإنسانية المؤسسة لثقافة حقوق الإنسان رغم أن العم سام، عمل دوما وبكثير من النفاق السياسي والخداع الإعلامي، على توظيف قيم حقوق الإنسان في تدمير الشعوب واغتيال الحضارات وكبح حركات التحرر.

ولأن العم سام ذكي جدا وخبيث جدا فإنه يحرص لشدة خبثه على أن يقدم السم في العسل.. ولعل أجمل طبق يقدم فيه السم القاتل هو ما يسمى ببرامج تقوية قدرات الفاعلين السياسيين عبر دورات تكوينية يتناوب عليها المعهدان الجمهوري والديموقراطي. إن المتتبع لهذه الدورات سيكون غبيا إذا هو لم يتبين أنها لا تعدو أن تكون جلسات للاستخبار والاستنطاق تغلفها ابتسامات تقطر نفاقا من شفاه مكونين مخبرين يهمهم ما يحصلون عليه من معلومات أكثر مما يهمهم أي شيء آخر.. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو: هل نحن بحاجة حقا لمثل هذا “التعاون”؟ ألا يتوفر الوطن على أطر كفؤة من باحثين وأساتذة جامعيين وخبراء لهم من المعرفة والكفاءة التي تمكنهم من تأطير ندوات بخصوص موضوعات كالتواصل وتنظيم الحملات الانتخابية وغيرها، أم أن الفتات الذي تجود به تلك المعاهد على المشاركين والوسطاء هو ما يفسر هيام بعضنا بالعم السام في نسختيه الديموقراطية والجمهورية؟

ختاما وأمام الموقف العدائي لأمريكا تجاه بلدنا يفرض علينا أن نعلن مقاطعة كذا دورات تدريبية انتصارا لاختياراتنا الدائمة والدافئة: الدولة الوطنية الحديثة..