أوصى المجلس الأعلى للحسابات الحكومة، وخاصة الوزارة المكلفة بقطاع الإسكان، باعتماد مقاربة متكاملة للتنمية البشرية تتجاوز هدف “الإسكان” لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في مواقع الاستقبال الجديدة.
وحسب عرض للمجلس تم تقديمه، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، بحضور الرئيس الأول للمجلس ادريس جطو، فإنه يتعين، وفق هذه المقاربة، توفير أنشطة مدرة للدخل (كالتجارة، ومناطق النشاط الصناعي) والتوفير المبكر قدر الإمكان للخدمات العامة الاساسية في الأحياء الجديدة، لاسيما التعليم والصحة والنقل والأمن.
وهمت توصيات المجلس، التي جاءت في ضوء نتائج مهمته الرقابية حول برنامج مدن بدون صفيح، ومن أجل ضمان أفضل فرص النجاح للبرامج العمومية المستقبلية في مجال محاربة السكن غير اللائق، أيضا معاجلة بعض النقائص التي تحول دون التحكم الجيد في البرامج العمومية، خاصة تلك المتعلقة بمحاربة السكن غير اللائق، مثل مدن بدون صفيح.
وتتم هذه المعالجة، حسب المجلس، من خلال ضمان ضبط عدد المستفيدين، مع تحديد معايير أهلية موحدة، وقاعدة بيانات موثوقة، ووضع مخطط تمويل واقعي والحرص على احترامه، فضلا عن تصفية الوعاء العقاري وعقلنة استغلاله؛ واحترام آجال تنفيذ العمليات، مع تنسيق أفضل وأشمل لها؛ وضمان تنسيق أفضل للبرامج في شموليهتا، مع تحديد واضح لمسؤوليات مختلف المتدخلين.
ودعا المجلس الأعلى للحسابات إلى العمل على تطوير العرض من خلال تقديم حلول أكثر تنوعا في ما يخص منتجات السكن أو الدعم المالي، والتي من شأنها أن تلبي احتياجات شرائح مختلفة من الأسر، وتأخذ بعين الاعتبار إمكانياتها المالية الحقيقية.
وشدد على ضرورة التعامل بقدر أكبر من الصرامة مع مكافحة ظاهرة انتشار أحياء السكن غير اللائق، عن طريق تعزيز آليات المراقبة والردع، لا سيما على المستوى القانوني والتكنولوجي، والتواصل المناسب لترويج مختلف عروض الدعم العمومي لمحاربة السكن غير اللائق، وبالتالي وضع حد للانطباع السائد والذي يوحي بأن الاستفادة من المساعدة العمومية حق مضمون لكل قاطن بالسكن غير اللائق.
وتهدف المهمة الرقابية للمجلس على الخصوص إلى تسليط الضوء على الأسئلة البرلمانية من خلال تقييم مختلف جوانب البرنامج وتصميمه وبرمجته وتخطيطه ونتائجه ووسائل تنفيذه، وكذا آثاره على السكان المستفيدين.
وتتوخى هذه المهمة أيضا تقييم تصميم البرنامج وتناسقه مع البرامج الأخرى، وتحليل الوسائل المالية وخطط التمويل المعتمدة ومساءلة استدامتها، بالإضافة إلى تحليل وضعية العقار المخصص للبرنامج.
ففي ما يتعلق بأهمية البرنامج وأثره، سجل المجلس أن أهداف البرنامج طموحة ويصعب تحقيقها بالنظر إلى تعقيد الظاهرة، فضلا عن الاستجابات غير المناسبة لحاجيات المستفيدين.
وبخصوص وضع تصور البرنامج ومدى تناسقه، لاحظ المجلس أن التدابير والإجراءات غير كافية للسيطرة على انتشار أحياء الصفيح، مع عدم رسم حدود للبرنامج وضعف في ضبط مدخلاته، واعتماد طرق تدخل تقليدية تفتقد إلى الابتكار، وهيمنة طريقة إعادة الإيواء.
أما في ما يتعلق بنتائج البرنامج، فإن أهم الملاحظات المسجلة من قبل المجلس تركزت حول تغييرات متكررة لأهداف البرنامج وعدم الوفاء بالمواعيد النهائية، وإعلان “مدن بدون صفيح” دون استيفاء كل الشروط.