لم يفوت القيادي في العدالة والتنمية، محمد يتيم، الفرصة للحديث عن الضجة التي أحدثتها مباراة فريق الوداد البيضاوي ضد نادي مولودية وجدة، وقال يتيم، في مقال على موقع “العدالة والتنمية” إن التحكم (يقصد “البام”) ما دخل في شيء إلا أفسده.
وأضاف يتيم قائلا: “لم يكن السيد عبدالإله ابن كيران يطلق الكلام على عواهنه، حين اتهم نائب الامين العام انذاك لحزب الاصالة والمعاصرة (إلياس العماري) بالسعي للتحكم في مجال كرة القدم وبعض الأندية الوطنية والجامعة الوطنية لكرة القدم”.
وتابع يتيم قائلا: “لم يكن بن كيران حينها يتوجه الى الوداد الرياضي النادي الوطني العريق على عكس ما حاول البعض الإيهام به، ولا يستهدف مكوناته من لاعبين ومسيرين أو جمهوره العريض، حين تحدث عن البلطجة التي مورست في حق لاعبي الوداد وملعبهم، بل كان يحذر من خطر تدخل التحكم في كرة القدم انطلاقا من حقيقة مجربة ألا وهي إنه: ما دخل التحكم في شيء إلا أفسده بما في ذلك كرة القدم!!”.
وأكد يتيم أن بنكيران كات لديه “معلومات مؤكدة” عن أن “البلطجية” تمكنوا من “وضع اليد على النادي (الوداد البيضاوي) من خلال ترجيح كفة “الناصري” رجل ثقة عراب التحكم (في إشارة واضحة إلى إلياس العماري) كما يذكر البعض، بعد أن جرب وضع يده على النادي الحسيمي!!”.
وأضاف القيادي في العدالة والتنمية قوله إن “الناصري سرعان ما سيتربع على رأس العصبة الاحترافية لكرة القدم، كما سبق أن تربع البامي الآخر ” فوزي لقجع” على رئاسة الجامعية الملكية للعبة بعد صراع محتدم دخلت على خطه الفيفا”.
وذكّر يتيم بتصريح سابق لبنكيران تحدث فيه عن “البلطجية الذين هاجموا ملعب فريق الوداد”، وكيف أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، “كان قد هدد بتعليق الأنشطة الكروية بالمغرب، مدعيا أن تصريحات رئيس الحكومة قد خلفت تأثيرات سلبية على علاقات الجامعة بالمنظمات الدولية (الفيفا والكاف)”.
وعاد يتيم في مقاله إلى مباراة الوداد والمولودية، حيث قال: “خلال الأيام الأخيرة وخاصة بعد مباراة الوداد مع نادي مولودية وجدة صدقت نبوءة بن كيران في التحكم، فحيث ما مر التحكم إلا وخلف وراءه الكوارث، حدث هذا في عالم السياسية حين دخل على خط أحداث اكديم ازيك، وحدث خلال المراحل الأولى لتأسيس الحزب المعلوم حيث تبين أنه لا حليف للتحكم وأنه لا مجال لأن تكون العلاقة معه سواء كان الأمر اندماجا (تجربة القادري والحزب الوطني الديمقراطي ، تجربة الوزاني وحزب العهد)، أو كان الأمر تحالفا حيث يصدق عليه وصف “الحزب المفترس” الذي يرقب إلا ولا ذمة في حلفائه فما بالك بخصومه!! وهو ما جربه حزب الاستقلال واكتوى بناره حين “تسوق” الحزب المذكور من مزرعته الانتخابية في جنح الليل واختطف العشرات من لوائح مرشحيه المفترضين!!”.
مضيفا: “ولم يسلم عالم المستديرة من هذه القاعدة، وهو ما ظهرت مؤشراته سواء في السباق على رئاسة الوداد وقبل ذلك في السباق على رئاسة الجامعة، ثم ظهرت في نتائج تنصيب الناصري على رأس العصبة الاحترافية.
ففي نهاية الأسبوع الكروي الماضي خرج نائب رئيس الجامعة ورئيس فريق الرجاء البيضاوي بتصريحات خطيرة مفادها استهداف فريق الرجاء البيضاوي من طرف جهات تسعى إلى تدميره موجها اتهامه مباشرة الى رئيس العصبة الاحترافية، بمحاباة الوداد ومحاولة تسهيل طريقه إلى اللقب، متحدثا عن مهزلة تحكيمية وعن مؤامرة يتعرض لها الفريق الأخضر بإقامة عدد من العراقيل في وجهه تتعلق بالبرمجة في مقابل تقديم امتيازات للفريق الأحمر وبمنعه من اللعب في الدارالبيضاء امام جمهوره وبتوقيت المقابلات المؤجلة لفريق الوداد، مشيرا الى أن السيل قد بلغ الزبى، وأن فريقه ليس هو الفريق الوحيد الذي يعاني من ذلك، بل إن عدة فرق وطنية تشتكي وتشكك في نزاهة التباري في البطولة الوطنية الاحترافية!!”.
وتابع القيادي في العدالة والتنمية قائلا: “وقد قرر بودريقة في تطور خطير لمجريات البطولة الاحترافية تقديم استقالته من منصبه كنائب أول لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما هدد بانسحاب فريقه من البطولة الوطنية .
وقبل أسبوعين صرح رشيد البوصيري، مستشار محمد بودريقة، أنه خلال السنة التي ستشهد الانتخابات سيقاطع فريقه الكرة ويعلن سنة بيضاء!! وختم قائلا “أعتقد أن الرسالة واضحة لمن يحاولون استغلال الرياضة لخدمة أجندتهم السياسية”.
ثم جاء تسريب وثيقة العقد الذي يجمع الرجاء مع اللاعب النيجيري بابا توندي ليزيد الأمر استفحالا، حيث يسود اعتقاد لدى الرجاويين أن العقد تسرب من مكتب الجامعة لضرب حظوظ الرجاء في صفقة لاعبه النيجيري المربحة.
وفي نفس السياق جاءت انتفاضة فريق مولودية وجدة على إثر مقابلته ضد الوداد البيضاوي الذي أدان ما اعتبره مهزلة تحكيمية في مقابلته حيث قرر الانسحاب – حسب ما نشر – من البطولة الوطنية الاحترافية هو الآخر”.
غير أن ما يهمنا أكثر هو أنه وخلال الساعات التي تلت مقابلة الوداد والمولودية، هو اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي وتعبير روادها عن غضبهم، حيث اعتبر الفايسبوكيون ما وقع تحاملا على فريق مولودية وجدة وذهب البعض الى اعتباره مؤامرة ضد كرة القدم الوطنية. ودعت صفحات فايسبوكية الى انسحاب نواديها من البطولة تعبيرا عن غضبهم من ما أسموه تحكما في النتائج من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم”،
كما أستهجن عدد من رواد الفضاء الأزرق تداخل ما هو سياسي في كرة القدم، مؤكدين أن الجامعة صارت تخدم جهة سياسية معينة، في إشارة إلى الحزب التحكمي!! “.
وأنهى يتيم مقاله بالقول: “لست مؤهلا للحكم على مجريات المقابلة فضلا عن أنني لم أشاهدها ولكن ما أثارني هو التعاليق المرتبطة بوقاىعها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن هناك انزلاقا لفظيا خطيرا وتراشقا يُنبيء عن حالة خطيرة من الانقسام والتطاحن والعنف اللفظي بين عموم أنصار الوداد وأنصار الرجاء، وهو العنف الذي قد يجر عنفا شبيها بما عرفه ملعب محمد الخامس وأحباؤه المجاورة في عدد من المناسبات!!”.
مضيفا: “الخلاصة أن التنبيه الى مخاطر دخول التحكم الى مجال المستديرة لم يصدر هذه المرة من رئيس الحكومة الذي يمكن أن يوصف كلامه بأنه مجرد كلام صادر من خصم عنيد لحزب ” البام”، وأن الأمر مجرد تراشق سياسي بين غريمين حزبيين، وإنما صدر من داخل الجامعة ومن داخل الأندية التي تلعب في البطولة الاحترافية، وهو ما يثبت أن دخول التحكم على خط كرة القدم له نتائج كارثية ستتفاقم أكثر في المستقبل ،
لقد أصبح من اللازم على السيد رئيس الجامعة – الذي بدا في حينه مشفقا على الكرة الوطنية والتأثيرات السلبية لتصريحات بن كيران على علاقة الجامعة ب” الفيفا ” و” الكاف ” – أن يوضح التأثيرات السلبية لهذه الزوبعة السياسية الكروية، ويكشف عن نتائجها على صورة كرة القدم الوطنية، بسبب دخول حزبه على الخط في تسيير فريق الوداد وعلى خط تسيير الجامعة وتسيير العصبة الاحترافية، أن يوضح ذلك ليس فقط للرأي العام الداخلي بل أيضا للكاف والفيفا ، وأن يجيب عن اتهامات من فرق وطنية بانحياز الجامعة والعصبة الاحترافية لفريق رياضي محترم وله تاريخ نضالي واسع، فريق اخترقه حزب التحكم وأصبح يسيء اليه والى صورته وماضيه المجيد !!
إن هذا يطرح بإلحاح قضية الفصل بين الرياضة والسياسة وبين هذه وكرة القدم على الخصوص. يتعين التفكير في تدابير قانونية أو في تعاقد سياسي يفرض ابتعاد المسؤولين والرموز الحزبية من المسؤولية على الشأن الكروي، وربما إقرار التنافي بين المسؤولية عن نادي رياضي والمسؤولية الجامعية، فهناك فرق كبير بين زمن كان فيه بعض السياسيين والنقابيين والمسؤولين الكبار يسيرون فرقا وطنية لكن بروح وطنية وأخلاق رياضية رياضية عالية ويحافظون على ما يسمى بـ( fair-play ) وبين هذا النمط الجديد من ” الزعامات “السياسية التحكمية التي ما دخلت على مجال إلا أفسدته!!”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…