محمد الطالبي
ظهر الرجل وكأنه جاء ليتشفى في المنطقة وسكانها وأهلها وعابري سبيلها، وهو المتوج على رأس أكبر حصة اقتصادية داخل الحكومة.
فجأة ظهر الرجل.. فجأة ظهر البطل محمد ساجد، وسط ركام الموتى وأشلاء الجثث، بين ألم من اعتصرن الدم لموتاهم ومن مازلن يسكبن الدم والدمع لأجل الوصول إلى جثة أو ما تبقى منها، حتى يكون للإنسان قبر وشاهد لتسجيل المرتقين إلى العلياء.
لم يجد البطل بدا من أن يطبل من داخل الركام على الركام في منطقة نسب إليها باسم البرلمان ولم يزرها حينها، حيث كان يضمد جراح معامل ” مانطاته “، ويتحول منها إلى العقار وما جره الميدان من أسئلة صارت بذكرها الركبان حينها، وكانت البيضاء تنزف تحت إشراف رجل أفشلت على يديه … أعلى سلطة في البلاد ممثلة في الملك تعلن فشل تدبير شأن عاصمة الاقتصاد والمال والامتداد الطبيعي لأهلنا في منطقة سوس والذين ينشطون اقتصاديا وينشطون الدورة الاقتصادية بصبر وأنفة.
وردّ الملك اختلالات العاصمة الاقتصادية إلى “ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، وأسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسييرها، والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم”، واسترسل: “المشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة.. رغم أن ميزانية المجلس الجماعي للدار البيضاء تفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف تلك التي تتوفر عليها فاس أو مراكش، مثلا، فإن المنجزات المحققة بهاتين المدينتين في مجال توفير وجودة الخدمات الأساسية تتجاوز بكثير ما تم إنجازه بالدار البيضاء”، داعيا إلى “تشخيص عاجل يحدد أسباب الداء، وسبل الدواء”.
وتجري الأيام بما تشتهي خيل ساجد محمولا إلى زعامة الفرس وإلى الحكومة، أي نعم والله إلى الحكومة …
جاء الوزير بدون لقبه إلى حيث المأساة بتيزرت وتقدم الجموع كمواطن ابن المنطقة وبرلماني سابق عن نفس المنطقة…
المنطقة لا تنتمي إلى محمد ساجد رغم أنه ينتمي إليها ويمثلها، فليس بها طائرات ولا مدرجات ولا رائحة الكيروزين، وليس بها صناعة تقليدية ولا هم يمتهنون.
وليس بها غير الملعب كتحفة سياحية للمساهمة في الوصول إلى مليار سائح قادمين من كل فضاءات العالم وكواكبه.
المنطقة أيضا وابنها الذي ولد بسطات لم يعرف لها الاقتصاد الاجتماعي سبيلا، فهي محصنة ضد التنمية الاجتماعية حتى يرى فيها ساجد وجهه ويتذكر ذكرياته من البيضاء وهو يركب فرسا أبيض في شوارع عين الشق بالبيضاء، مخفورا إلى سدة الوزارة في حقيبة بها نصف الحكومة والنصف الآخر يتدبره الحمام في الوقت الذي نقول للعثماني مبروك العوْد، وهو فعلا يمتطي ومن معه خشبة يعتقدونها فرسا ..
نحتاج كثيرا من القساوة والعنف والتجريح ومن السياسة والسياسوية، ومن أفلاطون وماركس ومن الطب والفلسفة وأصحاب الرقية الشرعية وفقهاء النور والظلام، لنعرف من أين وكيف ولماذا كل هذه القسوة في تعذيب شعب والتمثيل بجثث الناس أحياء وأمواتا، من أمثال من ذكرنا ومن لم نذكرهم للضرورة الشعرية.
في زمن وزير الطائرات مازالت تارودانت تحتاج إلى مهندس صغير يرشدنا أين نبني ملعبا عشوائيا لممارسة كرة ملعونة تجني من ورائها الفيفا وأتباعها مئات الملايير، إن الفيفا أخطر من صندوق النقد الدولي لأنها تأتي إلينا ونحن نبتهج لها، وحتى زيارة أفرادها الذين بينت الأيام أنهم مرتشون وفاسدون ويحاكمون في كل الدنيا …
أكيد أنا متفائل بأن تضاف مصالح أخرى للفرس لأن كل من يريدون الشرف يمتطون فرسا ولو كان من خشب
رحم الله من عرف حق قدره..