خرج حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة برسالة مطولة، قصف فيها في جميع الاتجاهات منذراً بأيام ساخنة سيعرفها البيت “البامي”، حيث أنه وصف معارضيه، من ما بات يعرف بتيار المستقبل بـ” الأخطبوط”، و”التحالف المصلحي لبعض مليارديرات الحزب الجشعون”، بل إنه وجه اتهامات لبعض القيادات بإجراء صفقات “مشبوهة” وأن هذه الصفقات هي “أساس هذا التحالف”.
وقد لمح بنشماش، في رسالته التي بعث بها من دولة الإكوادور حيث يتواجد في إطار مهمة رسمية، إلى بعض القيادات التي تتزعم التمرد الحاصل داخل الحزب، مثل أحمد أخشيشن الذي وصفه بـ”مول جلابة”، وعبد اللطيف وهبي، الذي وصفه بـ”القائد المغوار الحربائي المتقن لأسلوب “انتيفون” الغوغائي الذي شوه إرث سفسطائيي أثينا”، بالإضافة إلى المهدي بنسعيد الذي وصفه بـ” ماكرون أكدال الذي صدق أنه سوبر شاب وأكثر حضوة من الشباب الآخرين وأكثرهم استحقاقا لاحتلال مواقع القيادة”.
بنشماش خرج عن المألوف في رسالته، هاجم خصومه في إشارة واضحة إلى أن الحرب التنظيمية داخل الحزب وصلت إلى نقطة اللا عودة، وأن القادم من الأيام سيجعل من الحزب حلبة يتبارز فيها الفريقان بضراوة.
وأضاف بنشماش في رسالته “من خلال تتبعنا لوقائع ومحركات وخلفيات هذه المواجهة؛ ومن خلال ما أظهرته، بصفة خاصة، تسجيلات اجتماع “السبت الأسود” ، ووقائع” لقاء الدشيرة ” الغريب عن الدشيرة ، وما تبعه من “لقاء الخيمة” المائلة، وما سيظهر حتما في لقاءات قادمة. من خلال كل ذلك، ومن خلال أدلة أخرى سنكشف عنها في الوقت المناسب، أجزم بأن لهذا الأخطبوط رأس تتساقط وتتكشف أقنعته تباعا، رأس يتخذ شكل ما أجرؤ على تسميته بالتحالف المصلحي لبعض مليارديرات الحزب الجشعون ؛ أبرز من يظهر منهم على المكشوف موزعون ؛ من حيث المنشأ والامتداد، على مناطق طنجة والنواحي؛ الحسيمة والنواحي؛ بني ملال والكثير من النواحي، آسفي مراكش والكثير من النواحي أيضا”.
وتابع بنشماش في رسالته “ما الذي يجمع بين مكونات هذه الشبكة الناشئة؟ وما سر التحالف بين أقطابها؟”، يجيب بنشماش “إن جزءا كبيرا من الجواب على هذا السؤال الذي سنعود إلى تفاصيله لاحقا موجود في قسم الصفقات التابع للمجلس الجهوي بمراكش آسفي وغيره من الجماعات الترابية، كما أنه موجود أيضا في الصفقات العابرة للجهات والممتدة حتى ماربيا”.
وأضاف ذات المتحدث “جزء آخر من مفاتيح” السر” يكمن في حسابات تدبير الانتخابات المقبلة ، ليس من زاوية استراتيجيات وتكتيكات مواجهة خطر الولاية الثالثة ، ولكن من منطلق تدبير التزكيات المقبلة والطموح إلى التحكم فيها من خلال استعجال تنظيم المؤتمر لإفراز أمين عام ماريونيت”.
وزاد بنشماش “لماذا يعضون بالنواجد على سرقة اللجنة التحضيرية، في تحد خطير للجنة التحكيم والأخلاقيات وفي استهتار بكل القوانين والأعراف ولماذا يستعجلون عقد المؤتمر الوطني في يوليوز كما صرح بذلك “المحامي” المستعد دوما لتحويل الأسود إلى الأبيض والأبيض إلى الأصفر وهلم جرا سفسطائيا منفلتا من عقاله؟”.
وأضاف “بالنسبة لهؤلاء، لا بد من بعض المساحيق ولابأس من ترديد وتكرار بعض الجمل الرنانة لدغدغة عواطف القواعد من قبيل : أننا ضد القرارات الانفرادية للأمين العام .إننا نواجه من باع الحزب للتجمع الوطني للأحرار .إننا نريد قيادة جديدة من الشباب .. لكن بيت القصيد وجذر “العقل الانقلابي” وعينه على ” أمين عام جديد مطواع وخنوع وتحت الخدمة كمدخل للتحكم في التزكيات، لكن لماذا التزكيات ؟”.
يجيب بنشماش “أولا لأنها مدرة للدخل المباشر الغزير الذي لا يجد طريقه لحساب الحزب البنكي؛ والذي ينفع لشراء الولاءات وصناعة” زعامات” قادرة على إحداث الضجيج”.
وتابع “ثانيا لأنها المعبر الضروري نحو الجماعات الترابية بما تتيحه من عقد الصفقات وضمان تجديد الصفقات لفترة أطول (اسألوا ذ.حسن بنعدي ليطلعكم عن سر رفض “بوجلابة” واصراره على اجهاض فكرة إسناد رئاسة لجنة التنسيق بين رؤساء الجهات الخمسة للأخ علي بلحاج، كما أجهض حتى مجرد ندوة للاحتفاء بالذكرى الحادية عشرة لتأسيس حركة لكل الديمقراطيين!!!!)”.
وقال حكيم بنشماش “لا نحتاج إلى كثير عناء لفهم منطق المليارديرات؛ فإستراتيجيتهم “الذكية جدا” تتلخص، ببساطة، يلزمها “خطاب” سياسي : وهم غير قادرين على انتاجه ولذلك يكتفون بترديد شعارات فضفاضة على شاكلة التشبيب وتجديد النخب والاستجابة لنداء المستقبل المفترى عليه”.
وأضاف” تلزمها “قيادات” ممن لم ينالوا حصتهم من الكعكة التي ألفوا الحصول عليها، أمثال “القائد المغوار” الحربائي المتقن لأسلوب “انتيفون” الغوغائي الذي شوه إرث سفسطائيي اثينا . رأس الحربة هذا الذي كان ينتظر إقالة الرجل الخلوق المخلص للحزب ذ.اشرورو من رئاسة الفريق البرلماني وتنصيبه بدلا منه ،أو أمثال ” ماكرون أكدال” الذي صدق أنه سوبر شاب وأكثر حضوة من الشباب الآخرين وأكثرهم استحقاقا لاحتلال مواقع القيادة”.
من جهة أخرى ردّ معارضو بنشماش برسالة مماثلة، جاء فيها، “.. يبدو أنك لبست “جلابة” أكبر من حجمك، فأقصى أحلامك في الأيام الخوالي، أن تصبح عضوا في جماعة صغيرة. ودعنا نسألك سي حكيم، رئيس المكتب الفيدرالي، ورئيس مجلس المستشارين، ورئيس حزب البام، ورئيس كل شيء:
لماذا اتصلت بمحمد الحموتي باكيا، كي “يخمد” ثورة المنصوري والأستاذ أخشيشن مقابل أي شيئ، ولما عادوا احتراما لرجل نبيل وليس لك نقضت اتفاقك؟
أليس “عرابك” صائغ النموذج التنموي وصفك بالشماتة في اجتماع للمكتب السياسي دون حتى أن تنبس بشيء؟
أليس “الناطح” الذي يساندك اليوم أولى أن يعرض على لجنة الأخلاقيات لأنه حولنا إلى مسخرة أمام خصومنا وليس من عبروا عن رأيهم بشكل حر؟..
وفي مقطع آخر يقول من وصفوا أنفسهم بمناضلي ومناضلات حزب الاصالة والمعاصرة، “.. نحن على الأقل لم نؤسس شركات باسم زوجاتنا ولا نمتلك صورا لأبنائنا في أماكن العالم الفارهة ولا نتدخل حينما يعتدون على أبناء شعبنا، والأهم أننا نستطيع أن نشرب القهوة أينما نريد دون مركب نقص..
لقد كنا نربأ أن نثير هذه المواضيع، لكن ظهورنا لن تكون منحنية للحد الذي نسمح لـ”نكرة” صدق نفسه أنه وصل للأمانة العامة بالانتخاب، وهو الذي انقلب على رفيق دربه إلياس العماري.
حاول السيد الأمين العام طيلة الشهور السابقة أن يبين أننا نكره العماري، لكن الخرف المزدهر لدى “الأمين العام” جعله ينسى أنه كان لا يترك فرصة لشتمه بل قال لحوارييه إنه سيقوده إلى السجن..في الأمس القريب كان إلياس يطرد حكيم بنشماس من المكتب السياسي، ومن حقه ذلك لأنه هو من أتى به من فاس “حافيا” إلا من محفظة بالية..
تحية سي حكيم من الريف..
تحية من هذه البقعة التي أعاد إليها جلالة الملك البسمة بعد عفوه الكريم. وقد استغربنا، كيف تريد الإيحاء تدليسا بربط لا يوجد إلا في مخيلتك بين بوليفار والريف؟ ما الذي تسعى إليه، أن تحول جبال الريف الأبية إلى قلاع للثورة الحمراء؟ أبدا. جبال الريف تنتمي إلى هذه البلاد..
حينما كنا نواجه خصوم الحزب بالريف وقد أنزل الحزب الإسلامي الظلامي كل “البشمركة” واستعان بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وحينما كنا ننقع أحذيتنا في الجبال ونقترب من هموم الناس كي نصل للمرتبة الأولى، كنت أنت تقبع في “بيكولوس” تنظر مع “الروائي الكبير” لنهاية إلياس..”.
الرباط.. التحقيق مع شرطي متهم ب“استغلال النفوذ”
فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الرباط بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة ا…