وصفت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان، الوضع السياسي الراهن بـ”البرود وغياب إرادة الإصلاح”، “ من خلال إفراغ مؤسسات الوساطة الاجتماعية من أحزاب سياسية ونقابات وهيئات مدنية، وتجريدها من الصلاحيات والحق في ممارسة السلطة وتنزيل رؤاها وبرامجها”، مما يجعل من الوضع الاجتماعي “متسما بارتفاع منسوب ودرجة الاحتقان”.
وأضافت العصبة في تصريحها الصحافي، الذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يصادف العاشر من دجنبر 2018، أن “تجاوز هذا الوضع لا يمكن أن يتم إلا من خلال إصلاح دستوري وسياسي حقيقي”.
ودعت العصبة المغربية حكومة العثماني إلى “الإنصات والتفاعل الإيجابي مع المطالب الشعبية الرامية إلى تحقيق الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، والتي تتسع رقعتها بشكل مطرد من زاكورة إلى الحسيمة، مرورا بجرادة والدار البيضاء وأقاليم سوس وغيرها”.
واعتبرت ذات المنظمة أن هناك “مسلسل لتوظيف القضاء في الانتقام من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتجفيف منابع النضال، من خلال ضرب الرموز المناضلة”، مضيفة أن هذا “المسلسل” بلغ “حدته درجات كان يفترض أنها انتهت بصدور التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة، وطي تجربة العدالة الانتقالية بالمغرب” حسب ذات التصريح.
واعتبرت المنظمة أن “عملية إحياء المؤسسات الدستورية بعد تجميد طالها لسنوات، لا يمكن أن يؤتي أكله أو يحقق جدواه في غياب الشروط الموضوعية المتعلقة بالإصلاح السياسي والدستوري وتوسيع اختصاصات وصلاحيات هذه المؤسسات لتمكينها من آليات حقيقية”.
كما جددت عبر بيانها مطالبتها “بإطلاق السراح الفوري لمعتقلي الحراكات الاجتماعية بكل من الريف وجرادة وزاكورة، ومعتقلي الرأي خاصة حميد المهداوي وتوفيق بوعشرين وباقي المدونين المعتقلين”.
واعتبرت العصبة أن “عدوى النزعة الشعبوية التي أضحت تحكم العالم، وتوجه سياساته واقتصاداته، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنتج إلا مزيدا من الكوارث التي تهدد حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، من خلال افتعال الحروب وعدم تحمل الدول والشركات الكبرى لمسؤوليتها المجتمعية من أجل الحد من الآثار الوخيمة للتغيرات المناخية، والحروب الأهلية”.
ووجهت العصبة دعوة إلى المنتظم الدولي كي “يتحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني وصون حقه الطبيعي في إقامة دولته كاملة السيادة، والتصدي لكل محاولات الاستفزازات الرامية إلى فرض سياسة الأمر الواقع، من خلال التلاعب بالوضع القانوني للقدس الشريف”.
وندد ذات المصدر بـ”الجرائم الممنهجة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان عبر العالم، والتي بلغت حد اغتيال الصحفيين داخل مؤسسات دبلوماسية، كما تعتبر عملية استقبال المتهمين بهذه الجرائم، وتلميع صورهم، بمثابة مشاركة في الجريمة”.
كما أكدت المنظمة “أن عمليات الهجرة الجماعية، وحركات الشعوب لا يجب تأطيرها إلا في سياق حرية التنقل، وحق الأشخاص في اللجوء حفاظا على حقهم في الحياة، والكرامة الإنسانية، وهو ما يفرض سعي المنتظم الدولي لإنهاء الحروب المسببة للكوارث الإنسانية، خاصة في سوريا واليمن وليبيا والدول الإفريقية جنوب الصحراء”.
واعتبرت في تصريحها الصحافي أن “الحركات الاحتجاجية الآخذة في الانتشار عبر العالم، والداعية إلى العدالة الاجتماعية تشكل مؤشرا قويا حول تنامي الوعي الحقوقي، لدى المجتمعات، ورفضها السياسات الليبرالية المتوحشة”.

التعليقات على العصبة المغربية لحقوق الإنسان: القضاء “يوظف” في الانتقام من الصحفيين والحقوقيين مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب

أشرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أمس السبت بالمركز الصحي الحضري “السلام…